مشرف سيدفع باهظا ثمن أعمال العنف في كراتشي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وقال المحلل السياسي طلال مسعود وهو جنرال باكستاني متقاعد "اعتقد أن سلطة مشرف تتراجع سريعا، لا ريب في ذلك". ويضعف موقف مشرف في وقت يسعى فيه قبل 16 تشرين الثاني/نوفمبر إلى الحصول على ولاية جديدة لخمسة أعوام من البرلمان المنتهية ولايته وحيث يتمتع مؤيدوه بالغالبية. ويؤكد المعارضون أن الرئيس المتحالف مع الولايات المتحدة في "الحرب على الإرهاب" أقال القاضي شودري لتأمين نظام قضائي مطواع في حال احتاج إليه للفوز بولاية جديدة. وبعد شهرين من التظاهرات في الأوساط القضائية والإسلامية ولدى حزبي رئيسي الوزراء السابقين بنازير بوتو ونواز شريف، تحولت الأزمة السبت مواجهات عنيفة في كراتشي تواصلت الأحد.
وحمل مشرف القاضي ومناصريه مسؤولية العنف، معتبرا أنهم أضفوا طابعا سياسيا على استبعاد شودري وساهموا في تأجيج التوتر. لكن منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية اتهمت السلطة ب"السعي عمدا إلى اثارة العنف في كراتشي"، لافتة إلى أن الشرطة تصرفت "كمشاهد صامت". وأضاف مسعود "كان ذلك خطأ كبيرا اتخذ أبعادا خطيرة. كان وسيلة أكيدة للوصول إلى المواجهة".
وفي رأيه أن الوضع الراهن قد يفضي إلى انتخابات مبكرة، لكن مشرف سيواجه صعوبات كبيرة للبقاء على رأس الجيش الذي يستمد منه السلطة. ورأى المعلق السياسي نجم سيثي أن العنف في كراتشي مهد لمواجهة على مستوى الوطن.
وقال لوكالة فرانس برس "تم الان تحديد خطوط المعركة. هناك من جهة مشرف والحزب السياسي الحاكم ومن جهة اخرى بقية باكستان. انها المرحلة الاسوأ بالنسبة إليه (مشرف) منذ تولى الحكم".
وفيما كانت كراتشي تحترق، تحدث مشرف في إسلام أباد امام مناصريه. وأوضح سيثي أن الرسالة الضمنية التي وجهها مشرف إلى الرئيس السابق للمحكمة العليا هي "سنستخدم كل وسائل الدولة لوضع حد لك ولن نسمح لك بالوصول إلى الشعب". وأضاف "انه امر محزن، نحن اكثر انقساما كشعب مما كنا عليه عام 1999 حين تسلم السلطة بعد انقلاب".
وقال مسؤول امني رفض كشف هويته لوكالة فرانس برس "كان ثمة هدوء حذر في كراتشي منذ وصول حكومة الحزب الحاكم، لكن هذا الهدوء انتهى".
تواصل العنف في كراتشي والحصيلة 38 قتيلا
من جهة ثانية افادت الشرطة أن أعمال العنف التي اندلعت السبت في كراتشي تواصلت اليوم الأحد وبلغت حصيلة القتلى 38 شخصا فيما ساد التوتر الشديد كبرى مدن جنوب باكستان. واستمرت المواجهات بين مناصري الرئيس الباكستاني برويز مشرف ومعارضيه في المدينة التي تحولت ساحة معركة. وقتل أربعة أشخاص بينهم شرطي الأحد فضلا عن 34 قتيلا السبت.
وقال الشرطي المحلي شفيق الرحمن أن الشرطي قتل في غرب كراتشي حيث "احرق مهاجمون دراجته النارية وعذبوه قبل أن يقتلوه". وقتل ثلاثة أشخاص آخرين في حوادث أخرى. وقالت الشرطة وشهود أن متظاهرين أغلقوا تقاطع الطرق الرئيسي في كراتشي قبل أن يتراجعوا تحت وطأة الغاز المسيل للدموع. وسمع أيضا اطلاق نار كثيف في حي باناراس شوك الفقير حيث تعرض أربعة شرطيين للضرب على ايدي متظاهرين غاضبين.
وعلق ازهر فاروقي قائد شرطة كراتشي أن "الوضع بالغ التوتر".
وقتل 34 شخصا على الأقل وجرح مئة السبت خلال مواجهات مسلحة بين مناصرين للرئيس برويز مشرف ومؤيدين للرئيس السابق للمحكمة العليا افتخار محمد شودري الذي إقالته السلطة في التاسع من اذار/مارس. واثر تشييع احد الضحايا الأحد اضرمت حشود غاضبة النار في متاجر، وقال قائد الشرطة انه تم اعتقال نحو خمسين شخصا.
واعلن وزير الداخلية الباكستاني افتاب شرباو أن الحكومة ارسلت قوات اضافية لارساء الامن في المناطق التي شهدت أعمال عنف. وافاد مسؤولون أن نحو 18 الف عنصر وشرطي انتشروا على الارض.
وقال الجنرال جافد زيا أن العناصر تلقت اوامر باطلاق النار على مفتعلي الشغب.
ورغم التوتر، لم يصدر مشرف مرسوما باعلان حال الطوارىء في كراتشي بحسب وسائل الاعلام الرسمية. واعلن مشرف السبت خلال تجمع في إسلام أباد شارك فيه وفق الشرطة عشرات الاف الاشخاص "فرض حال الطوارىء لا معنى له، أن مواطني باكستان إلى جانبي". ومنذ إقالته بقرار من مشرف، أصبح شودري رمزا لمعارضة الحكم العسكري في باكستان.
وأثارت إقالة شودري تظاهرات عدة في الأوساط القضائية والمعارضة ولدى الأحزاب الإسلامية والعلمانية.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف