أخبار

شكوك بوقوف الصدر وراء اختطاف البريطانيين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
50 مسلحا نفذوا الاختطاف ولندن تشكل فريقا للاتصال بهم
شكوك بوقوف الصدر وراء اختطاف البريطانيين
أسامة مهدي من لندن :
قالت مصادر عراقية ان شكوكا قوية تروج حاليا بين الاوساط الرسمية العراقية والاميركية والبريطانية في وقوف ميليشيا جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر وراء اختطاف البريطانيين الخمسة وسط بغداد امس انتقاما من قتل القوات البريطانية لقائد جيش المهدي في مدينة البصرة الجنوبية وللمساومة على اطلاق مئات من معتقلي انصار الصدر فيما شكلت السلطات البريطانية فريق أزمة يضم مفاوضين في الشرطة وأعضاء في الاستخبارات وخبراء إقليميين بهدف الاتصال بالخاطفين.

واشارت المصادر التي تحدثت مع "إيلاف" اليوم الى ان طريقة تنفيذ عملية الاختطاف
وعدد المسلحين الكبير وتمكنهم من تنفيذ العملية يؤكد تواطؤا في المعلومات الاستخبارية والتنفيذ المسلح بين عناصر من الشرطة العراقية تقوم بحماية مبنى وزارة المالية وعناصر جيش المهدي . وقالت ان 50 مسلحا تقلهم عجلات تابعة لوزارة الداخلية وتحمل الشارات الخاصة ب"الشرطة الوطنية" قد اقتحموا مبنى الحاسبة الالكترونية التابعة لوزارة المالية في شارع فلسطين وسط بغداد واختطفوا الاجانب الخمسة واقتادوهم الى جهة مجهولة بعد ان قاموا بتصويرعملية الاختطاف بكاميرات محمولة اثناء التنفيذ .
وقالت ان واقعة الاختطاف وقعت في المبنى الحكومي لوزارة المالية وهو قريب من مداخل مدينة الصدر معقل مقتدى الصدر والتي تسكنها كثافة سكانية تقدر بحوالى ثلاثة ملايين نسمة ما يسهل إخفاء المختطفين في منازلها المتلاصقة لحين نقلهم الى اماكن اخرى اذا تطلب الامر .
ولم تستبعد المصادر البريطانية أن تكون العملية من تدبير عناصر من الشرطة العراقية المرتبطة بالصدر حيث ان الالاف من العناصر الطائفية المسلحة قد تغلغلت في صفوفها بسبب ماتقول المصادر انه "الفساد مستفحل في الجهاز الأمني العراقي" وأن "العديد من عمليات الاختطاف تمت بتواطؤ من بعض أفراد الشرطة" وأن عملية اختطاف البريطانيين تمت في قلب مبنى حكومي وبوجود مكثف لقوات الأمن. ومعروف ان القوات البريطانية والاميركية تشن منذ مطلع العام الحالي حملات مسلحة ضد مسلحي جيش المهدي في مناطق جنوب العراق ومدينة الصدر في بغداد معقل مقتدى الصدر في العاصمة وقامت فعلا بقتل العديد من قيادييه في البصرة والديوانية وبغداد واعتقال حوالى الف من مسلحيه وتفكيك العديد من خلاياه المتهمة بارتباطات مع ايران واستقدام متفجرات منها لاستهداف هذه القوات التي تتكبد خسائر يومية في الارواح نتيجة لذلك . كما ان الصدر نفسه قد توارى عن الانظار لمدة ثلاثة اشهر قضاها في ايران قبل ان يظهر في مدينة الكوفة الجمعة الماضي ليطالب برحيل القوات الاجنبية من العراق .
واليوم اكد هذه الشكوك وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بقوله ان السلطات تشتبه بوقوف ميليشيات شيعية مرتبطة بالشرطة وراء عملية خطف البريطانيين الخمسة في بغداد الثلاثاء، وليس مجموعة تابعة للقاعدة.
واوضح زيباري في تصريح صحافي ان الخاطفين تمكنوا بسهولة من دخول المقر التابع لوزارة المال لانهم كانوا يرتدون زيا رسميا للشرطة مشيرا الى ان "الخاطفين يبدو انهم تابعون لميليشيات وليس لجماعة متمردة". واضاف "نتابع القضية باهتمام كبير واود القول ان عملية الخطف غريبة جدا". واوضح"ان الاجانب كانوا يعملون داخل مبنى حكومي خاضع للحماية واقتحمت جماعة اخرى ترتدي زي الشرطة الرسمي المكان واقتادتهم الى جهة مجهولة".

وكانت وزارة الخارجية البريطانية اكدت امس ان خمسة بريطانيين خطفوا من وزارة المال وسط بغداد. كما أعلنت شركة الامن الكندية "غاردا وورلد" ان اربعة من الخمسة هم رعايا بريطانيون يعملون لحسابها و"عميل" لم تحدد جنسيته.
وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يزور ليبيا حاليا إن بلاده ستقوم بكل ما هو ممكن للتوصل إلى إطلاق سراح المختطفين. والمختطفون هم أربعة من رجال الحراسة الشخصية وخبير معلوميات.
من جانبها قالت وزارة الخارجية البريطانية إن "مسؤولي السفارة البريطانية في بغداد يجرون اتصالات عاجلة مع السلطات العراقية للوقوف على الحقائق والعمل على الوصول إلى حل سريع." كما قال متحدث باسم الوزارة إن مسؤولين في القسم القنصلي في وزارة الخارجية على اتصال مع الشركات التي يعمل فيها المختطفون الخمسة وسيتم إبلاغ عائلاتهم مضيفا أنه "لا يمكنه في هذه المرحلة تأكيد أي تفاصيل شخصية" خاصة بالمختطفين الخمسة. وقد عقدت الحكومة البريطانية اجتماعا طارئا للجنة إدارة الأزمات المعروفة باسم "كوبرا" وهي مجموعة خبراء امنيين مرتبطة ببلير مباشرة .
ويقول المتخصص في الشؤون الأمنية في البي بي سي فرانك غاردنر إن فريق أزمة بريطانيا يضم مفاوضين في الشرطة وأعضاء في الاستخبارات وخبراء إقليميين تشكل من أجل الاتصال بالخاطفين.
ويقول إنه إن صحت هذه التقارير فإنها قد تشير إلى تورط وحدة مارقة في الشرطة العراقية وأن هذه الوحدة قد تكون وحدة القوات الخاصة. ويضيف أنه على الرغم من أن المجرمين أو المسلحين كانوا قادرين في الماضي على استئجار ملابس أو سيارات شرطة فإن حجم هذه العملية يشير إلى أنه نفذت من قبل قوات شرطة حقيقية. ومن المعروف أن الشرطة العراقية مخترقة بشدة من قبل الميليشيات المسلحة ما يؤدي إلى تعدد ولاءات العاملين فيها والى انتشار الفساد بين أفرادها، وفقا لمراسلنا في بغداد.
تجدر الإشارة إلى أن حوالى مئتي شخص من مختلف الجنسيات، قد اختطفوا في العراق خلال السنوات الأربع الماضية. ويعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها عملية اختطاف داخل مبنى حكومي. ويقول مراقبون إن آمال الإفراج عن المختطفين والإبقاء على حياتهم يعتمد على من هي الجهة التي تحتجزهم.
وكشفت مصادر اوروبية في بروكسل عن استقدام القوات البريطانية لقوات خاصة من خيرة قواتها الى بغداد لتنفيذ مهام قتالية لانقاذ المخطوفين في حالة التوصل الى المكان المحتجزين فيه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف