أخبار

مخاوف في بيروت... ولا أحد يريد حروبًا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مخاوف... ولا أحد يريد حروبًا
صيفهادئ أو حار في لبنان؟
الياس يوسف من بيروت :
تنشط الهيئات الإقتصادية والعمالية في تحرك مشترك لإقرار هدنة سياسية وإعلامية في لبنان في الصيف يتيح إنقاذ ما أمكن من موسم السياحة الذي يشكل مورد المال الرئيسي للبلاد، لكن مخاوف تبرز لدى بعض القوى السياسية من عودة مسلسل التفجيرات والإغتيالات ومن "صيف حار". ويقول وزراء في الحكومة إنهم تلقوا نصائح وتوجيهات من قادة أمنيين بوجوب التحوط والحذر الشديد في هذه المرحلة، خصوصًا مع إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية واحتمال تحول التوترات السياسية إلى توترات أمنية. ويتخوف سياسيون من دخول جهات خارجية على الخط بما يوفر الذرائع لتنظيمات متطرفة، على غرار "فتح الإسلام" أو "جند الشام" ، أخذت تنشط تحت لافتة تنظيم "القاعدة" للعب بالوضع الأمني من خلال تفجيرات واغتيالات بغية تمرير رسائل إلى المجتمع الدولي والأطراف الإقليميين والعرب عن قدرتها على تهديد الإستقرار العام في البلاد.
وأكدت مصادر أمنية لـ "إيلاف" أن لبنان يدخل حاليًا مرحلة دقيقة وحساسة، وأن القيادات الأمنية تحذر من إغراق البلاد في مفاجآت مسيئة يمكن أن تبقى محدودة في الوقت الحاضر، على أن يرتفع منسوبها في سياق مواكبة التطورات المحلية المعطوفة على الحركة الدولية الناشطة لإقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع في مجلس الأمن الدولي، نظرًا إلى تعذر التصديق على مشروعها في مجلس النواب. بدورها تتوقع مصادر سياسية على صلة بـ "حزب الله" وسوريا، أن يشهد لبنان والمنطقة صيفًا حارًا بسبب التطورات السياسية والأمنية التي ستحصل خلال الأشهر المقبلة والتي قد تكون شبيهة بالتطورات التي حصلت عام 1988 بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل وعدم حصول انتخابات رئاسية. وتشير إلى أن أربع جبهات يمكن أن تشهد مواجهات عسكرية في الصيف المقبل هي إيران وسوريا وفلسطين ولبنان. وإذا لم تحصل مثل هذه المواجهات فإن ذلك لا يعني أن الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان ستكون مستقرة، لأن هناك خيارًا آخر قد يلجأ إليه الأميركيون وحلفاؤهم وذلك من خلال جر "حزب الله" إلى معركة داخلية وإشعال الفتنة المذهبية من خلال قيام مجموعات أصولية مشبوهة بعمليات تفجير قد تستهدف بعض المناطق ذات الغالبية الشيعية أو السنية، ومن ثم الرد على ذلك بعمليات أخرى ما قد يفتح الباب أمام ردود فعل غير متوقعة.
وكانت مصادر في "حزب الله" قد تحدثت عن أن لدى الحزب معلومات تتعلق بإتصالات يقوم بها أحد أفرقاء السلطةمن أجل السعي إلى إقناع الإسرائيليين بأن يقوموا بعمل عسكري جديد ضد المقاومة في الصيف المقبل يكون مسرحه الأساسي منطقة البقاع الغربي، بغية محاصرة المقاومة في الجنوب عبر الفصل بين البقاع والجنوب. وتقول مصادر المعارضة إنها وضعت خطوطًا حمرًا سيتم إلتزامها وأهمها عدم الإنجرار نحو الحرب الأهلية أو المشاكل الأمنية رغم كل الضغوط التي تتعرض لها، ويضاف إلى ذلك الإبتعاد عن كل ما يثير الفتنة الطائفية والمذهبية، وخصوصًا الصراع السني- الشيعي رغم حدة الخلافات بين "حزب الله "و"تيار المستقبل" . ويستبعد ركن في الغالبية أن يكون لدى قيادة "حزب الله" أي توجه إلى الإنجرار إلى الحروب الأهلية، ويعزو السبب إلى أمرين: الأول أن الحزب يريد الحفاظ على صورته كمقاوم للاحتلال ولن ينجر إلى أي مغامرة عسكرية في الداخل، والثاني أن إيران الحليف الاستراتيجي له والتي تخوض مواجهة دبلوماسية وسياسية مع الولايات المتحدة، ليست في وارد توريط قوة إستراتيجية حليفة لها تخوفًا من تداعياتها العربية والإسلامية التي ستنعكس عليهما سلبًا بصرف النظر عن نتائج المنازلة العسكرية في لبنان.
ويضيف أن الحزب رغم تحالفه مع سوريا، لديه حسابات إقليمية ودولية تردعه من الدخول في أي مواجهة داخلية لأنه سيكون خاسرًا في كل الأحوال خلافًا لقوى محلية أخرى ليس لديها ما تخسره. لكن الغالبية تتوقف عند تصاعد حملات التحذير من أن إقرار المحكمة تحت الفصل السابع في مجلس الأمن سيدخل لبنان حربًا أهلية وسيجره إلى الفراغ. وفي حين ترى مصادرها أن هذه الحملات هي "بالونات تهويل"، تشير إلى أنها تترافق مع الحديث المتنامي عن عمليات تسلح في لبنان وعن سعي أطراف إلى زيادة قدراتهم العسكرية من خلال صفقات لشراء السلاح وتخزينه مع استمرار عمليات التهريب عبر الحدود السورية. وتدعو المجتمع الدولي إلى التعامل بجدية مع هذه التحذيرات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف