مشرف يحدد اولاويات بلاده
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
علي محمد مطر من إسلام آباد: يمتاز السياسيين بباكستان بانهم يفوقون غيرهم بانحاء العالم بدرجات كبيرة في إغتنام الفرص وتغيير جلدهم وفق ما تستدعيه الحاجة والمصلحة الملحة والآنية. وعندما يحرزون ما يحرزونه من مكاسب فانهم يمضون في محاولاتهم للحفاظ على الوضع القائم بدون أدنى تغيير ويسيرون قدما في عملية يسمونها هنا تبادل الاحصنة وهي اقناع من هم بالمعارضة من السياسيين بسلخ جلدهم والانضمام للكفة الراجحة في حين تبقى اوضاع التأخر والتخلف ونقص الخدمات ومنح الرشاوي وقرارات رفع اسعار المواد الاستهلاكية حسب الولاءات وتخريب المصالح الاقتصادية لمن هم بالمعارضة لحين ان يقتنعوا بان ما يعارضونه "حق" وعليهم اتباعه.. ولهذا فان جميع المستفيدين من الوضع القائم يحاولون بشتى الطرق - الصحيحة وغيرها - الحفاظ على بقاء الرئيس الباكستاني الجنرال برفيز مشرف في منصبيه:- رئيس الجمهورية وقائد الجيش.
قائد وسياسي باكستاني بارز قال انه لا خوف على مشرف لان "الله والجيش الباكستاني واميركا معه وتدعم نظامه"، وانه لا يمكن ان يتأثر من ضغوط احزاب المعارضة التي تطالبه بالاستقالة من منصبيه بسبب الازمة الدستورية التي خلقها بعزله قاضي قضاة باكستان. ويمضي الدكتور أرباب غلام رئيس وزراء اقليم السند والذي تشير اليه الاصابع بانه مسؤول مسؤولية مباشرة عن ازمة القضاء، يمضي قائلا "إن قيام المعارضة بجمع بضعة مئات من المتظاهرين بالعاصمة اسلام اباد يهدف الى خلق انطباع بان الشعب معها.ولكن الحقيقة هي ان الله والجيش واميركا مع مشرف ومعنا بالاضافة الى الشعب".
ويشار بهذا الصدد الى ان "الله والجيش واميركا" هو عنوان كتاب لباحث اميركي يعتقد بان هذا الثلاثي يشكل أكثر الاساسيات أهمية في باكستان. رئيس وزراء اقليم السند الذي يوصف بانه يستميت في دعم مشرف، قام باستخدام عنوان الكتاب ليصف القوة السياسية التي يتمتع بها نظام مشرف الذي يواجه حاليا ازمة سياسية خانقة بسبب قضية قاضي القضاة والتي كلما تم طرحها للاستماع بمحكمة باكستان العليا إختنقت شوارع العاصمة اسلام اباد التي تستقر بها المحكمة وغصت بالاسلاك الشائكة التي تجبر المواطنين على تغيير مساراتهم، كما انها تعج بقوات خاصة مدججة بالسلاح فارضة طوقا على جميع المنافذ المؤدية للمحكمة العليا.
وقال رئيس وزراء السند غلام رحيم ليدلل على ان الله مع مشرف ان مشرف ذاته ورئيس وزرائه شوكت عزيز ووزير داخليته افتاب شيرباو واحد قادة الفيالق الباكستانية قد نجوا جميعا من محاولات انتحارية عديدة لاغتيالهم وان الله سلمهم. ولكن رئيس وزراء السند نسي او تناسى ان القائد السابق لسلاح الجو الباكستاني الماريشال مصحف علي مير قد لقى حتفه هو وعائلته في تحطم طائرة بالقرب من بيشاور بعد يوم واحد من رفضه في اجتماع عسكري لقيادة الجيش الباكستاني القبول بمنح القوات الاميركية المتمركزة في افغانستان حق استخدام بعض القواعد الجوية الباكستانية القريبة من منطقة بيشاور. يبدو ان احدا من الاساسيات الهامة بباكستان لم تكن معه!