خارطة طريق البابا للشبان البرازيليين: عفة وارتباط

ساو باولو : دعا البابا بنديكتوس السادس عشر في ساو باولو الخميس الشباب البرازيلي البرازيل الى العمل على مكافحة العنف والفساد والتمييز التي يشهدها اكبر بلد كاثوليكي في العالم.ودعا البابا الشبان الكاثوليك الى ان يكونوا "نموذجا للسلوك المسيحي في حياتهم المهنية والاجتماعية" والعمل على "بناء مجتمع اكثر عدلا وتضامنا وتصالحا وسلاما".كما دافع عن العفة قبل الزواج وخلاله، خلافا للعادات التي يتبعها الشبان في البرازيل اليوم. وعرف عن الزواج بانه "مؤسسة من الحق الطبيعي"، مؤكدا ان "الحياة الزوجية مخصصة حسب العرف الالهي للمتزوجين".

واقام عشرات الآلاف من الشبان الذين تم اختيارهم للقاء البابا الالماني استقلابا حافلا له "على الطريقة البرازيلية" وقدموا اغنيات ورقصات بحضور 600 اسقف من اميركا اللاتينية رغم البرد القارس.

ويقوم البابا بنديكتوس السادس عشر باول رحلة له الى اميركا اللاتينية ليترأس الاحد افتتاح المؤتمر الخامس لاساقفة شبه القارة في اباريسيدا قرب ساو باولو.وقد التقى صباح الخميس الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا الذي كان في استقباله عند وصوله الى ساو باولو الاربعاء.

وقالت مصادر برازيلية ومن الفاتيكان ان اللقاء تناول الاسرة ومكافحة الفقر وافريقيا والبيئة لكنه لم يتطرق الى "الاجهاض" الذي كرر الحبر الاعظم ادانة الكنيسة المطلقة له في الطائرة التي اقلته من روما.ودعا البابا الشباب الى ان يكونوا "من مشجعي الحياة من بدايتها الى نهايتها الطبيعية"، في صيغة تختصر ادانته للاجهاض والقتل الرحيم والتلاعب بالعناصر الوراثية.

وبانتظار وصوله، رددت الحشود هتافات من بينها "نعم للحياة لا للاجهاض".لكن بنديكتوس السادس عشر شدد خصوصا على الالتزام بالعمل من اجل المجتمع، وهو امر غير عادي من جانب البابا الذي يفضل عادة تناول قضايا روحية.وعدد بعض المشاكل التي يعاني منها البرازيل مثل "انحسار غابات الامازون" و"العنف" و"المخدرات" و"الفساد" و"التمييز" وانتشار "سلوك الانحلال".

كما تحدث عن "هجمات المادية والعلمانية" التي يدينها في اوروبا ايضا، لكن بدون ان يتطرق الى المجموعات البروتستانتية التي تنافس بحيويتها كنيسة كاثوليكية تسعى الى التجدد.

وكانت الصحف البرازيلية تحدثت باسهاب الخميس عن الدعم الذي قدمه البابا للتهديد الذي اطلقه الاساقفة المكسيكيون بالقاء الحرم على نواب مكسيكو الذين سمحوا بحرية الاجهاض.وهذا الموضوع يعني ايضا البرازيل حيث تنتشر عمليات الاجهاض السرية (اكثر من مئتي الف امرأة تعالج بسبب مضاعفات و160 يمتن كل سنة).

وصرح وزير الصحة جوزيه غوميز تيمبوراو الذي يؤيد اجراء استفتاء في هذا الشأن انه "لا يمكن فرض مفاهيم وعقائد ديانة محددة على مجتمع برمته" حول مشكلة تتعلق "بالصحة العامة".وشهدت المدن الكبرى ال12 في البرازيل الخميس ايضا تظاهرات رمزية لمثليي الجنس ونساء كاثوليكيات امام الكنائس، تعبيرا عن تأييدهم للاجهاض والاعتراف "بالتنوع الجنسي".