سوريا لا يمكنها قبول مقايضة إيران بالجولان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: لعل تصريحات وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما التي أطلقها الأسبوع الماضي في بيروت التي وصلها قادمًا من دمشق بعد أن التقى كبار المسؤولين السوريين، إنما تؤشر إلى أن المعركة السياسية في المنطقة تشتد وتستعر وكذلك إقترب استخدام الوسائل غير المشروعة في تلك المعركة .
فالمسؤول الإيطالي الرفيع عندما يتحدث عن مقايضة مع دمشق بالنسبة إلى مختلف الملفات في لبنان والعراق وفلسطين إنما كان يشير إلى أن السوريين ربما بالفعل تمكنوا من تحسين مواقعهم بعد أن كانوا منهكين مضطرين لأن يقبعوا في الزواية يتلقون الضربات.
وعلى الرغم من أن مصادر ايطالية مختلفة تحدثت عن محاولة التخفيف من وطأة تصريحات داليما التي ربما كانت تفتقر الى الدبلوماسية، إلا أن الضرر وقع وانكشف المستور ويبدو أن كل ما يجري إنما هو عبارة عن تدوير زوايا بإنتظار أن يتم الاتفاق على الصفقة الكبرى .
وفي الحقيقة إن تصريح داليما يأتي متطابقًا إلى حد كبير مع ما سربته الصحافة الإسرائيلية عن رسالة سرية وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي عبر رئيس الوزراء التركي إلى الرئيس السوري بشار الأسد، يبدي فيها استعداده للتنازل عن الجولان مقابل فك سوريا تحالفها مع إيران وحزب الله وحماس وهو أمر للمرة الاولى يطرح على دمشق بمثل هذا الوضوح، وهذا بالضبط ربما ما يقصده داليما من حديثه عن المقايضة أي الجولان مقابل انضمام دمشق إلى محور ((الاعتدال العربي )).
القضية اذا ما طرحت بهذا التبسيط فإنما يتم ظلمها لأنه ليس بهذه البساطة، فكل عرى تحالف صمد طويلا في وجه الكثير من العواصف ومستمر منذ نحو ثلاثين عامًا إلى أن وصل اخيرًا إلى درجة التحالف العضوي الذي لايمكن لدمشق أن تتخلى عنه لمجرد أنه عرض عليها الحصول على الجولان، لأنها تطمح في مرحلة ما إلى الحصول على أكثر من الجولان، فالنفوذ الاقليمي في لبنان والاقليم برمته قد يكون ثمرة صفقة متكاملة تشمل ايران طبعًا وحزب الله وحماس وهو أمر يعلم السوريون أنه ربما يكون واردًا بالنظر الى انسداد الأفق التاريخي الذي تعاني منه اسرائيل سواء على مستوى القيادة أو على مستوى المشروع الذي قامت عليه اسرائيل خصوصًا في ظل تحديات كبيرة تفرض على اسرائيل من قبل اطراف تستنزف الجيش الاسرائيلي مثل حزب الله وحماس .
الكلام الذي تحدث عنه وزير الخارجية الإيطالي هو كلام دقيق يترجم ما يجري العمل بشأنه من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ولكن يبدو أن هناك كلام آخر بات مسموعًا في العالم غير الكلام الأميركي والأوروبي .