الفيصل: نقف على مسافة متساوية من جميع الاطراف العراقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن عن استعداد بلاده لتخفيف الديون المستحقة
الفيصل: نقف على "مسافة متساوية" من جميع الاطراف العراقية
مسفر الغامدي، شرم الشيخ (مصر): اكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في افتتاح المؤتمر الدولي حول العراق في شرم الشيخ الخميس ان بلاده تقف على "مسافة متساوية من جميع الاطراف" في العراق ودعا الى مصالحة وطنية شاملة في هذا البلد. وقال الامير سعود الفيصل "بالنسبة للسعودية ما زلنا على موقفنا من الوقوف على نفس المسافة من جميع الاطراف دون تمييز او تفرقة بينهم على اساس الدين او العرق او النوع وعدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية".
وكان يلمح بذلك الى ان السعودية ليست منحازة الى السنة على حساب الشيعة في العراق الذي يشهد نزاعا طائفيا متصاعدا اوقع قرابة 32 الف قتيل عام 2006 وفقا للامم المتحدة. وكان العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز رفض الاسبوع الماضي استقبال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وافادت تقارير صحفية ان الملك عبد الله اتخذ هذا الموقف احتجاجا على موقف المالكي من الطائفة السنية في العراق.
وفيما يلى نص كلمة الفيصل:
بسم الله الرحمن الرحيم دولة السيد نورى المالكى رئيس وزرءا جمهورية العراق الشقيقة رئيس المؤتمر معالى السيد بان كى مون الامين العام للامم المتحدة والرئيس المشارك معالي الاخ احمد ابو الغيط وزير خارجية مصر الشقيقة الدولة المضيفة اصحاب المعالي والسعادة السياات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اود فى اود فى بداية كلمتى ان اعبر عن املنا فى ان يتكلل هذا اللقاء بتحقيق نتائج تتلائم ودقة الوضع الذى يمر به العراق . واتوجه بالشكر لحكومة جمهورية مصر العربية الشقيقة على استضافة هذا الاجتماع ولجميع المنظمات والمؤسسات التى ساهمت فى الاعداد له . كما اتقدم بالشكر الى الامين العام للامم المتحدة لتحمل مسئولية التهيئة لاطلاق العهد الدولي .
السيدات والسادة،..
نجتمع اليوم لنطلق سويا وثيقة العهد الدولى مع العراق التى تضع كل منا امام مسئولياتة تجاة ما يجتازه العراق من واقع اليم ويعانية الشعب العراقي الشقيق من ظروف بالغة القسوة . ان بلادى شانها شان بلادكم جميعاً تراقب بقلق بالغ الاوضاع الامنية المتردية فى العراق والتى تهدد سلامة ووحدة هذا البلد العزيز فصور الماسي تبعث فى نفوسنا جميعا مشاعر الحسرة والاسى وتحملنا جميعا مسئولية اخلاقية تجاة ما يتعين على كل طرف منا عمله من اجل انتشال العراق من واقعه المرير ووضعة على طريق الاستقرار والنماء الذى يحفظ للعراق وحدته وسيادتة واستقلاله . فكلنا يدرك جميع المسؤليات الملقاه على عاتق الحكومة العراقية الا ان ما يتطلبة الوضع الراهن فى العراق لا يمكن تجاوزه الابتحقيق مصالحة وطنية شاملة تتضمن مشاركة فعاله لكافة فئات الشعب العراقى وغير ذلك من الخطوات مما تضمنه برنامج الحكومة الطموح.
كما ان ارساء دعائم التنمية والاستقرار والسلم الاهلى يتطلب استئصال بؤر العنف والارهاب وحل كافة المليشيات واعادة المهجرين الى مناطقهم ومساكنهم واحياء مؤسسات الدولية والامنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية على اسس وطنية ومهنيه ويستوجب هذا العبء الثقيل من الاطراف الدولية تحمل مسئولياتها نحو توفير افضل الفرص لمساعدة العراق على بلوغ هذه الاهداف بما فى ذلك دول التحالف وهيئة الامم المتحدة والدول المجاورة للعراق وسائر المجتمع الدولى.
اما بالنسبة للمملكة العربية السعودية فأننا ما زلنا عند موقفنا من الحفاظ على نفس المسافة تجاه جميع العراقيين دون تميز او تفرقة بينهم على اساس الدين اوالعرق او المذهب ونحرص دائما على التمسك بمبدا عدم التدخل فى الشئون الداخلية للعراق وهو ما نامل من الجميع وبصورة خاصة دول الجوار مراعاته والحرص عليه
السيدات والسادة..
إن عملية إعادة إعمار بناء الإقتصاد العراقى عدا كونها أمراً جوهريا للعراق فى هذه الظروف الراهنه فهى تعتبر مسئوليه يتحمل الجزء الأكبر منها المجتمع الدولى ويتوجب أن يشارك فية بكل فاعلية كافة الدول المانحة والمنظمات الاقليمية والدولية.
وإنطلاقا من حرص المملكة الثابت على مساعدة الشعب العراقي الشقيق والإسهام فى سرعة عودة العراق ليصبح بلدا مستقرا ومزدهرا وفعالا فى محيطه الإقليمي والدولى فإن حكومة المملكة ملتزمة بتنفيذ ما أعلنت عنه خلال مؤتمر مدريد للمانحين عام 2003 م والمتمثل فى تقديم مليار دولار أمريكي لدعم إعادة إعمار العراق وقد تم تكليف الصندوق السعودي للتنمية بالتنسيق مع الجهات المعنية فى العراق لتمويل مشاريع تنموية ذات أولوية فى مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية والأساسية وغيرها من الأنشطة الإقتصادية العراقية ويتابع الصندوق الإتصالات المستمرة مع المسئولين العراقيين فى المرحلة الحالية لإستلام طلبات المشاريع والعمليات فى مجال إعادة البناء والإعمار موزعة على القطاعات الإقتصادية والجغرافية المختلفة فى العراق ولم تتوان المملكة يوما عن مواصلة جهودها لتقديم كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية الضرورية للعراق إضافة الى تنفيذ عدد من برامج المساعدات الفنية والتدريب للكوادر العراقية والمملكة العربية السعودية إدراكا منها لما تشكله الديون من أعباء على إقتصاديات الدول وتقديرا للظروف التى يمر بها العراق فقد أبدت إستعدادها لتخيف ديونها الرسمية المستحقة على العراق وفى هذا الصدد قامت بتقديم كافة المعلومات المتوفرة لديها للجانب العراقي ولايزال الموضوع فى طور المباحثات مع الأشقاء فى العرق من أجل التوصل الى تسوية مناسبة لذلك مع العلم أن تعاملنا مع مسالة الديون سيتم بموجب الضوابط والقواعد التى تم الاتفاق عليها فى نادي باريس الدولى ولا يفوتنى فى هذا الصدد الإشارة الى ان القطاع الخاص السعودي قد أعرب عن إستعداده لتسخير إمكانياته وخبراته الفنية والمالية للمشاركة فى جهود اعادة إعمار العراق بالتعاون مع المؤسسات الخاصة فى الدول الاخرى متى ما تهيات الأرضية المناسبة لبدء ذلك النشاط السيدات والسادة ختاما اكرر شكرى للدولة المضيفة على ما بذلته من جهد فى إعداد وتنظيم هذا الإجتماع آملا أن يسهم اجتماعنا فى تحقيق كل ما يصبو اليه العراق الشقيق من عزة ورفعة ونماء.
من جهتها اعترفت وزيرة الاميركية كوندوليزال رايس الثلاثاء بان موقف العاهل السعودي يعكس "تشكك" الدول العربية السنية حيال الحكومة العراقية التي يهيمن عليها ائتلاف شيعي. واعرب سعود الفيصل عن امله في ان يخرج مؤتمر شرم الشيخ "بنتائج تتلاءم مع دقة الوضع الذي يمر به العراق". واضاف ان "المشاهد الماساوية تحملنا مسؤولية اخلاقية من اجل اننشال العراق من واقعه المرير ووضعه على طريق الاستقرار" مؤكدا ان بلاده "تراقب بقلق الوضع المتردي في العراق". وتابع ان "هذا الوضع لا يمكن تجاوزه الا بتحقيق مصالحة وطنية شاملة تضمن مشاركة جميع الفئات العراقية".
وكان مسؤولون اميركيون وعراقيون قالوا ان السعودية ستعلن في مؤتمر شرم الشيخ الغاء 80% من الديون المستحقة لها لدى العراق والتي تقدر بما بين 15 و18 مليار دولار.