الانسحاب الاميركي من العراق:تحذيرات من كارثة عالمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن، بغداد:حذر محللون ومراقبون سياسيون من أن انسحاباً سريعاً للقوات الأميركية من العراق، قد يسبب "كارثة"، لن تقتصر أثارها على العراق فقط، بل ستمتد إلى مختلف دول الجوار بمنطقة الشرق الأوسط، كما أن هناك مخاوف من أن تكون لها "تأثيرات مروعة" على الصعيد العالمي.وقال محللون لشبكة السي ان ان إن أعمال العنف الطائفية قد تصل إلى مستويات غير مسبوقة لم تشهدها العراق من قبل، إذا ما أقدم الجيش الأميركي من الانسحاب، قبل أن تتمكن قوات الأمن العراقية من السيطرة على الأوضاع المتردية في البلاد.
كما حذر المراقبون من أن تنظيم القاعدة، قد يتخذ من العراق مركزاً لعملياته ضد الغرب، فضلاً عن أن الحرب الأهلية قد تمتد من العراق إلى دول أخرى مجاورة، مثل المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران.
وأكد محلل شؤون الإرهاب في السي ان ان بيتر بيرغن، أن الانسحاب السريع من العراق سيؤدي إلى الإضرار بصورة الولايات المتحدة، كما "سيمنح القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى، انتصاراً دعائياً"، بأن أميركا ليست إلا مجرد "بطل من ورق."وقال بيرغن "إن ذلك سيساعد الإرهابيين" أيضاً على أن يقيموا لنفسهم دولة مستقلة في مكان ما بمنطقة الشرق الأوسط، مثلما فعلوا من قبل في أفغانستان في تسعينيات القرن الماضي."
وأشار إلى أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، تحالف مع حركة طالبان للسيطرة على السلطة في أفغانستان، حيث سمحت له الحركة بعد ذلك بالتخطيط وتنفيذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، على واشنطن ونيويورك.وشدد الخبير بشؤون الإرهاب، على ضرورة ألا تسمح الولايات المتحدة لذلك بأن يتكرر مرة أخرى في العراق، موضحاً قوله: "ما يجب أن نتصدى له هو أن نمنع قيام دولة للعراقيين السُنة في وسط وغرب العراق، لأن مثل هذه البؤرة الجديدة للإرهاب الدولي، ستشكل تهديداً مباشراً لمصالحنا."
كما أعرب الجنرال السابق بسلاح الجو الأميركي، ومحلل السؤون العسكرية للمحطةنفسها دون شيبرد، عن اعتقاده بأن "الميليشيات السُنية، والتي تقدم حالياً كثير من الدعم إلى تنظيم القاعدة، قد تستغل الأوضاع الأمنية المتردية، لشن المزيد من الهجمات على مناطق الشيعة والأكراد في العراق."
بوش والديمقراطيون يبدأون البحث عن حل وسط
هذا وبعد اخفاقالديمقراطيين في ابطال نقض الرئيس بوش لمشروع قرار متعلق بتمويل الحرب في العراق بدأت مفاوضات متوترة لايجاد حل وسط.واستقبل بوش قادة ديمقراطيين في البيت الابيض بعد فشل محاولة ابطال النفض (الفيتو) في مجلس النواب وقال انه واثق انه يمكن التوصل الى اتفاق بشأن مشروع قانون تمويل تبلغ قيمته 124 مليار دولار.وقال بوش عن حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه "الامس كان يوما سلط الاضواء على الخلافات واليوم هو يوم يمكننا ان نعمل فيه سويا لنصل الى ارض مشتركة."
ووصف قادة ديمقراطيون خرجوا من الاجتماع الجلسة بانها ايجابية ولكنهم اصروا على ان هدفهم الرئيسي هو العثور على طريق لانهاء حرب العراق المستمرة منذ اربع سنوات والتي قتل فيها اكثر من 3300 اميركي وعدد لا حصر له من العراقيين.وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب من كاليفورنيا "مهما كانت خلافاتنا نحن مدينون للشعب الامريكي بان نجد ارضا مشتركة. بالطبع علينا ان نتمسك بموقفنا ما لم نستطع ان نجدها. غير ان علينا ان نسعى جادين الى ايجاد هذه الارض."
وليس ثمة طريق للعثور على حل وسط سهل.وقال السناتور ميتش ماكونيل من كنتاكي وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ انه يود ان يرى اتفاقا بحلول نهاية مايو ايار.وسيلتقي رئيس موظفي البيت االابيض جوش بولتن وهاري ريد زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ من نيفادا وماكونيل يوم الخميس في مساع مبدئية لاستكشاف سبل الحل.
غير ان بوش زاد التوترات بين الحزبين باتهامه الديمقراطيين في رسالة الفيتو التي ارسلها الى الكونجرس بانهم يتصرفون خارج اطار حدودهم الدستورية بمحاولة وضع تشريع لانسحاب القوات يبدأ هذا العام.وقال ان مشروع القانون يعتبر مخالفا للدستور لانه "يفهم منه توجيه سير عمليات الحرب بطريقة تنتهك السلطات التي عهد بها الدستور للرئاسة.. ومنها القيادة العامة للقوات المسلحة."ويعطي الدستور للكونجرس سلطة اقرار الميزانية الامريكية واستخدم المشرعون هذه السلطة في الماضي في اجراء تغييرات في السياسة الخارجية.ورفض ريد ذلك.
وقال ريد "ان يتحدث هو عن كون شيء مخالفا للدستور فهذا امر غير عادي وانا لا اريد ان اخوض في اشياء اخرى قامت بها هذه الحكومة كان من الواضح انها مخالفة للدستور."وكان تصويت مجلس النواب بالموافقة على ابطال فيتو الرئيس بأغلبية 222 مقابل 203 اقل كثيرا من اغلبية الثلثين المطلوبة غير انه اظهر الدعم المتزايد في المجلس لسحب القوات من الحرب التي تمثل اختبارا لصبر الشعب الاميركي.وقال بوش انه حان الوقت للاتفاق على تشريع يمنح القوات الامريكية الاموال والمرونة اللازمة لاداء عملها.
وقال أمام رابطة المتعاقدين العموميين في أميركا "حتى اذا كنتم تعتقدون أن الذهاب الى العراق كان خطأ.. فسيكون الانسحاب الان خطأ أكبر كثيرا... لا يوجد طريق سهل للخروج. الطريق السهل سيكون هو الطريق الخطأ."وتقول حكومة بوش ان هناك حاجة ماسة الى تقديم الاموال في اقرب وقت ولكن الديمقراطيون يدفعون بان الجيش الامريكي لديه ما يكفي من الاموال المتاحة لتمويل الحرب في العراق خلال معظم شهر يوليو تموز.
وبسبب توقعهم عدم القدرة على ابطال اعتراض بوش يجري زعماء الكونجرس مفاوضات بشأن سبل جديدة لاجازة تمويل الحرب بشروط يقبلها بوش.
ومن بين الافكار التي يجري تداولها في الكونجرس تحديد "معايير" لقياس التقدم الذي تحرزه الحكومة العراقية في ارساء استقرار البلاد التي تصاعد فيها العنف بشكل كبير خاصة في الاونة الاخيرة.وقال وزير الدفاع روبرت جيتس ان المشكلة قد لا تكون المعايير نفسها لكن ايضاح العواقب مثل سحب القوات اذا فشل العراقيون في تحقيق الاهداف.وقال للصحفيين في البنتاجون "اعتقد ان احد الاسئلة المثارة سيكون .. الى أي مدى ستكون العواقب اذا لم يتم تلبية معيار من المعايير."
مقتل 4 موظفين فيلبينيين بهجوم في بغداد
ميدانيا اعلنت السفارة الاميركية في بغداد الخميس مقتل اربعة موظفين فيلبينيين اثر "هجوم صاروخي" استهدف المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مباني السفارة الاميركية والبريطانية والحكومة العراقية. وقال دانيال سبيكهارد مساعد السفير الاميركي "يؤسفنا ان نعلن مقتل اربعة موظفين يعملون مع الحكومة الاميركية اثر هجوم بقذائف الهاون استهدف المنطقة الخضراء".
ووقع الهجوم امس الاربعاء، وفق مصدر في السفارة الاميركية. واضاف ان "هؤلاء الزملاء الاربعة مواطنون من الفيلبين وكانوا يشكلون جزءا من كوادر السفارة الاميركية". وتابع "نيابة عنا وعن الشعب العراقي نود ان نثمن مشاركتهم في العمل معنا ونعبر عن حزننا لوفاتهم".