أخبار

وارسو وبراغ: بوتين سيعيد النفوذ لأوروبا الشرقية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الياس توما من براغ : رأت بعض الأوساطالبولندية والتشيكية في العرض الذي قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس الأميركي جورج بوش لوضع قاعدة صاروخية مضادة في أذربيجان بدلاً من تشيكيا وبولندا بأنها محاولة من الرئيس بوتين لإعادة النفوذ الروسي إلى أوروبا الشرقية، وأن هذا الاقتراح يمثل رسالة روسية للآخرينمضمونها أنهمن دون الموافقة الضمنية لروسيا فإن الأميركيين لا يمكن لهم أن يفعلوا شيئًا في أوروبا الشرقية .

واعتبر وزير الدفاع البولندي ألكسندر شزيغيل انه في حال موافقة الرئيس بوش على اقتراح بوتين، فإن ذلك سيعني تأكيد طريقة تفكير الروس حول جزء من أوروبا التي كانت في الماضي تخضع لنفوذ الاتحاد السوفياتي وان الأميركيين بهذه الموافقة سيؤكدون عمليًا بأن أي قرار يتعلق بهذا الجزء من أوروبا لا يمكن اتخاذهمن دون موافقة ضمنية على الأقل من طرف روسيا، وأمل أن يكون الأميركيون على علم بذلك .

واعتبر أن الروس يريدون أن يثبتوا بأن وضع القاعدة ممكن في مكان آخر غير بولندا وتشيكيا.
وعلى الرغم من حالة التوجس التي تسود لدى الأوساط البولندية من العرض الروسي، إلا أن الخارجية البولندية أكدت أن اقتراح بوتين لن يؤثر على المحادثات الأميركية البولندية الخاصة بوضع القاعدة الصاروخية الاعتراضية الأميركية في بولند، ولذلك فإن الرئيسالبولندي ليخ كاتشينيكي سيبحث اليوم هذا الأمر خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي جورج بوش الذي سيتوقف في بولندا عدة ساعات في طريقه إلى ايطاليا .

ويقول الناطق باسم وزارة الخارجية البولندية روبرت شانيافسكي،إن الحديث سيكون ممكنًا عن تغير الوضع في هذا المجال بعد الرد الأميركي على الاقتراح الأولي للرئيس بوتين والذي يمكن أن يكون حسب رأيه على الشكل التالي: "سننهي أولاً المحادثات مع بولندا وتشيكيا ثم نبدأ محادثات مع أذربيجان وروسيا،وطالما أن مثل هذا القرار لم يتخذ بعد فليس هنالك من معنى لتغيير أي شيء
ورأى المتحدث أن العرض الروسي لن يضعف موقع بولندا أثناء التفاوض مع الأميركيين حول أفضل الشروط بالنسبة إليهامقابل الموافقة على وضع القاعدة .

وكان العديد من السياسيين والمحللين في وارسو يلتقون في التقييم حتى الآن بان تهديدات موسكو تتم تحت تأثير اقتراب موعد الانتخابات النيابية والرئاسية في روسيا أما الآن فيرى بعضهم بأن اقتراح بوتين هو لعبة سياسية، وردًا على ما قاله بوش في براغ بحق روسيا من انتقادات ولذلك يرون أنه من الضروري الانتظار لمعرفة فيما إذا كان الاقتراح الروسي يمثل عرضًا جديًا أم لا .

ويؤكد وزير الدفاع البولندي السابق رادوسلاف سيكورسكي أن أجهزة المخابرات العسكرية لبلاده تعمل الآن بشكل حثيث لمعرفة فيما إذا كان اقتراح بوتين وضع القاعدة في أذربيجان ممكن من الناحية الفنية وعبر عن اندهاشه من رد فعل الرئيس بوش الذي لم يمكن سلبيًا على اقتراح بوتين بل وصفه بأنه مثير للاهتمام .

وبالتوازي مع الموقف البولندي هذا نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك قوله بأنه في حال تخلي الولايات المتحدة عن وضع الرادار في تشيكيا، فإن الأمر سيكون محاولة من بوتين لإعادة النفوذ الروسي إلى منطقة وسط أوروبا، أما وزيرة الدفاع التشيكية فلاستا باركانوفا فقد اعتبرت الاقتراح الروسي بأنه يمثل مفاجأة بالنسبة إليها، غير أنها رحبت بإمكانية تعاون روسيا والناتو والولايات المتحدة في هذه المسألة.

من جهته قال رئيس اللجنة الأوربية في مجلس النواب التشيكي نائب رئيس حزب الخضر اوندرجية ليشكا، إن العرض الروسي يؤكد بأنه ليس هناك أي حرب باردة جديدة غير أن السؤال الذي يبقى حسب رأيه هو لماذا لم يتم التشاور حول مسألة الدرع الصاروخي مع حلف الناتو والاتحاد الأوروبي منذ البداية .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف