سي أي ايه تنكر إدارة سجون سرية في أوروبا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: أنكرت وكالة الإستخبارات الاميركية "سي أي ايه" ما جاء في تقرير لمجلس اوروبا أنها أدارت سجونًا سرية للمشتبه بأنهم ارهابيون عقب هجمات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة. وقال متحدث باسم سي أي ايه إن التقرير "متحيز ومشوه"، ووصف العمليات التي تقوم بها الوكالة بأنها "قانونية وفعالة، وتتم متابعتها عن كثب، وحققت فوائد لدول كثيرة، من بينها دول اوروبية، باكتشاف مؤامرات، وانقاذ حياة افراد".
وكان المحقق السويسري السيناتور ديك مارتي، وهو نائب في البرلمان الأوروبي، قد كلفه مجلس أوروبا ببحث موضوع السجون السرية الأميركية في أوروبا.
وقال مارتي إن لديه أدلة على ان السي أي ايه أدارت معسكرات سرية في بولندا ورومانيا بين عامي 2003 و2005 لاستجواب مشتبه فيهم في اطار الحرب على الارهاب. كما ذكر مارتي اسماء عدد من المشتبه بهم الذين تم اعتقالهم في معسكرات السي أي ايه في اوروبا. وقال مارتي إن اتفاقًا سريًا بين الاعضاء في حلف الناتو سمح للـ سي أي ايه بإدارة هذه المعسكرات في اوروبا.
وعلى الجانب الآخر أنكر كل من حلف الناتو ورومانيا وبولندا ماورد بتقرير مجلس اوروبا.
وقال مارتي، الذي صدر تقريره يوم الجمعة، إنه لجأ إلى مصادر عديدة في تحقيقه إضافة إلى استخدام طرقه الخاصة في التحقيق في "الرحلات الاستثنائية"، تلك العمليات التي يعتقد انه يتم من خلالها نقل المشتبه في تورطهم في أعمال إرهابية من مكان إلى آخر حول العالم لاستجوابهم. وأوضح المحقق الأوروبي بأن "بعض الحكومات الأوروبية حاولت اعاقة جهود بحثه عن الحقيقة ولا زالت تقوم بذلك حتى الآن وفقا لمفهوم "سرية الدولة"، وقال إن هذا الانتقاد موجه بالخصوص إلى كل من ألمانيا وإيطاليا".
وجاء تقرير مارتي في الوقت الذي بدأت فيه أول محاكمة لسي أي اي متعلقة بهذه الرحلات السرية في إيطاليا. إذ يحاكم غيابيا 25 من عناصر "سي أي ايه" وعقيدا في القوات الجوية الأمريكية، بتهمة خطف امام مصري كان يعيش في ايطاليا ونقله الى مصر.
وقالت مصادر لم يذكر مارتي اسمها في تقريره إن بولندا كانت "البقعة السوداء" حيث تم استجواب ثمانية "مشتبه فيهم ذوي قيمة استخباراتية عالية، ضمنهم خالد شيخ محمد - الذي يعتقد بأنه العقل المدبر لهجمات الـ 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة- وأبو زبيدة، الذي يشتبه في أنه عضو بارز في تنظيم القاعدة.
وأشار التقرير إلى أن رومانيا " تحولت إلى موقع يتم ترحيل المزيد من المعتقلين إليه كلما توسع برنامج المعتقلين ذوي القيمة العالية".
وأردف التقرير يقول "إن سجون الاعتقال السرية كانت تخضع للتسيير المباشر والحصري لسي أي اي. كما لم يكن للموظفين المحليين أي اتصال ذي شأن مع السجناء واقتصر دورهم على أعمال لوجستيية بحتة". لكن التقرير أضاف أن سلطات الدولة العليا لهذه البلدان كانت على علم بعمليات سي أي أي غير الشرعية على أراضيها".
واعترف الرئيس الأميركي، جورج بوش، في سبتمبر/ أيلول الماضي بأن مشتبه في أنهم إرهابيون قد احتجزوا في سجون تديرها وكالة سي أي اي خارج بلاده، إلا أنه لم يذكر أين توجد هذه السجون.
وقال مارتي إن لديه أدلة بأن عمليات الوكالة الأميركية تحظى بموافقة قوات الحلف الأطلسي بحيث منح هذا الأخير ترخيصات لهذه العمليات يوم 4 تشرين الأول/ أكتوبرعام 2001، "نشر بعضها فيما ما زالت أخرى سرية".
وقال مارتي إن المعتقلين كانوا محتجزين بشكل سري لسنوات عديدة كما تم إخضاعهم "لمعاملة مهينة ولتقنيات تعرف بـ" تقنيات الاستجواب المدعومة"- كناية عن نوع من التعذيب".
وكان مارتي قد نشر في تقريره الأولي الذي صدر السنة الماضية بأن وكالة سي أي ايه كانت تدير "شبكة عنكبوتيه عالمية" من الرحلات السرية.
كما صرح المفتش السويسري في مقابلة أجراها مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية الجمعة قائلا: " إن المشتبه في أنهم إرهابيون كانوا يختطفون ويعذبون ويعتقلون بشكل غير شرعي في بلدان مالقة مثل سوريا، التي تفتقر إلى قانون مدني أو قانون يحكم قوانين الحرب".
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، صدقت لجنة في البرلمان الأوروبي على تقرير جاء فيه أن دول أعضاء في الإتحاد الأوروبي كانت تعلم عن وجود رحلات سرية تقوم بها سي أي اي في أوروبا".
وقال التقرير إن حكومات هذه البلدان كانت أيضًا على علم بعمليات اختطاف المشتبه بهم من قبل عملاء أميركيين واستخدام الولايات المتحدة لمراكز اعتقال سرية.