ليلة ثالثة من التظاهرات في أسبوع ساركوزي الأول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إجازة الرئيس "الفاخرة" نغصت مجددا :
ليلة ثالثة من التظاهرات في أسبوع ساركوزي الأول
الرئيس يتغير ويبقى قصر الاليزيه
تظاهرات عنيفة جديدة ضد ساركوزي
واصيب متظاهر بجروح في وجهه، وقال احد الشهود ان الجرح ناجم عن ضربة هراوة.وردد المتظاهرون شعارات معادية لساركوزي، منها "ساركو، الشعب سينال منك" و"الشرطة في كل مكان، والعدالة غائبة". وفي ليون، اندلعت حوادث جديدة مساء الثلاثاء، بين 200 شخص وقوات الامن في شارع للمشاة وسط المدينة، كما ذكر رجال الاطفاء.وفيما شارك في تظاهرة سلمية 400 شخص بعد الظهر، ادت تظاهرة جديدة الى عمليات تخريب، فاضطرت قوات الامن الى التدخل، كما قال مصدر في الشرطة. واعتقل شخصان.وأدان رئيس بلدية ليون الاشتراكي جيرار كولومب "اعمال العنف التي تحصل منذ انتخاب نيكولا ساركوزي رئيسا للجمهورية". ووجه "نداء الى الهدوء".
وهاجمت بضع مجموعات قوات الامن مساء الثلاثاء بمختلف انواع المقذوفات وزجاجات المولوتوف. ثم تفرقت اثر وصول تعزيزات للشرطة التي ردت مستخدمة الغاز المسيل للدموع. وقد انتخب ساركوزي الاحد في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بحصوله على 3، 53% من الاصوات، في مقابل 94، 46% للمرشحة الاشتراكية سيغولين روايال.وذكرت الشرطة الاثنين ان "حركات من اليسار المتطرف والفوضويين والمستقلين" قاموا باعمال العنف التي بدأت بعد الانتخاب. واضافت ان 730 سيارة قد احرقت و592 شخصا اعتقلوا في فرنسا في الليلة التي تلت الانتخاب، وان 365 سيارة احرقت ليل الاثنين الثلاثاء، خصوصا في الضواحي التي شهدت اعمال شغب استمرت ثلاثة اسابيع في 2005.
ساركوزي يتعهد باجراء محادثات حول الاصلاح
قال أحد مساعدي نيكولا ساركوزي البارزين إن الرئيس الفرنسي المنتخب يعتزم مناقشة الإصلاحات العمالية والاجتماعية الرئيسة مع النقابات ولا ينوي "فرض تغيير عنوة".ومن المتوقع أن يعين ساركوزي وهو يميني السياسي فرانسوا فيلون وهو محافظ معتدل رئيسا للوزراء عندما يتسلم السلطة في 16 أيار مايو الجاري مع تكليفه بإعادة هيكلة الاقتصاد الفرنسي الذي يعاني من الجمود وخلق فرص للعمل ودعم النمو.
وقضى ساركوزي الثلاثاء مع أسرته على متن يخت فاخر قبالة سواحل جزيرة مالطا في البحر المتوسط في عطلة قصيرة بينما يبحث تشكيلة الحكومة واستراتيجيتها قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في حزيران/ يونيو المقبل. وكان قد وصل إلى هناك على متن طائرة خاصة يوم الاثنين.
وأحجم مساعد لساركوزي عن تأكيد تقارير تفيد بأن إمبراطور الإعلام فانسان بولور أعاره الطائرة واليخت. وكان منتقدون قد هاجموا الرئيس القادم قبيل فوزه في جولة الحسم في انتخابات الرئاسة يوم الأحد الماضي بسبب علاقاته الوثيقة مع بارونات الإعلام.ويحتاج ساركوزي إلى أغلبية مريحة في الجمعية الوطنية لإقرار تخفيضات ضريبية بقيمة 15 مليار يورو (20.4 مليار دولار) وعقوبات مغلظة على من يتكرر ضلوعهم في ارتكاب الجرائم ووضع قيود على الإضرابات في القطاع العام في جلسة خاصة للبرلمان هذا الصيف.
وحذر رئيس نقابة فورس أوفرير الرئيسة يوم الاثنين من أن أي محاولة لفرض التغيير دون التشاور مع النقابات قد تؤدي إلى عواقب وخيمة وهو الأمر الذي أثار شكوكا بشأن قدرة ساركوزي على الوفاء بالوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية.
وأبلغ كلود جيان مدير حملة ساركوزي الانتخابية محطة تلفزيون (إل. سي.آي) أن "نيكولا ساركوزي ليست لديه النية مطلقا لفرض الأمور عنوة." ومن المتوقع أن يقوم جيان بالدور ذاته بمجرد أن يصبح ساركوزي رئيسا.وقال "لقد قال بوضوح إنه سيتشاور مع الشركاء الاجتماعيين (النقابات والجماعات العمالية) لوضع تصورات لحوار" مقرر في أيلول / سبتمبر. ومن الموضوعات الرئيسة التي ستتطرق إليها المحادثات مسألتا تكافؤ أجور الرجال والنساء والتمثيل النقابي.
