أخبار

موفد تركي إلى بغداد لبحث مشكلة حزب العمال الكردستاني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


أسامة مهدي من لندن: كشف مسؤول عراقي كبير عن قرب وصول مبعوث رسمي تركي إلى بغداد، للبحث مع القادة العراقيين مشكلة تواجد مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي في مناطق شمال العراق... وتوقع من جانب آخر تحركًا خليجيًا وخاصة سعوديًا ضد الإنفراد الأميركي الإيراني في شؤون العراق .

وأبلغ المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه في حديث مع "إيلاف" من بغداد اليوم، أن مبعوثًا رسميًا تركيًا على مستوى عال سيصل إلى بغداد قريبًا لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونائبه برهم صالح نائب الأمين العام للإتحاد الوطني الكردستاني ووزير الخارجية هوشيار زيباري تتعلق بالوجود العسكري المسلح لحزب العمال الكردستاني التركي الذي تتهمه انقرة بالسعي لفصل المناطق الكردية عن تركيا. وأشار إلى أن الأوضاع على الحدود التركية الجنوبية المحاذية لإقليم كردستان العراق، تشهد توترًا ملحوظًا غير مستبعد قيام القوات التركية نتيجته باجتياح مناطق عراقية شمالية حيث يتواجد فيها مسلحو الكردستاني التركي (بي كي كي ) . وأضاف أن طائرتين حربيتين تركيتين قد اخترقتا الأجواء العراقية الشمالية قبل يومين متوقعًا أن تشهد هذه المناطق أحداثًا ساخنة قريبة .

وتشهد قرى العراق الكردية في شمال شرق البلاد المحاذية لتركيا وايران نزوحًا جماعيًا منذ أيام نتيجة قصف مدفعيتي البلدين لها في عمليات تستهدف عناصر حزب العمال. فقد قامت الإيرانية والتركية بقصف عدد من قرى إقليم كردستان الحدودية حيث قصفت المدفعية الإيرانية منطقتي "رزكة وماره دو" والقرى المحيطة بهما في قضاء بشدر في محافظة السليمانية (330 كلم شمال شرق بغداد) بينما قصفت القوات التركية قرية "بساغا" التابعة لقضاء زاخو في محافظة دهوك.

وقد أسفرت المواجهات الدائرة بين الجيش التركي والانفصاليين الأكراد في جنوب شرق الاناضول، حيث تقطن غالبية كردية، عن أكثر من 37 الف قتيل منذ 1984. ويرغب الجيش التركي منذ مدة طويلة في شن هجوم على قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، غير أن الولايات المتحدة الحليفة لتركيا في حلف الاطلسي والتي توجد قواتها في منذ عام 2003 تمنع انقرة من شن عملية عسكرية عبر الحدود معتبرة أن من شأن ذلك القضاء على الاستقرار الذي ينعم به شمال العراق.

واليوم الجمعة إعتقلت الشرطة التركية 26 شخصًا معظمهم طلاب جامعات في قونية (وسط) في اطار حملة واسعة على حزب العمال الكردستاني. وتأتي هذه العملية بعد عملية انتحارية الثلاثاء في انقرة أسفرت عن سقوط سبعة قتلى بينهم منفذها. ونسبت السلطات الاعتداء الى حزب العمال الذي تعتبره تركيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة "منظمة ارهابية" لكن الحزب نفى هذا الأمر.

وقالت السلطات إن ثمانية من الذين اعتقلتهم شرطة مكافحة الإرهاب الجمعة، هم نساء كن على وشك ارتكاب اعتداءات باسم الحركة الانفصالية المحظورة. وادى انفجار لغم الخميس في منطقة مجاورة للحدود العراقية في جنوب شرق تركيا إلى مقتل ستة جنود وجرح عشرة اخرين.

موقف الحكومة العراقية من الإستراتيجية الأميركية الجديدة

وحول موقف الحكومة العراقية من الإستراتيجية الأميركية الجديدة للتعامل مع الاوضاع في العراق والتي ستركز على استخدام المفاوضات بالترافق مع القوة مع المسلحين، قال المسؤول إن لاشيء واضح تمامًا من هذه الخطة، لان هناك حراكا سياسيا مستمرا في واشنطن حول اوضاع العراق متوقعا حصول تطورات ملحوظة في الوضع العراقي خلال شهري تموز (يوليو) وآب (اغسطس) المقبلين من دون إعطاء تفصيلات .

وأضاف أن أي استراتيجية جديدة تبقى مرهونة بقدرة العراقيين على السير وفق شراكة حقيقية في اتخاذ القرار وتنفيذه وانجاز استحقاقات القضايا المهمة المعروضة على الساحة حاليًا ومنها قانون اجتثاث البعث وقانون النفط والغاز وتعديل الدستور .

وعن المفاوضات الأميركية الإيرانية الإثنين المقبل حول العراق توقع المسؤول حراكا خليجيا وخاصة سعوديا ضد انفراد الطرفين باوضاع العراق , واشار الى وجود حالة من القلق في العالم العربي من تقاسم النفوذ في العراق بين الإيرانيين والأميركيين. وأوضح أن هذا الحراك يستهدف المساهمة في تحقيق استقرار العراق .

وتوقع تحسنًا ملحوظًا في الأوضاع الأمنية في العاصمة بغداد خلال الشهرين المقبلين، نتيجة تطوير الخطط العسكرية وزيادة عدد القوات العراقية والاميركية فيها . وقال انه سيتم التركيز على توسيع تجربة محافظة الأنبار والنجاحات التي تحققت فيها ضد منظمة القاعدة .

لكنه شدد على أن أي تحسن في اوضاع العراق الأمنية يبقى مرهونًا بقدرة القوى الأساسية في العراق الشيعية والكردية والسنية على التفاهم، مشيرًا بهذا الصدد الى عدم قدرة مجلس النواب امس في انهاء مسألة التعديل الوزاري التي تأجلت الى الاحد المقبل .. موضحًا أن الأوضاع تتأثر ايضًا بالقدرة على تحقيق تقدم في الحوارات الجارية مع مجموعات مسلحة.

وكان مسؤولون أميركيون كشفوا أمس أن فريقًا مشتركًا لإعادة تشكيل خطة، بصدد إعداد استراتيجية دبلوماسية وعسكرية جديدة للعراق من المتوقع أن تتم المصادقة عليها نهاية الشهر الحالي.

وقال المسؤولون الأميركيون إن الفريق الذي يرأسه كل من قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس وسفير واشنطن في بغداد يان كروكر، يعمل على التوصل إلى تحديد طريقة عمل جديدة في الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام.

ومن ضمن أبرز النقاط التي تتضمنها الخطة الجديدة تحديد مجموعات من الأشخاص- من ضمنهم سنة متشددون وميليشيات مسلحة - تعتقد الولايات المتحدة أن بإمكانها العمل معهم بشأن مسائل مثل التفاوض على تقاسم السلطة واتفاقات وقف إطلاق النار ومنح مساعدات اقتصادية وفقًا لمصادر وصفت بأنها مطلعة على تلك الخطة. غير أن المصادر شددت على أن الأطراف الأخرى التي لا تشعر واشنطن بأنه من الممكن العمل معها مثل مستخدمي القنابل الانتحارية ستبقى هدفًا للعمليات العسكرية.

وتحدث المسؤولون عن أن عجزًا قد يحول دون إبقاء المستوى الحالي لإنتشار الجنود الأميركيين في العراق في الصيف المقبل يعد واحدًا من الأسباب التي دفعت إلى التفكير في الاستراتيجية الجديدة. وقال أحد هؤلاء المسؤولين المطلعين على الخطة الجديدة "لقد كنا نركز لفترة طويلة في الماضي على هزم الأعداء"، وأضاف قوله: "نحن بحاجة إلى جذبهم إلى طاولة المفاوضات".

ويعد هذا الإعلان بمثابة الإعتراف بكون سياسة "اعتقل أو اقتل" التي تتبعها الحرب الكلاسيكية شهدت فشلاً وأن البلاد على الأرجح تردت في حرب أهلية وأن الطريقة الوحيدة هي استخدام القوة العسكرية إلى جنب المفاوضات مع المسلحين.

مقتل قائد جيش المهدي في البصرة خلال عملية بريطانية عراقية مشتركة

ميدانيًا، أعلنت مصادر في الشرطة العراقية مقتل قائد جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر في البصرة خلال عملية بريطانية عراقية مشتركة في شمال المدينة عصر اليوم الجمعة.

وقال الميجور ديفيد غيل المتحدث باسم الجيش البريطاني لوكالة فرانس برس، إن قوة عراقية خاصة قتلت قائد جيش المهدي بدعم من نحو 100 جندي بريطاني خلال عملية عسكرية مشتركة في البصرة.
من جانبه، قال مصدر في جيش المهدي في النجف، إن القوات البريطانية داهمت منطقة الحيانية في شمال البصرة الجمعة وحاصرت سيارة تقل اسامة ابو قادر قائد جيش المهدي في المدينة وقتلته واصابت اربعة اشخاص كانوا برفقته بجروح.

وأكد المصدر أن أبا قادر هو احد مؤسسي ميليشيا جيش المهدي في البصرة، وكان مقتدى الصدر قد قرر توقيفه عن العمل مؤخرًا على خلفية الاشتباكات التي جرت في المدينة بين حزب الفضيلة وجيش المهدي.

بدوره، قال مصدر في الشرطة العراقية إن شخصين آخرين قتلا مع أبي قادر خلال الاشتباك مع البريطانيين.
وافاد شهود عيان أن مسلحين تابعين لجيش المهدي انتشروا عقب مقتل ابي قادر في شوارع المدينة.

وكان الصدر قد أنهى الجمعة فترة احتجابه عن الأنظار منذ مطلع العام الجاري، وخطب في مسجد الكوفة الجمعة مطالبًا بـ "خروج قوات الاحتلال" أو "جدولته".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف