أخبار

قلق وترقب في القرى الكردية العراقية المجاورة لتركيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك



كيسته-انقرة: يسود القلق والترقب القرى الواقعة في اقصى الطرف الشمالي من اقليم كردستان العراق المجاورة لتركيا بسبب "قصف شبه يومي" يستهدف مواقع حزب العمال الكردستاني المنتشر هناك، بحسب سكان.

ويقول عبد الرحمن محمود (58 عاما) من قرية كيسته التي تبعد مسافة ثلاثة كلم عن الحدود مع تركيا ان "المدفعية التركية تقصف بشكل شبه يومي، وفي الليل احيانا، عدة اماكن الامر الذي ارغم معظم السكان على الانتقال الى مناطق آمنة". واضاف محمود المسؤول عن اسرة من سبعة افراد تعتاش من تربية النحل ان "القصف حرمنا من ممارسة اعمالنا".

واكد ان "السكان لا يقدمون المأوى لعناصر العمال الكردستاني ولا احد يساعدهم فهم يحصلون على حاجياتهم من تركيا عبر الحدود" معتبرا ان ما تقوم به تركيا "مجرد ذريعة لاجتياح اقليم كردستان". واوضح محمود "انهم (عناصر العمال الكردستاني) مسلحون لا نستطيع منعهم فهم يتجولون بكل حرية وقد يقتلون من يعترضهم".

وبادر عدد كبير من سكان المناطق الحدودية مع تركيا الى ابعاد اسرهم وفضل الرجال البقاء للاعتناء بمزارعهم او تربية النحل والاغنام او اعداد الفحم وسط قصف شبه يومي للمدفعية التركية، بحسب هؤلاء. وشوهدت اثار القصف في مناطق حدودية كثيرة وكذلك قذائف غير منفجرة والحرائق التي يخلفها في الجبال.

وكان مسؤول في قوات البشمركة (ميليشيا كردية عراقية) اكد في التاسع من الشهر الحالي ان "المدفعية التركية قصفت قرى تابعة لقضائي زاخو والعمادية في محافظة دهوك وهي باتوفا وكشان بالقرب من نهر هزل وملا خان تيلي وكيسته ونزوري وسهل نخي عند الحدود مع تركيا".

وقدم العراق احتجاجا رسميا لدى السلطات التركية على قصف هذه المناطق. ويؤكد سكان في زاخو (495 كم شمال بغداد)، كبرى مدن محافظة دهوك، ان "اضرارا جسيمة" لحقت بمزارعهم وخصوصا في كاني ماسي في برواري بالا.

من جهته، يقول رمضان ميرمح (55 عاما) من نزوري التي تبعد مسافة اربعة كم عن الحدود مع تركيا ان "جميع سكان قريتنا هجروها خوفا من القصف المستمر" مشيرا الى ان "القرية تضم حوالى ستين منزلا اعيد اعمارها من قبل منظمة اميركية بعد عام 1991 لكنها خاوية الان".

ويضيف ميرمح بحزن وهو يرتدي الزي الكردي "على الحكومة العراقية وضع حد لهذا القصف عبر حوار مباشر مع الحكومة التركية" كما طالب "واشنطن بحمايتنا من مدافع انقرة". واكد ان "المزارعين يقومون بري اراضيهم بين حين واخر بشكل سريع خوفا من سقوط مفاجئ للقذائف خصوصا وان ثمار الفواكه من خوخ وغيره بدات تنضج".

وقد اعلن الجيش التركي الاسبوع الماضي اقامة ثلاث مناطق امنية موقتة من 9 حزيران/يونيو حتى 9 ايلول/سبتمبر في جنوب شرق البلاد في اطار عملية واسعة النطاق ضد متمردي حزب العمال الكردستاني.

وتشير معلومات هيئة اركان الجيش التركي على الانترنت الى ثلاث مناطق جبلية في سيرت وسرناك وهكاري القريبة من الحدود مع العراق.
وعززت تركيا بشكل كبير قواتها عند الحدود العراقية واجرت مناورات على الخط الفاصل ما اثار تكهنات باحتمال التوغل في شمال العراق للسيطرة على معسكرات المتمردين الاكراد الاتراك فيه.

وتؤكد انقرة وجود حوالى 3500 من عناصر حزب العمال الكردستاني في العراق. وينشر الجيش التركي حاليا 1500 جندي على مسافة كيلومترات عدة من الاراضي العراقية لمنع تسلل المتمردين في منطقة حدودية وعرة المسالك يسهل التسلل عبرها وتمتد على مسافة 384 كلم.

وقبل الوصول الى اخر نقطة حدودية، تحذر قوات البشمركة من حرس الحدود العابرين من المخاطر جراء القصف. وتوجد في هذه المنطقة عناصر لحزب العمال الكردستاني.ويقول احد عناصر الحزب معرفا عن نفسه باسمه الحركي "هفال باكور" ان "تركيا تريد نشر الفوضى في المنطقة لان وجود خمسة الاف عنصر من الحزب لا يحتاج الى 250 الف جندي وهذا ما فعلته تركيا".

واضاف ان "انقرة لا تريد ضربنا انما ترغب في اجهاض مكاسب حكومة اقليم كردستان العراق وهدفهم ليس نحن لاننا مجموعات تنتهج حرب العصابات وليست هناك جبهات نظامية لنا لكي تهاجمنا تركيا".

وينفي ان يكون الحزب يهاجم تركيا انطلاقا من العراق مؤكدا "لم نهاجم تركيا انطلاقا من كردستان العراق لاننا نعلم انه في حال انطلاقنا من هنا لمهاجمتها فانها ستلحق الضرر بسكان القرى".

ويتابع هفال ان "هجماتنا تنفذ داخل المدن التركية في انقرة واسطنبول اما الجبال فنعتبرها اماكن لحماية انفسنا وليس قاعدة للانطلاق منها".واجاب ردا على سؤال حول استعداداتهم اذا هاجمتهم تركيا "لا نملك التكنولوجيا التركية في الاسلحة لكننا مستعدون روحيا ونفسيا وهذا الاهم (...) نضرب العدو عندما تحين الفرصة".

ويقاتل حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا منظمة ارهابية، منذ 1984 للحصول على استقلال منطقة جنوب شرق الاناضول ذات الغالبية الكردية الامر الذي اسفر سقوط 37 الف قتيل. وتتهم انقرة اكراد العراق بغض الطرف عن المتمردين الاتراك وحتى بدعمهم.

اردوغان يؤكد معارضته توغل الجيش التركي في العراق

من جهته اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء معارضته لعملية عسكرية تركية في شمال العراق للقضاء على قواعد المتمردين الاكراد مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، مجازفا بذلك باثارة استياء المؤسسة العسكرية.

وتساءل اردوغان "هل انتهت المعركة داخل البلاد لنهتم الان بالعراق؟ هل تم القضاء على الارهابيين ال5000 في جبال تركيا لنتولى امر ال500 الاخرين اللاجئين في العراق؟".وكان اردوغان يتحدث قبل ساعات من اجتماع للقادة السياسيين والعسكريين الاتراك حول التدابير الواجب اتخاذها ضد الانفصاليين الاكراد الذين كثفوا هجماتهم في تركيا قبل الاستحقاق الرئاسي المقرر في 22 تموز/يوليو.

وقال رئيس الوزراء انه كشف هذه الارقام على سبيل "المثال". وبحسب مصادر عسكرية قد يكون حوالى 3800 متمرد لجأوا الى العراق وحوالى الفين الى الجبال التركية.واعتبر اردوغان ان عملية عسكرية تركية في العراق "اخر ما يجب التفكير والقيام به"، مشيرا الى انه يجب اولا اللجوء الى الحوار. لكنه لم يغلق الباب تماما امام تدخل عسكري تركي. وقال "اذا تبين ان هذا الامر ضروري فلن يتم كشفه على الملأ"، داعيا في المقابل الصحافة التي افردت صفحاتها منذ ايام لهذا الموضوع بتحمل مسؤولياتها.

ولم يستبعد ان يقوم نظيره العراقي نوري المالكي بزيارة تركيا قريبا لدراسة الوضع. ومنذ نيسان/ابريل، يلح الجيش على الحكومة لاعطائه الضوء الاخضر لشن عملية عبر الحدود ضد المتمردين في الجبال شمال العراق الذين يمدون ناشطي حزب العمال في تركيا بالذخائر والمتفجرات كما حصل في التسعينات. ويشن الجيش التركي حاليا عمليات في شرق وجنوب شرق الاناضول ضد حزب العمال الكردستاني.

واليوم باتت الفصائل الكردية خلافا للحقبة الماضية موحدة وهي حليفة قوات الاحتلال الاميركية في العراق. ويعارض الاكراد والاميركيون تدخلا تركيا قد يودي بحسب قولهم الى زعزعة المنطقة الاكثر استقرارا في العراق.

ودعا الامين العام لحلف شمال الاطلسي الثلاثاء تركيا العضو في الحلف، الى التحلي ب"اقصى درجات ضبط النفس" في ما يتعلق بشمال العراق. وقال ياب دي هوب شيفر للصحافيين في ختام لقائه وزير الخارجية التركي عبد الله غول ان "الحلف الاطلسي متضامن بالكامل" مع تركيا، وآمل ان يتم ايجاد حل مع التحلي باقصى درجات ضبط النفس".

غير ان الحكومة التركية تبدو حتى الساعة متمسكة بحل هذه الازمة دبلوماسيا، عبر الولايات المتحدة والحكومة العراقية. الا ان انقرة اعربت عن خيبتها لعدم تحرك واشنطن او بغداد ضد المتمردين الاكراد.

وحمل حزب العمال الكردستاني الثلاثاء الجيش التركي مسؤولية ارتفاع وتيرة اعمال العنف واعلن انه سيوقف نشاطاته في حال قام الجيش بالمثل.وذكرت وكالة انباء "فرات" المؤيدة للاكراد ان الحزب قال في بيان "حصل تصاعد ملحوظ في عمليات (الجيش) على الرغم من سريان وقف اطلاق النار الذي اعلناه من جانب واحد في الاول من تشرين الاول/اكتوبر 2006".وتزايد نشاط الانفصاليين في الاسابيع الماضية منذ بداية الربيع وقتل في المعارك منذ مطلع السنة 50 جنديا و74 متمردا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف