أخبار

مشاجرات رايس ولافروف في اجتماع مجموعة الثماني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أول لقاء بين بوش وساركوزي على هامش قمة الثمانيبوتسدام (المانيا): هيمنت المشاجرات بين وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الروسي سيرغي لافروف على المؤتمر الوزاري لمجموعة الثماني الاربعاء في بوتسدام (المانيا) وشملت معظم المسائل الرئيسة المطروحة للبحث. وتحول المؤتمر الصحافي الختامي لاجتماع وزراء خارجية الدول الصناعية الثماني الكبرى الى مواجهة حقيقية بين رايس ولافروف، سواء بشكل صريح او بمراعاة اصول اللياقة البسيطة.

وعلى الرغم من الابتسامات الظاهرية، تبادل الاثنان السهام وسعى كل منهما الى تثبيت موقفه والاحتفاظ بالكلمة الاخيرة في السجال الدائر، فيما بدا الارتباك على وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت التي كانت جالسة بينهما. وسئل وزير الخارجية الروسي عن كلام رايس التي وصفت مخاوف روسيا بشأن مشروع نشر الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية بانها "سخيفة"، فقال انه "ليس هناك اي سخف في هذا الملف لان سباق التسلح يبدأ مجددا". وتابع لافروف ان الاميركيين "يقولون +لا تقلقوا، الامر ليس موجها ضدكم+ لكن تحليلنا هو ان مثل هذا الرد سخيف".

واكدت رايس مجددا ان المخاوف الروسية عارية عن اي اساس، مشددة على القدرة العسكرية المحدودة للدرع المضادة للصواريخ المزمع نشرها. وعلقت رايس على التصريحات الروسية بان الصاروخ الجديد العابر للقارات الذي اختبرته موسكو بنجاح الثلاثاء سيكون قادرا على خرق اي نظام دفاع مضاد للصواريخ، فقالت "اننا متفقون على ذلك".

وحرص لافروف على الرد على هذا التعليق فاستعاد مكبر الصوت في بادرة مفاجئة ليقول "هذا لن يكون موضع جدل". وعاد السجال بين رايس ولافروف بشأن مسألة الوضع النهائي لاقليم كوسوفو. واعربت رايس عن الامل في ان "ترتسم ملامح طريق للمضي قدما، طريق يقوم على التعاون"، متهمة روسيا ضمنا بعدم التعاون في هذا الملف.

ورد لافروف ان "وجهات نظرنا حول هذه المسألة متعارضة تماما"، مضيفا "آمل الا يكون من الضروري استخدام حق النقض" (الفيتو) الروسي في مجلس الامن. وتركت هذه المشاجرات انطباعا سيئا الى حد ان رايس طلبت التكلم في نهاية المؤتمر الصحافي لتذكر بان البيت الابيض اعلن للتو عن لقاء مرتقب بين الرئيسين الاميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين في الاول والثاني من تموز/يوليو في الولايات المتحدة. واضافت ان هذا اللقاء يهدف الى "اعطاء فرصة (للبلدين) لحلحلة الاجواء".

وسعت الى تلطيف الاجواء وخفض التوتر فتحدت لافروف ممازحة ان يلفظ بشكل صحيح اسم المدينة التي ستعقد فيها القمة في كينيبونكبورت حيث منزل عائلة بوش في ولاية ماين (شمال شرق). غير انها فوجئت حين واجه لافروف الذي يتقن الانكليزية، هذا التحدي بامتياز، واغتنم الفرصة لتسديد سهم جديد مشيرا الى ان الرئيسين سيناقشان "كل المواضيع الخلافية بينهما".

وعادت الخلافات الى الظهور مساء في برلين خلال مؤتمر صحافي عقدته اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة). وحذر لافروف من مخاطر "زعزعة استقرار" لبنان بارسال شحنات اسلحة اميركية الى الجيش اللبناني، فردت رايس بحدة ان الولايات المتحدة ملتزمة بقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 الذي يدعو الى تعزيز قدرات الجيش اللبناني.

انقسام حول كوسوفو والدرع الاميركية واتحاد حول ايران

من جهة ثانية ظهرت انقسامات بين وزراء خارجية مجموعة الثماني حول مسألتي كوسوفو والدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا خلال اجتماعهم الاربعاء في بوتسدام قرب برلين للتحضير لقمة هايليغندام، لكنهم اظهروا في المقابل موقفا موحدا بشأن ايران. ولم يتطرق وزراء الخارجية الى مسألة مكافحة الاحتباس الحراري، وهي ايضا من المواضيع الخلافية بين الدول الصناعية الثماني الكبرى (الولايات المتحدة والمانيا واليابان وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وكندا وروسيا).

وبادر الروسي سيرغي لافروف خلال المؤتمر الصحافي الختامي الى اتهام الولايات المتحدة باعادة اطلاق "سباق التسلح" من خلال مشروعها لنشر عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا ونظام رادار متطور في الجمهورية التشيكية في اطار الدرع المضادة للصواريخ. وقال ان "سباق التسلح يبدأ مجددا"، موضحا ان الاميركيين "يقولون +لا تقلقوا، الامر ليس موجها ضدكم+ لكن تحليلنا هو ان مثل هذا الرد سخيف".

وحرصت كوندوليزا رايس الجالسة الى الطرف الاخر من الطاولة على التاكيد ان الدرع المضادة للصواريخ ليست موجهة ضد روسيا بل ضد ايران وكوريا الشمالية، وهي التي استخدمت كلمة "سخيفة" الثلاثاء لوصف الانتقادات الروسية لمشروع الدرع الاميركية. وقالت "ان هذا المشروع الدفاعي المضاد للصواريخ لا يمكن باي من الاحوال ان يسيء الى قوة الردع النووي الروسية".

وفي ما يتعلق بكوسوفو، اقر لافروف وجود "تعارض تام" في المواقف بين روسيا والدول الغربية. وعبر عن امله في "الا يكون من الضروري استخدام حق النقض (الفيتو)" من قبل روسيا في مجلس الامن. ومن المقرر ان يبت مجلس الامن قريبا بشأن التقرير الذي اوصى باستقلال "تحت اشراف دولي" لكوسوفو، الامر الذي تعارضه بشدة صربيا وحليفها الروسي التقليدي. واشارت رايس الى ان الولايات المتحدة ترى "مستقبلا منفصلا لصربيا وكوسوفو".

ووجه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي تولى ادارة اقليم كوسوفو باسم الامم المتحدة بين 1999 و2001 تحذيرا الى روسيا مذكرا بانه "سيتحتم على الجميع في وقت ما تحمل مسؤولياتهم وهذا الوقت بات قريبا". واستعادت الدول الثماني وحدة صفها في ما يتعلق بمسألة ايران. وقال البيان الختامي للقمة "نطلب صراحة من ايران الوفاء بواجباتها (..) وعلى الاخص تعليق النشاطات المرتبطة بتخصيب اليورانيوم". وتابع البيان "اذا استمرت ايران في تجاهل دعوة مجلس الامن، فسوف نؤيد اتخاذ اجراءات ملائمة اضافية" بهذا الصدد.

وقال كوشنير من جهة اخرى انه تلقى تشجيعا من نظرائه لمشروعه القاضي باقامة "ممرات انسانية" لاغاثة سكان اقليم دارفور غرب السودان، مضيفا انه سيتم بحث هذه الافكار. وقال "انها محاولة تتضمن مخاطر وقد وافق اصدقاؤنا هنا على هذه المجازفة". من جهة اخرى، لم يبحث وزراء الخارجية خلال اجتماعهم في قصر سيسيلنهوف مسألة مكافحة الاحتباس الحراري وهي موضع خلاف بصورة خاصة بين المانيا المؤيدة لتحديد اهداف طموحة والولايات المتحدة المتحفظة وافاد الوفد الاميركي انه لم يتم التطرق "بكلمة واحدة" الى هذا الموضوع. واضاف المصدر ان مناقشة المسألة "تعود الى مستشاري (رؤساء الدول والحكومات) وليس الى وزارة الخارجية".

واختتم اليوم الاول من الاجتماع الذي تضمن مناقشات دبلوماسية مكثفة باجتماع للجنة الرباعية الدولية حول الشرق الاوسط (الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة) في برلين. واصدرت اللجنة بهذه المناسبة اعلانا عبرت فيه عن "قلقها الكبير" لاعمال العنف الجارية بين الفصائل الفلسطينية ودعت اسرائيل الى "الافراج الفوري" عن مسؤولين سياسيين من حماس بينهم وزير ونواب، اعتقلتهم اسرائيل الاسبوع الماضي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف