إعصار من الشرق يضرب عُمان والإمارات خلال ساعات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترقب وحذر في الخليج والأنظار على بحر العرب
إعصار من الشرق يضرب عُمان والإمارات خلال ساعات
زيد بنيامين- إيلاف: وسط توقعات بأن يضرب إعصار "جونو" الموجود حاليًا في بحر العرب كل من عُمان والإمارات وصولاً إلى الرياض والمنطقة الشرقية، يعيش سكان الخليج حالة من الترقب والحذر، بانتظارما ستسفر عنه كتلة السحب المصاحبة للإعصار المداري، التي بدأت بالفعل تؤثر بأمطار بين المتوسطة والغزيرة مع أمواج عالية جدًا ورياح شديدة على سواحل المنطقة الشرقية.
ويعرف الإعصاراختصارًا بـ"العاصفة السايكلونية الخارقة جونو"، وهو أقوى الأعاصير المسجلة في بحر العرب،وأقوى عاصفة مخروطية في شمال المحيط الهندي وهو ثاني الأعاصير المسجلة لهذا العام.
ويضرب هذا الإعصار عادة في شهريونيو (حزيران) نتيجة لبرودة الطبقات العليا في الجو، مقابل زيادة حرارة الطبقات الهوائية القريبة من البحر، وقد تصل سرعته في وقت الذروة إلى 240 كيلومتر في الساعة، وهي السرعة التي بلغها فيالثالث من حزيران (يونيو)وفق ما سجله قسم الميترولوجيكال الهندي.
وقالت المديرية العامة للطيران المدني والارصاد الجوية العمانية ان الاعصار يتمركز حاليا "في بحر العرب على بعد 282 كيلومترا تقريبا من سواحل المنطقة الواقعة بين راس الحد (اقصى شرق الساحل العماني) وجزيرة مصيرة" قبالة الشواطئ الجنوبية للسلطنة.
واوضح البيان الذي نقلته وكالة الانباء العمانية ان الاعصار يستمر بالتحرك باتجاه السواحل العمانية "بسرعة 12 كلم/ساعة مصحوبا بامطار غزيرة ورياح شديدة تتراوح سرعتها حول مركز الاعصار بين (..) 121 و260 كلم/ساعة ومن المتوقع ان يعبر مركز الاعصار خلال ال24 ساعة القادمة".
كما توقعت المديرية ان "يمتد تاثير الاعصار على جميع المناطق الشرقية والوسطى ومحافظة مسقط ومنطقة الباطنة ومحافظة مسندم، مصحوبا بامطار غزيرة ورياح قوية وامواج عالية جدا كما يؤثر على منطقتي الظاهرة والداخلية ومحافظة البريمي بامطار رعدية غزيرة جدا ورياح قوية". ومسندم شبه جزيرة قي المقلب الجنوبي لمضيق هرمز الاستراتيجي، وهي جيب تابع للسطنة لكن حدوده مع دولة الامارات فقط. وربع الصادرات النفطية العالمية تمر عبر هذا المضيق الذي تسيطر عليه ايران من الشمال.
وفي السعودية، اكدت الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة ان تاثير الاعصار سيكون محدودا. وقالت الرئاسة العامة في بيان نقلته وكالة الانباء السعودية ان "لا تأثير مباشرا لهذا الاعصار على الاجزاء الوسطى والشرقية للمملكة فيما عدا نشاط في الرياح السطحية على الساحل الشرقي قد تصل الى 40 كلم/ساعة".
وذكر البيان ان الاعصار سيؤدي الى "ارتفاع لامواج البحر (في المنطقة نفسها) الى مترين ونصف الاربعاء والخميس القادمين مع ظهور تشكيلات من السحب المتوسطة والعالية واحتمال ظهور الاتربة المثارة على الربع الخالي وعلى الجزء الشرقي من المملكة".
والمنطقة الشرقية في المملكة من اهم مراكز انتاج النفط في العالم.
وفي الامارات، قال متحدث من قسم الارصاد الجوية ان تاثير الاعصار على الدولة سيكون "ضعيفا". واضاف المتحدث في اتصال مع وكالة فرانس برس انه "سيكون هناك على الارجح عواصف رعدية خفيفة مع ارتفاع في الامواج على الساحل الشرقي بعد ظهر الاربعاء على ابعد تقدير".
وخلص الى القول "اتوقع ان يستمر الاعصار بالتحرك شمالا بعيدا عنا". وفي اليمن نقلت وكالة الانباء اليمنية عن الامين العام للمجلس المحلي لمحافظة المهرة (شرق) سالم عبد الله نيمر قوله ان "فرق من الدفاع المدني انتشرت على طول سواحل المحافظة تحسبا لوقوع أي اضرار تنتج عن الاعصار المداري القادم".
حركة جونو
وبدأت قصة الإعصار يوم 27 أيار (مايو)، حين تشكل في جنوب شرق بحر العرب. وتشكلالإعصار بشكله النهائيعلى بعد 645 كيلومترًا جنوب مومباي الهندية، حيث تكون من اسطوانة مخروطية وقوة سحب متوسطة المستوى على الطبقات العليا.
وفي مطلع شهر يونيو، وصل المخروط المتكون الى الارض وفي ساعات متاخرة من ذلك اليوم، صنفت السلطات الهنديةالاعصاربـ"متوسط" الخطورة. وفي الثاني من يونيو،رفعت السلطات المعنيةدرجةالخطورةمع اقترابه حيث أصبح على بعد685 كيلومترًا من جنوب غرب مومباي في الهند. وبدأت التوقعات بأن يخف الإعصار تتوارد بسببوجود جبهة من الهواء الجافعلى الشمال الغربي منه وهو ما حصل بالفعل، حيث قلّت قوته حتى تم تعريف الإعصار أخيرًا يوم الثاني من حزيران (يونيو) بأنه"إعصار جونو المخروطي" وهو على بعد 760 كليومترًا جنوب غرب مومباي الهندية.
ومع اقترابه من باكستان تحرك "جونو" يوم الثاني من حزيران (يونيو) من اتجاهه الشمالي إلى الشمالي الغربي، واستفادخلال هذه الفترةمن الجبهات الهوائية الموجودة نتيجة تغيره للاتجاه فصنف مباشرة على أنه خطر من الدرجة الأولى، حيث تبين أن الجبهة الهوائية الجافة الأولية كان لها تأثير قليل جدًا على التقليل من سرعته. وارتفعتخطورة الإعصارمع اقترابهمن بحر العرب حيث ترتفع حرارة المياه في هذه النقطة،الأمر الذيتسبب في زيادة قوته وخصوصًا في منطقة محور الإسطوانة الخاصة به.
وفي ساعات متأخرة من الثالث من حزيران (يونيو)، صنفت السلطات المعنيةبالإعصار بـ"الخطر جدًا"، حيث اعتبر أنه أقوى إعصار يضرب بحر العرب حتى الآن، مع نسبة قليلة من قوى الرياح العمودية و نسبة كبيرة من الرياح الجانبية حيثبلغ 260 كيلومترًا في الساعة، وهي سرعته القصوى في بحر العرب. وخلال دقيقة واحدة ارتفعت السرعة الى315 كليومترًا في الساعة على بعد 285 كيلومترًا من جزر مسيرة على سواحل عمان.
ومع صبيحة يوم الرابع من حزيران (يونيو) تكونت أقوى اسطوانة خاصة بالإعصار، وبلغت سرعته خلال عشر دقائق240 كيلومترًا في الساعة مع وصول الضغط إلى 920 ميلبار. وخلال تسع ساعات وصل الاعصار الى ذروته وتم تصنيفهبـ"الخطر جداً".
وحتى لحظةإعداد التقرير، كان الاعصار مصنفا على انه (خطر جداً) على مسافة 30 ميل من حوله،وعلى بُعد 480 كيلومترا الى الشرق من جزيرة مسيرة العمانية،وبسرعة215 كيلومترًا في الساعة فيما يصل الضغط في مركز الاعصار 935 ميلبار (27.61 زئبق) ويتحرك نحو الشمال الغرب قادمًا بإتجاه عمان والجزيرة العربية.
حالة طوارئ
واعلنت سلطنة عمان حالة الطوارئ لجميع أجهزتها الأمنية لمواجهة اعصار (جونو) القادم من شبه القارة الهندية. وفي إطار الإستعدادات الجارية لإحتواء آثار العارض الجوي والفيضانات المحتملة جراء الإعصار المتوقع الذي ستشهده السلطنة،شكلت غرف عمليات في مختلف المناطق. كما تم إعلان حالة الطوارئ في قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية وبقية الجهات الاخرى بالاضافة الى نشر سيارات الدفاع المدني في المناطق المتوقع تعرضها للاضرار.
وقال المفتش العام للشرطة والجمارك ورئيس اللجنة الوطنية للدفاع المدني مالك بن سليمان المعمري في تصريح صحافي انه تم تشكيل ثلاث غرف عمليات للجهات الامنية والعسكرية في مسقط إضافة الى عدد من الغرف العمليات في معظم مناطق السلطنة لمساعدة المواطنين. وكانت سلطنة عمان تعرضت لأول مرة إلى اعصار في عام 1981 مثل اعصار (جونو).