الفلسطينيون فرحون بالتهدئة لإطلاق سراحهم للشوارع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الساسة يشككون ويصفونه بـ"إسعافات أولية"
الفلسطينيون فرحون باتفاق التهدئة لإطلاق سراحهم للشوارع
سمية درويش من غزة : عمت الفرحة أوساط الفلسطينيين الذي أطلق اتفاق وقف إطلاق النار الثاني عشر سراحهم اليوم، وسمح لهم بالنزول للشوارع، غير أن محافل سياسية شككت بنجاح هذا الاتفاق، ووصفته مجرد إسعافات أولية واستراحة محارب.
وعبر المواطنون الذين نزلوا للشوارع عن فرحتهم بالتوصل لاتفاق تهدئة بين الحركتين المتناحرتين، حيث فتحت بعض المحلات التجارية وسط غزة أبوابها على أمل استقبال زبائنها كالمعتاد، في حين اكتفى البعض الأخر بالتجوال بالشوارع مشيا على الأقدام للترفيه عن النفس.
وسقط أكثر من 47 فلسطينيا في اعنف موجة اقتتال بين حركتي فتح وحماس استمرت لأكثر من خمسة أيام على التوالي، حرم خلالها المواطنين من الخروج من منازلهم اثر اشتداد سخونة المعركة النارية والحواجز الاسمنتية التي نصبتها الجماعات المسلحة.
وابلغ الفريق عبد الرزاق المجايدة ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الصحافيين اليوم خلال جولته الميدانية في شوارع غزة، "سنعمل علي سحب المسلحين من الشوارع وعن الأبراج، وهناك تعليمات واضحة للطرفين فتح وحماس للالتزام بتطبيق الاتفاق".
ويحاول المواطنون مواساة أنفسهم بان هذا الاتفاق سيصمد عن غيره من الاتفاقات السابقة والتي حرقت بنيران المتناحرتين، حيث قالت أم عمر في العقد الرابع من عمرها، " نأمل بان يتم احترام هذا الاتفاق والالتزام به"، مشيرة إلى الحالة النفسية والأوقات العصيبة التي عايشوها خلال الأيام الماضية.
بدوره شكك الوسط السياسي، بمدى نجاح هذا الاتفاق، لاسيما وان الاتفاقات السابقة سرعان ما انهارت بسبب تفشي الحمي الحزبية، محملين في الوقت ذاته، أطرافا خارجيا باللعب بالساحة الفلسطينية، وتغذية نيران الاقتتال.
المحلل السياسي ناصر اللحام، وصف اتفاقات وقف إطلاق النار مجرد إسعافات أولية، يمكن أن توقف النزيف، ويمكن أن تساعد في التنفس الاصطناعي، لكنها لن تغني عن غرفة العمليات.
وقال اللحام الذي رئيس تحرير وكالة معا الإخبارية، من دون الانتخابات المبكرة، أو من دون أن تعترف حماس بأنها بحاجة إلى شرعية أبو مازن، "سنصل آجلا أم عاجلا إلى لحظة الحسم العسكري، حيث ستقف حماس وحلفاؤها مقابل فتح وحلفائها في معركة تنزف فيها دماء كثيرة ويسقط فيها آلاف الأبرياء والقادة، ولن يبقى متسع للتوسط أو للوقوف جانبا".
أما المحلل السياسي د. إبراهيم أبراش أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، فوصف هذه الاتفاقات باستراحة المحارب، متهما إطرافا خارجية باللعب بالساحة الفلسطينية وتغذية الخلافات.
وأكد أبراش، بأنه لن ينجح أي اتفاق طالما تواصل أسلوب المحاصصة والابتعاد عن الاتفاقات الإستراتيجية لإنهاء الأزمة السياسية، موضحا ارتباط الجانب الأمني ارتباطا وثيقا بالجانب السياسي، حيث لا يمكن معالجته بعيدا عن حل الأزمة الناشبة.
وقال بيان لرئاسة الوزراء الفلسطينية، أن رئيس الوزراء إسماعيل هنية حث المجتمعين في السفارة المصرية على بدء الخطوات العملية لتنفيذ الاتفاقات على الأرض، داعيا إلى الوحدة والتلاحم لمواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وحذر تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، من النتائج المدمرة المترتبة على محاولات اللجوء إلى السلاح، واستخدام المتاريس والمربعات الأمنية في شوارع قطاع غزة.
ودعا خالد في تصريح صحافي تلقته "إيلاف"، إلى ضرورة سحب المليشيات المسلحة، بما فيها القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، من الشوارع والأبراج والمباني السكنية، ووضع حد فوري لسيطرتها على ما بات يعرف بالمربعات الأمنية في قطاع غزة، ومطالبتها الانتقال فورا إلى خطوط التماس والمقاومة مع قوات الاحتلال، التي تهدد بعمليات اجتياح متدحرجة للقطاع.
من جانبه حذر فهد سليمان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، من استمرار المعالجات الجزئية لملف الاقتتال الداخلي في قطاع غزة. وشدد على ضرورة وضع حلول جذرية تنهي الاقتتال بين حركتي فتح وحماس، الهادف إلى نقل المحاصصة من الأجهزة المدنية في السلطة إلى أجهزتها الأمنية.
وقال سليمان في بيان وصل "إيلاف"، إن الاقتتال الداخلي يشكل أخطر تهديد لمستقبل القضية الوطنية الفلسطينية، ووحدة الشعب الفلسطيني، ويزيد من شهية الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب المزيد من المجازر والاعتداءات بحق أبناء الشعب الفلسطيني العزل، بمنعه تركيز وتوحيد الجهد الفلسطيني لمقاومة العدوان الدموي الإسرائيلي المتواصل.
وأوضح أن تجدد جولات الاقتتال بين حركتي فتح وحماس دليل على أن اتفاق مكة الذي وقع بين الحركتين ناقص وبحاجة إلى تطوير لبناء شراكة سياسية حقيقية بين كل القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية، بديلا عن سياسة المحاصصة التي غذت وتغذي استمرار الصراعات الفئوية الضيقة، مجسدة بالصراع على السلطة، على حساب المصالح العليا للشعب الفلسطيني.
مقتل ثلاثة بغارة اسرائيلية على غزة
الى ذلك، افاد مصدر طبي وشهود عيان فلسطينيون ان ثلاثة ناشطين فلسطينيين قتلوا فجر اليوم في غارة اسرائيلية جديدة استهدفت سيارتهم في مدينة غزة. وكان مصدر طبي اعلن قبل ذلك ان "اثنين على الاقل قتلا وجرح ثالث وهو في حالة حرجة اثر اصابتهم مباشرة بصاروخ اطلقته طائرة اسرائيلية".
واكد شهود عيان ان "النيران اشتعلت بالناشطين الثلاثة وهم من عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، بعد اصابة السيارة بالصاروخ". وكان الطيران الاسرائيلي شن ليل السبت الاحد اربع غارات على غزة اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
ومن جهة اخرى، افاد مصدر امني وشهود عيان ان طائرة اسرائيلية قصفت بصاروخ فجر اليوم ورشة حدادة تعود لمواطن من عائلة الشريف في بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة. وقال المصدر ان مواطنا واحدا اصيب بجروح طفيفة خلال الغارة