البوليساريو ترفض الجلوس مع الصحراويين الموالين للمغرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المغرب والبوليساريو وجها لوجه
البوليساريو ترفض الجلوس مع الصحراويين الموالين للمغرب
الدار البيضاء أحمد نجيم: منذ صدور توصية مجلس الأمن التي دعت المغرب وجبهة البوليساريو المطالبة باستقلال المحافظات الصحراوية، يترقب الجميع موعدا لهذه المفاوضات بإشراف أممي. المغرب أعلن أن هذه المفاوضات قد تبدأ في أي وقت ممكن. أمام الجانبين شهرين فقط. ليلة 30 أبريل نيسان أشاد مجلس الأمن ب"الجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية والرامية إلى المضي قدما بالعملية صوب التسوية". انتصار كبير للدبلوماسية المغربية وإشارة محتشمة إلى مبادرة البوليساريو التي تحمل اسم السلام.
المجلس دعا طرفي النزاع إلى الدخول في مفاوضات تحت إشراف الأمين العام بان كي مون "مفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية".. المغرب والبوليساريو كانا قد استبقا القرار الأممي وأعلنا رغبتهما في الدخول في مفاوضات ثانية لحل مشكل بدأ منذ منتصف السبعينات.
المغرب يؤكد أن مبادرته بخصوص منح المحافظات الصحراوية بحكم ذاتي موسع تحت السيادة المغربية، هي "مبادرة للتفاوض". بمعنى أنها نقطة البداية. والبوليساريو ترد أن التفاوض يجب أن يكون دون شروط مسبقة. يرغبون في مفاوضات لتقرير "مصير الشعب الصحراوي". مسؤولون من المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء يذهبون إلى أنهم يؤيدون تقرير المصير، لكن هذه الكلمة تعني في معجمهم "الحكم الذاتي الموسع"، في حين تأخذ بعدا آخر لدى قادة البوليساريو، إذ تصبح قرينة ب"الاستقلال". ويعتمد قادة البوليساريو على ما جاء في نص القانون الأممي "تقرير شعب الصحراء الغربية وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة باعتباره الهدف المحوري والنهائي لتلك المفاوضات المباشرة".
تصريحات السفير الصحراوي لدى جنوب إفريقيا البشير أبّي لمجلة "نيشان" المغربية أوضحت أن "القرار لم يتبن المشروع المغربي قاعدة للمفاوضات، بل أشاد بالجهود المغربية وليس بالمشروع المغربي وهناك فرق بين الجهود والمشروع المقدم على الطاولة". وذهب إلى التأكيد على أن البولساريو لن تتفاوض على أساس المشروع المغربي "المقترح المغربي يتأسس من أوله إلى آخره على افتراض مسبق خاطئ مطلقا، وهو أن الصحراء الغربية جزء من التراب المغربي، وهذا ما لم يتم حسمه إلى حد الساعة. المغرب يجب أن يحصل على السيادة عن طريق استفتاء تقرير المصير حتى يتمكن من إعطاء الصحراء الغربية حكما ذاتيا موسعا أو ضيقا حسب كرمه".
لكن المغرب قد يذهب إلى المفاوضات دون شروط مسبقة، البوليساريو هي الأخرى لا تتردد في المفاوضات "ذاهبون إلى المفاوضات المباشرة مع المملكة المغربية، بدون أدنى تردد في الوقت الذي تطلب الأمم المتحدة ذلك، يضيف البشير أبّي في تصريحه للمجلة نفسها. للبوليساريو خطوط حمراء يحددها السفير "الخط الأحمر الوحيد الذي ليس من الممكن بالنسبة إلينا في بوليزاريو تجاوزه هو مسألة الحق الدولي غير القابل للتصرف بالنسبة إلى الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والاختيار ما بين الاستقلال والانضمام أو الحكم الذاتي، وهو أحمر لأننا لا نملك حق التفاوض فيما لا نمتلكه، وهو الأمر نفسه بالنسبة إلى المملكة المغربية، فإقرار السيادة، التي قد يترتب عنها الحكم الذاتي أو غيره، مسألة تعني الشعب الصحراوي وحده وخارج إطار المفاوضات، لأن الطرفين المتفاوضين لا يملكان لا قانونيا ولا سياسيا ولا حتى أخلاقيا حق الحلول محل الشعب الصحراوي في هذا الموضوع".
هذا الأمر قد يصعب المفاوضات، فالبوليساريو تضع قبل بدئها عراقيل، فسفيرها في جنوب إفريقيا يفرض على المغرب تشكيلة الوفد "نرفض، والمغرب يعرف ذلك قبل أي كان والأمم المتحدة تعرفه، الجلوس مع صحراويين ضمن الوفد المغربي". لا يتوقف الأمر عند الرفض بل يضيف "إذا لجأ المغرب إلى مثل ذلك، فإنه يبرهن، مرة أخرى، على عدم جديته وسوف يكون مسؤولا عن فشل المسار برمته، الطرفان تم تحديدهما في الماضي، وتم التأكيد عليهما وهما المملكة المغربية وجبهة بوليزاريو".
أخبار نشرت في صحف مغربية تحدثت عن إمكانية ضم الوفد المغربي قيادات سابقة في البوليساريو أمثال محمد علي العظمي، الشهير ب"عمر الحضرمي" وخليل الدخيل ومحمد رشيد ادويهي. جميعهم التحقوا بوزارة الداخلية بالرباط. ويرجح أن يقود الطيب الفاسي الفهري، الوزير المنتدب في الخارجية، المفاوضات مع البوليساريو. ومادام أن الأمم المتحدة سترعاها فمن المتوقع أن تنطلق من نيويورك.
ويأمل الكثيرون أن يقود المفاوضات عن جانب البوليساريو البشير مصطفى السيد، الرجل الثاني في جبهة البوليساريو، وأخ مؤسس الجبهة ورئيسها الأول الوالي مصطفى السيد. يتمتع هذا السياسي بتقدير في المغرب واحترام لدى قادة البوليساريو. وكان قاد مفاوضات البوليساريو بداية التسعينات في المغرب، آنذاك قاد الوفد المغربي ولي العهد الملك الحالي محمد السادس ورافقه وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري وتمت المفاوضات في الرباط.
الولايات المتحدة الأميركية دخلت على الخط، فأعلن سفيرها في لقاء مع الصحافة عن استعداد واشنطن ل"تسهيل" المفاوضات بين أطراف النزاع حول الصحراء التي دعا إليها مجلس الأمن. وأوضح توماس رايلي، سفير أميركا في الرباط "نأمل في أن نشهد خلال الأسابيع المقبلة مفاوضات بين الطرفين وباعتبارنا بلدا صديقا اقترحنا تسهيل هذا اللقاء" مؤكدا أن الحكومة الأمريكية مستعدة لتشجيع مثل هذه المفاوضات. وقال السفير الأميركي أنه يتعين أن تشارك بلدان أخرى وخصوصا الجزائر وإسبانيا في المحادثات. السبب، "من مصلحة هذه الدول الخاصة التوصل إلى تسوية نهائية لهذا النزاع".
واشنطن دافعت عن المبادرة المغربية وهو ما أغضب الجزائر المساند السياسي والدبلوماسي والمالي ومحتضن البوليساريو. المغرب حضي كذلك بدعم من الاتحاد الأوربي فبنيتا فيريرو والدنر، المفوضة الأوروبية المكلفة بالعلاقات الخارجية وسياسة الجوار، وصفت المقترح المغربي بشأن التفاوض من أجل تخويل جهة الصحراء حكما ذاتيا ب"المجهود الجدي وذي مصداقية".
وثمنت في رسالة إلى سفير المغرب لدى الاتحاد الأوربي المشروع المغربي، وأكدت أنه "يوضح السبيل نحو مسلسل جديد للتفاوض". وأعربت عن رغبة الاتحاد الأوربي في التوصل إلى حل سياسي ونهائي ومقبول من طرف الأطراف ويحترم الحق في تقرير المصير لتسوية قضية الصحراء.