كثير من العنف .. قليل من الاهتمام بانتخابات الشورى المصري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غياب تام للمعارضة والنساء .. وحضور مكثف للأمن والإخوان
كثير من العنف .. قليل من الاهتمام بانتخابات الشورى المصري
نبيل شرف الدين من القاهرة: كثير من العنف والشكاوى، قليل من اهتمام القطاع الأكبر من المصريين بالأمر، هكذا بدت انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى في مصر حتى غلق صناديق الاقتراع، وقد شهدت الساعات الأولى للاقتراع بدايةً داميةً، حيث قتل مواطن وأصيب أربعة آخرين في إطلاق نارٍ بين أنصار مرشح تابع للحزب الحاكم وآخر مستقل بمحافظة الشرقية شمال شرق القاهرة، كما قدم نائب برلماني ينتمي لجماعة "الإخوان المسلمين" شكوى إلى الجنة العليا للانتخابات ضد أجهزة الأمن التي اتهمها بالاعتداء بالضرب على نجله، ومنعه من المرور على مقار الاقتراع، فضلاً عن عشرات الشكاوى الأخرى التي تحدث خلالها مرشحو جماعة "الإخوان" عما وصفوه بانتهاكات واسعة شهدتها الانتخابات.
واتسمت المنافسة بقدر من السخونة في بعض الدوائر الانتخابية، على الرغم من مقاطعة أحزاب المعارضة الرئيسية لتلك الانتخابات التي تجري على 77 مقعدًا بعد فوز 11 بالتزكية من مجمل مقاعد مجلس الشورى البالغ عددها 264 مقعدًا، في حين سيُعين الرئيس المصري 44 عضوًا آخرين.
وبدت أجواء الانتخابات متفاوتة من حيث السخونة، فبينما تمكنت ـ كعادتها ـ جماعة الإخوان من حشد ناخبيهم وفق ترتيب ونظام محكم، وبالمقابل حشد أنصار الحزب الوطني (الحاكم) ناخبيه وسط هتافات ولافتات تحمل تأييداً للرئيس المصري، مما يعكس حالة استقطاب حادة داخل المجتمع المصري بين فصيلين هما "الإخوان المسلمون"، والحزب الوطني (الحاكم) الذي طالما وجهت إليه اتهامات بتداخله مع مؤسسات الدولة، واستغلالها لصالح مرشحيه في كل الانتخابات التي شهدتها مصر منذ إقرار التعددية الحزبية في البلاد .
إقبال متواضع
ومن خلال جولة على عدد من مراكز الاقتراع في القاهرة، فقد اتضح أن الإقبال متواضع للغاية، ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الاثنين المقبل في حالة الإعادة فيما ينتظر أن يصدر قرار جمهوري بتعيين 44 عضوا عقب إعلان النتيجة الرسمية النهائية في وقت لاحق. وقالت مصادر أمنية إن المواطن أحمد عبد السلام غانم وهو من مؤيدي المرشح المستقل محمد ضياء محمود بمحافظة الشرقية لقي حتفه في اشتباك مع مؤيدي مرشح ينتمي للحزب الوطني (الحاكم)، وتجدر الإشارة إلى أنه ليس لجماعة الإخوان المسلمين مرشحون في الدائرة ولا صلة لها بالواقعة.
وتقدَّم لهذه الانتخابات 665 مرشحاً، من بينهم 19 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، بينما تقدَّم الحزب الوطني الحاكم بـ109 مرشحين، والباقي من مرشحي الأحزاب الصغيرة والمستقلين؛ حيث قرَّرت أحزاب المعارضة المصرية الرئيسية مقاطعة هذه الانتخابات؛ فتأكدت عدم مشاركة أحزاب الوفد والتجمع والناصري في هذه الانتخابات، بينما حرصت أحزاب أخرى صغيرة على المنافسة؛ حيث دفع حزب التكافل بـ26 مرشحًا من بينهم ست سيدات في الانتخابات، كما رشَّح الحزب الجمهوري الحر 22 مرشحًا، وحزب الشعب بمرشحٍ واحد فقط.
وتجري انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الشورى المصري كل ثلاث سنوات على 88 مقعداً من إجمالي 264 نائباً، ينتخب منهم 176 عضواً بالاقتراع الشعبي، فيما يعين رئيس الجمهورية ثلث أعضائه (88 عضواً) وكان الرئيس حسني مبارك قد عين عددا من قادة أحزاب المعارضة، منهم رفعت السعيد رئيس حزب التجمع اليساري، ومحمد سرحان نائب رئيس حزب الوفد اليميني.