أخبار

التوتر يعود إلى صربيا بعد انتخاب رئيس البرلمان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سراييفو: يثير انتخاب زعيم الحزب القومي المتطرف تومسلاف نيكوليش لرئاسة برلمان صربيا، توترًا داخليًا بالغًا بين التيارات المعتدلة والمتطرفة، في الوقت الذي يهدد فيه الإتحاد الأوروبي بفرض عقوبات مختلفة والتراجع عن الوعود بفتح مفاوضات حول انضمام صربيا إلى الإتحاد.

وقال زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي المعتدل شيدومير يوفانوفيش اليوم، إن الأحزاب الشيوعية والقومية المتطرفة في صربيا شكلت مع أحزاب قومية أخرى تحالفًا يحتل الآن غالبية مقاعد البرلمان، مما سيمكنه من إيقاف التحولات الديمقراطية في البلاد، والتي بدأت بعد سقوط نظام الرئيس السابق سلوبودان مليوسفيتش في تشرين الأول(أكتوبر) 2000.

وأوضح أن الغالبية البرلمانية الجديدة قد أعاقت تشكيل حكومة من الأحزاب المعتدلة، وأوقفت تطلعات البلاد نحو الانفتاح على العالم الخارجي وخاصة مع الإتحاد الأوروبي، وستعيد البلاد وربما المنطقة برمتها عشرة أعوام إلى الوراء إلى عهد التشدد العرقي والصراعات القومية والدينية.

وانتقد يوفانوفيش بشدة تصريحًا ادلى به رئيس البرلمان الجديد في وقت سابق اليوم أعرب فيه عن رغبته في ايجاد تحالف جديد بين صربيا وجمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية روسيا البيضاء (بيلاروسيا) ليكون بديلاً عن الاتحاد الاوروبي ومنافسًا للغرب والشرق الاقصى على السواء.

وتخوف يوفانوفيش من أن مثل هذا التحالف سيؤدي إلى انقسامات وقلاقل داخل صربيا ذاتها، وتوترًا واسعًا في علاقات صربيا مع الدول المجاورة والتي كانت الأحزاب الصربية المعتدلة قد عملت خلال السنوات الاخيرة على تطبيعها.

وتوقع زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي المعتدل شيدومير يوفانوفيش أن تدعو الأحزاب الصربية ذات التوجهات الديمقراطية والتطلعات الاوروبية، إلى أعمال احتجاجية كالمظاهرات والمسيرات للمطالبة بحل البرلمان والدعوة لانتخابات عامة استثنائية، على امل ان تأخذ الجماعات والأحزاب المعتدلة فرصتها للحصول على دعم اكبر من الناخبين.

وانتقد يوفانوفيش في حديثه استخدام الأحزاب والجماعات المتطرفة للعواطف الدينية والقومية بشأن قضية اقليم كوسوفو بهدف اجتذاب اصوات الشعب الذي يواجه في صربيا حاليًا اوضاعًا اقتصادية هي الاصعب بين دول المنطقة.

وشدد على ان صربيا تعيش اليوم ازمة سياسية واخلاقية واقتصادية حادة هي الأولى منذ سقوط نظام ميلوسفيتش، متخوفًا من أن تعود حمى التطرف من جديد، لترجع البلاد الى دوامة الفوضى مما سيمثل تربة خصبة لظهور المليشيات غير الشرعية التي قد تهدد الأمن الداخلي، وربما تتحرش بدول الجوار مثل كوسوفو والبوسنه.

وطالب يفانوفيش رئيس الجمهورية بوريس تاديش المحسوب على التيار المعتدل، باستخدام صلاحياته لحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات عامة في وقت مناسب وتهيئة البلاد لفرض حالة الطوارئ التي رأى انها ستصبح ضرورية مع تزايد نفوذ جماعات المافيا المؤيدة للمتشددين، والتي اصبحت تسيطر على وسائل اعلام نافذة وعلى مؤسسات تجارية مهمة في البلاد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف