الحرب الأهلية اللبنانية لاتزال غائبة عن مناهج التعليم
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وتقول هالة (18 عاما) التي ستقدم امتحان البكالوريا بعد شهرين "معلوماتي حول ما حدث مبهمة بعض الشيء وكل ما اعرفه استقيته من والدي والتلفزيون". ويرى محمود وهو طالب في الثالثة والعشرين من عمره أن جيله "يعاني من فقدان للذاكرة لأنه تم محو جزء منها".
ويشدد هذا الشاب على أهمية "تدريس الحرب الأهلية (1975-1990) في المدرسة حتى لا تتكرر" في وقت أعادت الانقسامات السياسية إلى الأذهان هذه الحقبة السوداء من تاريخ لبنان. ويتوقف كتاب التاريخ الرسمي عند جلاء القوات الفرنسية من لبنان في 1946، بعد انتداب دام 23 عاما.
وبسبب عدم التوصل إلى نص موحد حتى الآن رغم محاولات عديدة، لا يتطرق البرنامج إلى "الأحداث" وهي كلمة غالبا ما يستخدمها اللبنانيون للإشارة إلى الحرب الأهلية. ويقول الأستاذ في التاريخ جمال عرفات "عادة يتعلم التلميذ مادة التاريخ في المدرسة. في لبنان يأتي التلميذ وتاريخه في جيبه، بعد أن تعلمه من والديه".
وفي بلد يشكل فيه التاريخ "وجهة نظر" بشكل عام ويفسر كل حدث من منطلق طائفي، أصبح التطرق إلى هذه الحرب أكثر صعوبة بسبب الوضع السياسي الحالي. ويقول أستاذ التاريخ ميشال خوري "نتجنب الحديث عن الحرب لان الحساسيات بين التلاميذ حاليا قوية جدا، خصوصا حين يكونوا من آفاق مختلفة".
ويسال الصحافي نصري الصايغ "كيف يمكن وضع كتاب تاريخ موحد في وقت لا يزال اللبنانيين منقسمون حول من هي الدولة +الصديقة+ أو +العدوة+ لبلادهم؟". وتشهد البلاد منذ أواخر 2006 مواجهة سياسية بين حكومة فؤاد السنيورة التي يساندها الغرب، والمعارضة التي يقودها حزب الله القريب من دمشق وطهران، حيث يتهم كل فريق الطرف الآخر بأنه أداة في أيدي الخارج.
وحتى قبل اندلاع الحرب الأهلية، كانت تتجاذب لبنان نزعتان بشان هويته، أحداها ترى فيه بلدا عربيا وأخرى تعتبره ذا وجه عربي يميل أكثر للغرب. ويضيف الصايغ أن "التاريخ يكتبه عادة المنتصر. أما في لبنان، فالمقولة الشائعة كانت ولا تزال +لا غالب ولا مغلوب+".
لكن كيف التعويض للأجيال الصاعدة عن هذا النقص في المعلومات؟
يؤكد الأستاذ في التاريخ أنطوان بو شاهين أن "تلاميذ اليوم تواقون للاطلاع على ماضيهم القريب. هم الذين يبادرون في طرح الأسئلة". ويوضح "أتحدث عن حرب لبنان دون فرض رأيي واترك للتلميذ حرية الحكم على ما حدث".
ويعتبر الباحث أنطوان مسرة انه يجب "توثيق كتاب التاريخ من خلال مقتطفات من صحف تلك الحقبة وتقديم كل وجهات النظر". لكن لبنان بحاجة خصوصا إلى عمل حول الذاكرة حسبما ترى أمال مكارم رئيسة جمعية "ذاكرة للغد" التي تقول أن "الاعتراف بالمسؤوليات في الحرب هو الواجب الأول قبل كتابة هذه الصفحة من تاريخ بلاد الأرز".
وتتابع قائلة "لكن في لبنان، الجميع +اقفل+ ذاكرته. الشعب لكي ينسى والزعماء لكي ينسى النا
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف