انتقادات لاذعة للبنتاغون بشأن حرب العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد:في خطوة غير مسبوقة، وجه ضابط أميركي مازال في الخدمة، انتقادات لاذعة ومفتوحة إلى جنرالات البنتاغون حول كيفية إدارتهم لحرب العراق، متهماً إياهم بـ"الإخفاق في إعداد الجيش لتمرد شرس، وتضليل الكونغرس"، بشأن الأوضاع هناك. وكتب العميد بول ينغلينغ في مقال نشر الجمعة في "دورية القوات المسلحة" يقول: "الأسباب لم تتضح بعد، فقد قلل جنرالات أميركا من شأن قوة العدو، ورفعوا من قدرات حكومة العراق والقوات الأمنية، وأخفقوا في تقديم تقديرات دقيقة للأوضاع الأمنية في العراق."
وتابع ينغلينغ انتقاداته "في عام 2007.. تعكس الأوضاع المتردية والخطرة في العراق آمالاً مبددة بشأن تحقيق نصر أمريكي، بل وتنذر بحرب إقليمية أوسع وأكثر دماراً."
ويشار إلى أنها المرة الأولى التي يقدم فيها ضابط في الخدمة على انتقاد الحرب في العراق، فيما قد يعد مؤشراً على تنامي السخط بين قيادات الجيش في وقت حرج تواجه فيه القوات الأميركية هناك العديد من التحديات هناك. وفي السابق، وجه العديد من الجنرالات المتقاعدين انتقادات مماثلة بشأن كيفية التخطيط للحرب ومدى كفاءة وزير الدفاع الأمريكي السابق، دونالد رامسفيلد، في إدارتها.
وانتقد ينغلينغ، نائب قائد فوج سلاح المدرعات الثالث، عدم رسم القيادات العسكرية لخطط واضحة لتهدئة الأوضاع في أعقاب ما بعد الحرب، بجانب فشلهم في إعلام الشارع الأميركي بمدى شراسة المقاومة.
وأورد الضابط، الذي خدم مرتين في العراق والبوسنة بجانب مشاركته في حرب الخليج عام 1991، في هذا السياق "أن الفشل الفكري والأخلاقي العام لجنرالات أميركا في فيتنام والعراق يمثل أزمة في القيادات العسكرية في أميركا." ورحب بقرار الإدارة الأميركية بإرسال نحو 28 ألف جندي إضافي إلى العراق في فبراير/شباط، إلا أنه وصف الخطوة بـ"المتأخرة للغاية." كما اتهم في المقالة جنرالات أميركا بالتقاعس عن إعداد قواتهم لمواجهة مقاومة ذات بطش وقابلة للتكيف في العراق وأفغانستان.
وعلق قائلاً "بالنظر إلى قوات تفتقد للقوة، حتى أبرع الجنرالات كان في وسعه استنباط طرق ضرورية لفرض الاستقرار لحقبة عراق ما بعد صدام." ودعا الكونغرس إلى إجراء إصلاحات في المؤسسة العسكرية ومراقبة الأنظمة التي تتحكم في اختيار وترقية جنرالات الجيش. ونوه قائلاً "مازال أمامنا الوقت لاختيار جنرالاتنا الذي يمتلكون الكفاءة لاستبصار النزاعات المستقبلة والشجاعة الأدبية لإعلام صانعي القرار المدنيين حول الاستعدادات التي نحتاجها من أجل أمننا."
وكشفت حركة مناوئة لحرب العراق "مناشدة من أجل الإصلاح" أن نحو 2000 جندي في الخدمة وقدامى المحاربين وقعوا على عريضة تدعو لسحب القوات الأمريكية من العراق. وقال الضابط البحري جوناثان هوتو، أحد مؤسسي الحركة، إن 60 في المائة من أعضاء الجمعية من الذين خدموا في العراق.
ومن جانبه علق الناطق باسم الجيش الأميركي في العراق، العقيد كريستوفر غرافر على المقالة بأنها تعكس "الأراء الشخصية لينغلين" وأن القيادة الأميركية "عليها في الوقت الراهن، تنفيذ المهام الملقاة على عاتقها."