الأزمة السياسية تتفاقم في صربيا مع إنتقادات الإتحاد الأوروبي وواشنطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بلغراد: تتفاقم الأزمة السياسية في صربيا بعد انتخاب القومي المتشدد توميسلاف نيكوليتش رئيسًا للبرلمان، إذ يخشى الإصلاحيون الموالون لأوروبا أن يتم تهميش بلدهم بعد الإنتقادات التي وجهها الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وأتى انتخاب نيوكوليتش في وقت ستتولى فيه صربيا إعتبارًا من الخميس رئاسة مجلس أوروبا وهي مهمة لا تتلاءم بسهولة مع أفكار نيكوليتش المناهضة للتكامل الأوروبي بشكل عام.
وقد تسلم نيكوليتش زعيم الحزب الراديكالي الصربي (قومي متشدد) الذي إنتخب الثلاثاء مهامه رئيسًا للبرلمان حيث تعرض لهجمات عنيفة من المؤيدين لأوروبا. وأخذ عليه نواب أنه يستمر رغم منصبه الجديد بوضع زر على سترته يحمل صورة رئيس الحزب الراديكالي فويسلاف سيسيلي الذي تحاكمه محكمة الجزاء الدولية ليوغسولافيا السابقة بتهمة إرتكاب جرائم حرب. وقد أثارت تصريحات لنيكوليتش، أسف فيها لأن صربيا ليست مقاطعة روسية، موجة من الإنتقادات القوية.
وواجه نيكوليتش حملة عنيفة أيضًا، بعدما نعت نائبه الكسندر فوكيتش، الرئيس بوريس تاديتش بأنه "كابورال لخافيير سولانا (الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجي)" وأنه من "الاوباش". وانتخب نيكوليتش بفضل دعم الحزب الديمقراطي الصربي بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته فوييسلاف كوستونيتسا الذي كان يجري رغم ذلك مفاوضات مع الحزب الديمقراطي بزعامة تاديتش لتشكيل حكومة إصلاحية، يطالب بها الإتحاد الأوروبي بعد إنتخابات كانون الثاني (يناير). وبعد هذا التحالف تحدى تاديتش الحزب الديمقراطي الصربي والحزب الراديكالي الصربي والحزب الإشتراكي الذي أسسه الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش بتسمية رئيس للوزراء قبل الجمعة.
وأثار انتخاب نيكوليتش قلق الأوساط الاقتصادية الصربية وبورصة بلغراد التي تراجعت أكثر من 5% في حين أن صحيفة "بليتش" توقعت أن تتراجع الإستثمارات الأجنبية بمقدار ملياري دولار. ولم يخف الإتحاد الأوروبي قلقه وتحدث إعتبارًا من الثلاثاء عن "مؤشر مقلق" لكنه طلب من كوستونيتسا وتاديتش، بذل جهد أخير لتشكيل حكومة.
وأسفت الولايات المتحدة كذلك كثيرًا لإختيار نيكوليتش وحذرت صربيا من أنها قد تصبح معزولة كما حصل لها خلال عهد ميلوسيفيتش. وبعد انتخابه اصبح نيكوليتش الذي هنأها السفير الروسي في بلغراد، المسؤول الثاني في البلاد وهو يحل مكان رئيس البلاد في حال تخلف ذلك عن أداء مهامه. وأعرب الأمين العام لمجلس أوروبا تيري ديفيس عن قلقه لإنتخاب نيكوليتش.
وبعد الدعم الذي منحه حزب رئيس الوزراء كوستونيتسا إلى تاديتش، فإن إتفاقًا بين ائتلافه والحزب الديمقراطي الصربي بزعامة تاديتش والحزب الليبرالي الجديد "جي 17 بلاس" يبدو صعبًا جدًا. وقرر حزب "جي 17 بلاس" كذلك التوقف عن المشاركة في المفاوضات طالما أن نيكوليتش يستمر في تولي رئاسة البرلمان واختار نوابه عدم المشاركة في الاجتماعات.
وتأتي الأزمة السياسية هذه في مرحلة حساسة جدًا لصربيا في وقت بدأ فيه أعضاء مجلس الأمن البحث في مشروع قرار حول وضع إقليم كوسوفو الذي يطالب الألبان فيه والذين يشكلون أكثر من 90% من سكانه، بالإستقلال. وفي تعليق على انتخاب نيكوليتش إعتبر رئيس وزراء اقليم كوسوفو اجيم جيكو، إن ذلك يثبت أن صربيا اليوم ليست مختلفة عن صربيا الأمس.