أخبار

الأمير نايف: ضبط المطلوبين سيوصلنا لاجتثاث الإرهاب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الأمير نايف بن عبد العزيز خلال حديثه إلى صحيفة الرياضايلاف من الرياض: اتحدث الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي خلال حوار مطول أجرته معه صحيفة الرياض عن الكثير من القضايا المهمة على الصعيد السعودي، خصوصًا موضوع القبض على 11 مطلوبًا في قضايا إرهابية، أو تلك التي تحرض على الإرهاب، ومؤكدًا أنهم سيحالون إلى القضاء قريبًا. كما تحدث عن قضية هيئة الأمير بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال في هذا السياق إن أخطاء الهيئة غير مقصودة، ونفى في الوقت نفسه وجود أي نية إلى دمجها مع وزارة الداخلية.

وقال إن من بين الارهابيين المواطن سعيد بن زعير، وأشار إلىأن القبض على هذه المجموعة خطوة ستوصلنا إلى اجتثاث الإرهاب في المملكة. ونوه إلى قدرات وزارة الداخلية في ما يخص الأمن المعلوماتي، مشيرًا إلى قدرتها على كشف الأشخاص الذين قبض عليهم قبل ذلك وهم من الذين ينشرون الفكر التكفيري عبر الإنترنت.

وقال: "هؤلاء يتعاملون من خلال الإنترنت بأسلوب علمي وذكي ويدل على أنهم يعلمون أن هذا من جهات دربتهم على هذا الأمر"... وأضاف سموه: "نحن نتوقع من خلالذلك أن تكون الأمور جيدة بعون الله". وشدد على أهمية النشاط الفكري وأن يتساوى مع النشاط الأمني، مشيرًا إلى أنهما إذا لم يكونا متساويين فإن التضليل سيبقى موجودًا في الأذهان.

وأشار إلى القضايا التي حدثت مؤخرًا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال سموه نحن نثق في هذا الجهاز أنهم لا يستعملون أمورًا تؤدي إلى الوفاة، ولكن بما أن ذلك في مرحلة التحقيق فستظهر الحقائق.. ونحن متأكدون مئة في المئة أن الجهات المسؤولة في الهيئة ومراجع الأفراد لا يقبلون هذا والدولة لا تقبل هذا الأمر، فليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدي إلى إيذاء الإنسان بجسده أو حياته أو معنوياته.

الحوار الذي تنشره إيلاف نقلاً عن صحيفة الرياض السعودية، جاء فيه:

*"الرياض": قبضتم سمو الأمير على 11شخصًا سعوديًا أحدهم على ارتباط بمحاولة التفجير لمعامل بقيق، هلمن بينهم أشخاص ضمن القوائم المطلوبة سابقًا، وهل يعني ذلك أن الإرهاب لا زال قويًا في المملكة؟

- الأمير نايف: هؤلاء المقبوض عليهم لهم دور مهم وكبير وقد يكونوا أهم من المنفذين للأحداث الإرهابية التي حدثت في المملكة، فالمنفذون أدوات. أما هؤلاء الأحد عشر فهم الممولون والمنظمون، وقد كنا نركز على هذا الموضوع منذ مدة حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه بعد توفيق الله تعالى، فهذه خطوة ستوصلنا إلى أمور كثيرة وإلى أن نجتث الإرهاب في المملكة، ونحن نعلق على هذا أهمية بالغة وستخرج التحقيقات بعون الله بنتائج جيدة، وبالتأكيد سيكون لذلك تأثير وإن كنا نرى أنه طالما أن منابع الإرهاب قائمة فإن العمل سيستمر بحكم أن المملكة مستهدفة، أما من قبض عليهم فهذه نتيجة جيدة وقد أوصلتنا إلى فهم أقوى وأقدر من المنفذين وهم المحرضون لهم بالتأكيد وستظهر التحقيقات لكل مواطن سعودي ومهتم بالحقائق أكثر.

نبحث عن الحقيقة

*"الرياض": البيان أشار إلى تحفظ الداخلية على كامل الأموال والممتلكات العائدة لهم فما حجمها ومن أين جاءت، وهل لها ارتباط بما يسمى بـ "غسيل الأموال" ونحو ذلك؟

- الأمير نايف: قد يكون ارتباطهم بذلك وارد وقد يكون لهم أمور أو أشياء أخرى، فهم لا بد أن لهم موارد مالية كونهم يملكون أموالاً طائلة، وهذه الموارد قد تكون منهم ومن غيرهم تساعدهم على ذلك، لكن لا يجب أن نسبق الحقائق أو نبني أمورنا على ظنون.. نحن نبحث عن الحقيقة ولا بد بعون الله أن نقولها في وقتها المناسب.

*"الرياض": كذلك أعلنتم سمو الأمير خلال اليومين الماضيين القبض على مجموعة من الشباب الممتهن نشر البيانات والمجلات والأفكار المنحرفة عبر الانترنت، تعليق سموكم على هذا الأمر وهل لدى الوزارة جهة معينة لمجابهة هؤلاء؟

- الأمير نايف: طبعًا نتابعهم، وهؤلاء يتعاملون من خلال الانترنت بأسلوب علمي وذكي ويدل على أنهم يعلمون أن هذا من جهات دربتهم على هذا الأمر، لكن بحمد الله كان لدى المختصين بوزارة الداخلية القدرة في الأمن المعلوماتي لأن يصلوا إلى هذه الحقائق ويكشفوها ويصلوا إلى الأشخاص الفاعلين فكل شيء بأيدينا الآن بحمد الله ونرجو أن يكون بأيدينا شيء أكثر ونحن نتوقع من خلال هذه القبضيات وهذه الأمور أن تكون الأمور جيدة بعون الله.

نصائح لأولياء الأمور

*"الرياض": في هذا الجانب بما تنصحون سمو الأمير أولياء الأمور ممن لا ينتبه إلى أبنائه الذين يتعاملون مع هذه التقنية؟

- الأمير نايف: تكررت النصائح كثيرًا وما زلنا نؤكد على أهمية هذا الأمر والانتباه له، وبطبيعة الحال هؤلاء ينقسمون إلى قسمين القسم المنفذ وهم من الشباب وهذه مسؤولية تقع على أولياء الأمور إنما القسم الآخر والأهم فهم الممولون والموجهون لهؤلاء وهم فيهم كبار سن وقد يكون لديهم مؤهلات علمية وعملية مما يوحي بأنهم على ارتباط بجهات أخرى فنكرر بهذا الجانب أن علينا أن ننتظر نتائج التحقيق التي ستكشف كامل الحقائق.

الإحالة إلى القضاء

*"الرياض": هناك من يطالب بالإسراع في إقامة حد القصاص ضد ممن قبض عليهم على خلفيات أعمال إرهابية سابقة لردع الباقين، تعليق سموكم، وهل كل من قبض عليه يندرج عليه حكم القصاص مباشرة؟

- الأمير نايف: نحن في هذا الأمر نقوم بإنهاء مهمتنا وتحقيقاتنا ونقدم ونرصد كامل الحقائق ومن ثم نحيلها إلى القضاء الشرعي، والقضاء هو الذي يحكم بهذا الأمر وهؤلاء سيحالون الى القضاء قريباً.

القبض على سعيد بن زعير

*"الرياض": هناك أنباء غير مؤكدة تشير الى القبض على المواطن سعيد بن زعير مامدى صحة ذلك سمو الأمير؟

- الأمير نايف: الخبر صحيح وهو أحد المقبوضين الأحد عشر المعلن عنهم القبض مؤخرًا ضمن البيان في المجموعة الأخيرة.

*"الرياض": اذًا هل نفهم سمو الأمير أن هؤلاء الأحد عشر المقبوض عليهم مؤخرًا منهم منظرون وممولون بشكل قوي؟

- الأمير نايف: كل هذا الأمر نتركه للتحقيقات.

المواجهة الفكرية

*"الرياض": سمو الأمير تحدثتم في اكثر من مؤتمر وحوار عن مواجهة الارهاب منها الأهم "المواجهة الفكرية" فكيف يمكن ان تكون هذه المواجهة؟

- الأمير نايف: هذا ما اقوله ولا أزال اقوله اذا لم يكن نشاطنا الفكري مساويًا للنشاط الأمني، فإن التضليل سيبقى موجودًا في الأذهان وسيساء فهم العقيدة الإسلامية وفهم الإسلام وستبقى الفرصة للإساءة والتشويه للإسلام كما يصدر من هؤلاء فلابد أن يصدر من اهل العلم من مشائخ وعلماء ومفكرين ما يدحض هذا الأمر ويبين الإسلام على حقيقته وهذا دور "الأمن الفكري".

* "الرياض": يكثر الطرح سمو الأمير بأن هناك علاقة للإرهاب بالاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال، فهل تكشف لكم ذلك؟

- الأمير نايف: لا نستطيع أن نؤكد هذا أو ننفيه لأنه قد يظهر لنا من خلال التحقيقات لكنه ما دام ان هؤلاء يستهينون بقتل الإنسان ويخالفون العقيدة الإسلامية فما اعتقد انهم يترددون في سلوك اي اسلوب للحصول على المال.

قضايا هيئة الأمر بالمعروف

* "الرياض": برز مؤخرًا متابعات عبر وسائل الإعلام لقضايا متعلقة "بجهاز هيئة الأمر بالمعروف" وعدد من القبضيات وأنه وجد معها أخطاء في ذلك وحدوث وفيات بسببها ما تعليق سموكم على ما صدر حيال ذلك؟

- الأمير نايف: يجب علينا أن نتمسك بالحقائق في هذا الأمر فالهيئة جهاز حكومي مثله مثل الأجهزة الأخرى وقد تقع منه أمور من تلك الأحداث، ولكن أن نجعلها امورًا مقصودة منهم فهذا خطأ، كما نعرف فإن رئاسة الهيئة مهتمة بهذا الأمر، وكذلك تساعدها الجهات المسؤولة في كل منطقة والأمر الذي قيل انها "تلك الوفيات" قد تكون لأسباب أخرى، ونحن نثق في هذا الجهاز أنهم لا يستعملون أمورًا تؤدي إلى الوفاة، ولكن بما أن ذلك في مرحلة التحقيق فستظهر الحقائق ونحن متأكدون مئة في المئة أن الجهات المسؤولة في الهيئة ومراجع الأفراد لا يقبلون هذا والدولة لا تقبل هذا الأمر، ليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدي إلى إيذاء الإنسان بجسده أو حياته أو معنوياته، لذلك سننتظر وسنتبين كامل الحقائق.

لكن يجب أن نستبعد تمامًا أن نوصم نصف الهيئة بهذا الأمر لأنه ليس بحقيقة، والهيئة جهاز حكومي والدولة تتابع أجهزتها فيها رجال يقدرون المسؤولية ومؤمنون بالله ويعرفون واجبهم فلا يمكن أن يقبلوا هذا الأمر، وإن حدث شيء فيجب أن نحصره على "خطأ أفراد" وليس جهازًا بأكمله.

التأهيل

*"الرياض" هناك من ينادي بإعادة النظر في إعادة تأهيل عضو الهيئة بالميدان، بألا يمارس العضو العمل الميداني إلا بعد تدريبه في ما يختص به؟

- الأمير نايف: هذه الأمور معالجة ولها تنظيم، ولكن قد تحدث بعض التجاوزات وهذا موجود في كل جهاز.

* "الرياض" مما يذكر أنه ينبغي ألا يباشر أعضاء الهيئة قضية ما إلا بعد التنسيق معكم في ما يتعلق بالجوانب الأمنية كالقبض على مروج مخدرات أو قضية هروب ونحوه؟

- الأمير نايف: نعم، هذا جانب مهم وهم لا يعملون بشيء من هذا إلا بعد موافقة الجهات الرسمية في إمارة المنطقة وبالتالي ينتقل الأمر إلى التعاون بين الهيئة وجهاز الشرطة.

* "الرياض" هل هناك دراسة لدمج هذا الجهاز مع وزارة الداخلية؟

- الأمير نايف: لا .. لا ليس هذا الأمر واردًا، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهاز قائم منذ أسست الدولة وركن من أركان الإسلام يجب أن يبقى ويجب أن يعزز ويطور ولعلنا نذكر أنه أنشئت دراسات ومقترحات في أحد المعاهد بإحدى الجامعات بأنه لا يلتحق أحد بجهاز الهيئة إلا بعد أن يأخذ دبلومًا من المعهد ودورات تؤهله للعمل بهذا الجهاز.

* "الرياض": سمو الأمير، هل من توجيهات من سموكم لأبنائكم الشباب وهم على مقربة من الصيف وهم يواجهون إجازة وفراغًا ينبغي شغله بالمفيد؟

- الأمير نايف: المسؤولية مسؤولية الجميع، كل بقدر استطاعته. فالمؤمل أن يقوم كلٌ بواجبه ولو قليل، فالقليل مع القليل كثير في الأسرة والمجتمع وينبغي ألا يهمل الآباء أبناءهم بحجة العجز، فالدولة تعينهم ولا يعتقد البعض أن الإبلاغ قد يضر ابنه، فالإبلاغ هو الأسلم لابنه لأني واثق أن من يقع في يد الدولة قبل أن يفعل شيئًا فهو ضمان له وأسلم؛ لأن الدولة ممثلة بجهاز وزارة الداخلية تعمل على إعادة هذا الإنسان إلى إنسان سوي فهذا أفضل لولي الأمر ان يترك ابنه حتى يقع في الخطأ هذا أمر يجب أن يكون مفهومًا تمامًا وقد نفذ على الأمر الواقع.

* "الرياض": سمو الأمير هل نفهم من ذلك أنكم قبضتم على أشخاص بتعاون من أولياء أمورهم وتمت إعادتهم وإطلاق سراحهم بعد إصلاحهم؟

- الأمير نايف: نعم قبض على أشخاص وشباب كانوا يحملون "الفكر الضال" وبعدما تسلمتهم الدولة ووزارة الداخلية صححت أفكارهم ومن ثم اطلق سراحهم وأعيدوا إلى مجتمعهم وأسرهم أسوياء ولا عبرة بأن يكون هناك واحد يعود للخطأ مرة أخرى؛ لكن المؤمل هو تعاون الجميع وهذا لا يعطل دور الأجهزة الأمنية أن تتجه نحو ما لدى الآخرين فهذا يضيف لهم قدرة إلى القدرات الموجودة نحو صلاح هؤلاء الشباب.

(أزمة لبنان والعراق)

* "الرياض" على الصعيد الدولي: المواجهة القائمة حالياً بين الجيش اللبناني ومن يسمون أنفسهم ب"فتح الإسلام" كشفت أنباء عن استسلام سعوديين من بينهم للسلطات اللبنانية فهل تلقيتم شيئاً من ذلك وهل ستطالبون بهم؟

- الأمير نايف: لم يأتنا شيء نعتمد عليه لا معلومة ولا اتصال من جهة رسمية.

* "الرياض": ما المؤمل والمخرج من الأزمتين القائمتين في دولتي العراق ولبنان، خاصة أن سموكم رئيس فخري لمجلس وزراء الداخلية العرب؟

- الأمير نايف: هذا أمر ليس بالسهولة من الممكن ان يعالجه وزراء الداخلية وحدهم فهذا أمر له جوانب سياسية وفكرية وله أعماق أخرى لا بد أن يعالج على مستوى القمة العربية وهذا لا يجعلنا أن نهمل الجوانب الأمنية ومهمتنا كوزراء داخلية أن نصل إلى الحقائق وأن نضعها أمام قياداتنا حتى نضيف إلى ما لديهم من حقائق.

* "الرياض": المراقبون يلحظون تطورًا في أداء الأجهزة الأمنية بالمملكة تجاه المواجهات الإرهابية إلى ماذا يعزو سموكم ذلك؟

- الأمير نايف: جاء ذلك بعد توفيق المولى سبحانه ثم الدعم والتوجيهات المستمرة والسديدة من قادة البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو نائبه ثم يقظة رجال الأمن وإحساسهم الديني ثم الوطني الجاد وهذا بحمد الله وبعون منه جاء بإرتفاع القدرة الفنية والبشرية مع الجهد المكثف والروح الوطنية أوصلت لهذه النتائج ولا شك أن يكون هذا قد حصل في كثير من البلدان، لكن الذي يتم الآن هو التعامل مع الإرهابيين ولكن التعامل مع من وراء الإرهابيين هو الشيء المفقود على المستوى الدولي ونحن نرى كأجهزة أمنية أنه اذا لم يكن هناك جهد دولي مشترك للوصول إلى منابع الإرهاب واجتثاثها فإن الإرهاب سيظل موجودًا.

*"الرياض": سمو الأمير المركز الدولي للإرهاب الذي طرحته المملكة في المؤتمر الدولي ماذا تم بشأنه؟

- الأمير نايف: للأسف إلى الآن لم يظهر أي شيء لتفعيله حتى على الصعيد الدولي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف