شاليط وجونستون بقبضة واحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة: أزال الشريط الذي بثته منظمة "جيش الإسلام" الفلسطينية، الغموض الذي لف مصير الصحافي البريطاني المختطف في غزة ألان جونستون منذ قرابة الشهرين، في حين تسارعت وتيرة الأحداث على الساحة الفلسطينية، ابتداءً من انهيار المحادثات حول الخطة الأميركية، ورفض حركة حماس المسبق لها، مرورًا بالتهدئة والتهديدات التي تطلقها المنظمات الفلسطينية من جهة، ووزارة الحرب الإسرائيلية من جهة أخرى.
ورغم ترحيب الكثير من الفلسطينيين بأسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" الذي تم اختطافه على أيدي ثلاث منظمات فلسطينية كانت من بينها منظمة "جيش الإسلام" التي أعلنت ولادتها باختطاف شاليط، ترفض مختلف المؤسسات الرسمية والشعبية مواصلة اختطاف الرهينة البريطاني.
ومع إعلان جيش الإسلام الذي حير الساسة الإسرائيليين قبل الفلسطينيين، حول مدى ارتباطه بالجماعات والحركات السلفية الجهادية، لاسيما تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامه بن لادن، قد أصبح "شاليط" و"جونستون" بقبضة واحدة. وتطالب المنظمة التي تبنت اختطاف الصحافي البريطاني، بالإفراج عن الأسرى المسلمين في سجون بريطانيا، وعلى رأسهم أبو قتادة الفلسطيني، محذرة من أي محاولة للإفراج عن جونستون بالقوة.
وحذرت حركة حماس، من تأزم الأمور بعد إعلان "جيش الإسلام" عن خطفه الصحافي البريطاني، مؤكدة إدانتها لخطفه، وداعية في الوقت ذاته إلى إطلاق سراحه فورًا. وقالت حركة حماسفي أول تعليق لها على الشريط: "نؤكد رفضنا لهذا النهج الذي يمارسه بعض المحسوبين على الإسلام"،مشيرة إلى أن هذا النهج يسيء إلى الإسلام لأن قضية اسر جونستون هي قضية غير أخلاقية. ونقل عن أبي عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، أن العلاقة بين حماس وجيش الإسلام كانت فقط في بدايات اسر شاليط، مؤكدًا أن العلاقة انتهت منذ فترة، وأن ملف شاليط تديره كتائب القسام بالتوافق مع الفصائل الفلسطينية وبمشاورات معها.
ولم تستبعد أوساط سياسية، أن يكون لهذه الجماعة علاقات مع تنظيم القاعدة، بعد أن نحى المنحى التكفيري. وقد دعا ليلة أمس أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم، إلى استئصال الحركات المتطرفة بالساحة الفلسطينية، رافضًا أي وجود للقاعدة. وقال عبد الرحيم: "إن القاعدة مرفوضة في بلادنا والتطرف ليس من سمات شعبنا، فقيم شعبنا تلفظ هؤلاء المأجورين"، داعيا إلى مواجهة موجات التطرف التي تدعو إلى الفتنة وسفك الدماء.
ويعتبر أبو قتادة الفلسطيني الذي طالبت جيش الإسلام بالإفراج عنه المرشد الروحي لتنظيم القاعدة في أوروبا، حيث أمضى السنوات الخمس الأخيرة في السجون البريطانية بموجب قانوني مكافحة الإرهاب والهجرة التي استحدثته العاصمة لندن، في حين اصدر بحقه الأردن حكمًا غيابيًا عام 1998 بالسجن لمدة 15عامًا لاشتراكه في تنظيم إرهابي.
إلى ذلك أكدت ثلاثة اذرع عسكرية، استعدادها لخوض مواجهة عسكرية مع الجيش الإسرائيلي، في حال أقدم على اجتياح قطاع غزة، حيث قال الناطق باسم القسام أبو عبيدة في تصريح صحافي، إن الكتائب أصبحت أكثر استعدادًا لمواجهة الاحتلال، وستقاوم في إطار ما هو متاح، وستفاجئ وتقاوم حتى آخر قطرة.
وأكد صالح ناصر عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان تلقته "إيلاف"، على ضرورة الضغط على إسرائيل لكبح جماح اعتداءاتها المتواصلة في الضفة الغربية وقطاع غزة،ووقف سياسة التوغلات والاعتقالات والاغتيالات، ورفع الحصار الذي يطال أبناء شعبنا.
وقال ناصر، إن على إسرائيل أن تلتزم بشروط التهدئة المتزامنة والمتبادلة والشاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة، مؤكدًا على ضرورة رص الصفوف بين أبناء الشعب والقوى لمواجهة التهديدات والتصعيد الإسرائيلي المتواصل والحشودات على مشارف غزة. وطالب بأن تتوحد كل البنادق الفلسطينية لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي على قطاع غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وحصارها ضد الشعب الفلسطيني.
ونقلت محافل إسرائيلية عن خبراء عسكريين، قولهم إن الصواريخ الفلسطينية المصنعة محليًا وبمواد بدائية أصبحت أكثر دقة، حيث تصيب أهدافها المحددة، كما أنها أصبحت أكثر تدميرًا في ظل زيادة حجم الرؤوس المتفجرة في هذه الصواريخ، مؤكدة أن التقديرات لدى أجهزتها الأمنية هي أن الصواريخ الفلسطينية تستطيع ضرب مدينة أسدود البعيدة لأكثر من 30 كيلومترًا عن غزة، وإنها بدأت في تحصين محطات نجمة داود الحمراء في المدينة، وإن إحداها كلفت أكثر من 2 مليون شيكل حتى الآن.