ولفيلون سجل حافل بإقرار إجراءات لا تحظى بالقبول الشعبي من خلال البرلمان مثل التعديلات في معاشات التقاعد عام 2003. وتعارض النقابات خطة ساركوزي لإلزام العمال بتقديم حد أدنى من الخدمة أثناء إضرابات قطاع النقل العام وإجراء اقتراعات سرية بعد ثمانية أيام من إجراء الإضراب.
ومن المتوقع أن يعود ساركوزي إلى باريس للمشاركة في الاحتفال بذكرى إلغاء الرق يوم الخميس وهو ما سيكون أول مشاركة له في مناسبة عامة كرئيس منتخب مع الرئيس المنتهية ولايته جاك شيراك.وهذه الخطوة هي بادرة على ما يبدو من ساركوزي لاستمالة من عارضوا سياساته الخاصة بالهجرة الانتقائية والذين أغضبتهم سياساته المتشددة أثناء عمله وزيرا للداخلية.
وفي الوقت الراهن يسعى فريق ساركوزي للتودد إلى نواب البرلمان المنتهية نيابتهم من حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسية وهو حزب صغير ينتمي إلى الوسط. وكان مرشح الحزب فرانسوا بايرو قد حقق نتائج طيبة في انتخابات الرئاسة وحل في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات.وسيحصل سياسيو الوسط الذين ينضمون إلى ميثاق تشريعي مدته خمس سنوات على فرصة للانضواء تحت "أغلبية رئاسية".ويهدف الميثاق إلى إضعاف موقف بايرو الذي سيطلق حزبا جديدا هذا الأسبوع تحت اسم الحزب الديمقراطي. وقد دعمت غالبية نواب حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسية ساركوزي وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن الرئيس الجديد سيفوز بالأغلبية المريحة التي يحتاج إليها لتطبيق جدول أعماله الإصلاحي.
الغارديان" : الوداع لفرنسا الجميلة
ملحق صحيفة "الغارديان" ينشر تحقيقا بعنوان طريف هو"وداعا فرنسا الجميلة" بقلم ستيوارت جيفريز. يقول التحقيق إن الفرنسيين "يعيشون حياة رائعة، فهم يأخذون مساحات زمنية طويلة لتناول الغذاء، ويعملون ساعات أقل، ويتناولون طعاما جيدا، ويكثرون من إبداء الدهشة، إلا أن رئيسهم الجديد يبدو مصمما على جعلهم يعملون بشكل أشق وأسرع وأكثر كفاءة مثل البريطانيين والأميركيين".
الكاتب الذي يمتلك تجربة العيش والعمل في فرنسا قبل حلول الألفية الثالثة، يصف تفصيلا كيف يتمتع المجتمع الفرنسي بما لا يتمتع به غيره من المجتمعات في أوروبا الغربية أو في الولايات المتحدة مثلا.
إنه يتناول نمط الحياة الفرنسية بإسهاب: شروط العمل الأفضل (الحد الأقصى لساعات العمل 35 ساعة في الأسبوع) وهو ما وصفه الرئيس الجديد ساركوزي بأنه "كارثة بالنسبة إلى الاقتصاد الفرنسي)، ونظام مواصلات يعتبر الأفضل في العالم، والأكثر معقولية في الأسعار.
ويضيف الكاتب أن فرنسا تتمتع بأعلى معدل مواليد في أوروبا الغربية، وأعلى نسبة من النساء العاملات، ومستوى ممتاز من الخدمات العامة، بل ويتطرق أيضا إلى ما يسميه "قدرة الفرنسيين على الاستمتاع بالحياة بشكل رومانسي".
ويقارن بين "الحالة الفرنسية" التي لا يخفي إعجابه الشديد بها وما يقابلها في بريطانيا وأميركا حتى في طريقة تناول الطعام والشراب والأزياء والمحافظة على رشاقة الجسد بل وممارسة الحب!
ويصل الكاتب إلى القول "إن فرنسا هذه التي يحبها الأجانب هي ما يرغب ساركوزي في تدميرها هذا إذا ما صدقنا الشعارات التي أطلقها".
ويقول الكاتب إن ساركوزي بعد انتخابه يوم الأحد لكي يشغل قصر الإليزيه، لا يبدو كثيرا فرنسيا، بل بيوريتاني يفتقد للقدرة على الاستمتاع. "وقد أعلن أن الشعب الفرنسي قرر أن يتخلى عن الأفكار والتصرفات والعادات القديمة. إنني سأعيد الاعتبار للعمل والجدارة والقيم".
ويعلق الكاتب في سخرية مريرة قائلا "ساركو.. يا صغيري، من فضلك لا تفعل. لا تأخذ الجمال من فرنسا الجميلة. أرجوك لا تجعل نفسك مثلنا (أي نحن البريطانيين)، فسوف لن تحب ذلك"!