نصر لحماس ومأساة للفلسطينيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: الاشتباكات الدامية في غزة وتداعياتها احتلت مساحة كبيرة في جميع الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة الخامس عشر من يونيو/حزيران. فيما عدا صحيفة التايمز خصصت الصحف الاخرى مساحات متنوعة على صفحاتها الاولى للاوضاع في غزة ونشرت صورا للمقاتلين من حركتي فتح وحماس.
الصفحة الاولى لصحيفة الاندبندنت جاءت بأكملها على شكل علم فلسطين بألوانه الاسود والابيض والاخضر والاحمر.
فوق الجزء الاسود من العلم كتبت كلمات: نصر لحماس، وفوق الشريط الاخضر كتبت كلمات: ولكن مأساة للشعب الفلسطيني، وفي المنتصف صورتان للاوضاع في غزة.
صحيفة الديلي تليجفراف نشرت شريطا رفيعا تحت اسم الصحيفة مباشرة كتب عليه: غزة مشتعلة، ولادة دولة إسلامية متشددة جديدة.
صحيفة الفايننشال تايمز نشرت صورة طولية لمقاتلين من حماس مدججين بالسلاح في شوارع غزة وجاء العنوان فوق الصورة: أزمة غزة..انهيار ائتلاف.
صحيفة الجارديان نشرت تقريرا على معظم صفحتها الاولى تحت عنوان: حماس تعلن النصر وتحته صورة كبيرة لمسلحي حماس خلال سيطرتهم على مقر الامن الوقائي التابع لفتح.
وقالت الصحيفة إن نضال الفلسطينيين من أجل دولة مستقلة بات في مهب الريح بعد سيطرة مسلحي حماس على قطاع غزة واستبعاد وقتل خصومهم في فتح وإعلان حكم إسلامي على أعتاب دولة إسرائيل. وتابعت الصحيفة تغطيتها للقضية في الصفحتين الرابعة والخامسة وقالت إن الامم المتحدة درست إمكانية إرسال قوة دولية لحفظ السلام في غزة لمنع نشوب حرب أهلية فيها.
وطالبت مصر بعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية، لكن دبلوماسيين أقروا بأن خيارات التحرك أمام الدول العربية محدودة، بحسب الجارديان.
صحيفة التايمز نشرت رسما كاريكاتيريا ظهر فيه مسلح مقنع يطلق النار في أحد شوارع غزة ولكنه يوجه فوهة بندقيته نحو وجهه وهو يضغط على الزناد.
"جيل من الاسلاميين"
وتناولت التايمز تطورات الاوضاع في غزة على صفحتين داخليتين ووصفت لحظات دخول عناصر حماس أحد المقار الامنية التابعة لفتح حيث وضعت صورة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في القمامة كما هو الحال مع ميراثه العلماني الذي اكتسحه جيل جديد من المقاتلين الاسلاميين. وحمل المقال عنوان "مسلحو فتح لجئوا إلى قائد تركهم بدوره يقاتلون دون أوامر".
ونسبت الصحيفة لقائد عسكري تابع لفتح في نابلس قوله إن مقاتليه اختطفوا 90 من نشطاء حماس وإن مرحلة الخطف انتهت وستبدأ مرحلة القتل. وأضافت التايمز إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يواجه إمكانية انهيار سلطته، يواجه تحديا جديدا من داخل صفوف فتح بالضفة الغربية.
حيث تعهد مقاتلو فتح الغاضبين، الذين اتهموا عباس بالاخفاق في دعمهم، بالانتقام من حماس بأنفسهم، بحسب الصحيفة.
وانتقد بعض السياسيين في فتح علنا موقف عباس وعدم تحركه السريع إزاء ما يحدث في غزة، بحسب التايمز التي نسبت لناصر جمعة، عضو البرلمان عن نابلس، قوله "إنني غاضب منه، إنه لم يصدر أوامره المباشرة لاي شخص في هذه الازمة. وها هي غزة قد ضاعت".
وقد أصدر عباس أوامره للحرس الرئاسي التابع له بمواجهة حماس في غزة لكن ذلك جاء متأخرا بعد أن فقد مقاتلو فتح زمام المبادرة والتحرك، بحسب الصحيفة.
"غزة تسقط في أيدي المتشددين"
صحيفة الفايننشل تايمز وتحت هذا العنوان قالت إنه رغم انتصار حماس في معركة غزة فإنه قد يثبت أنه لا قيمة له.
وقالت الصحيفة إن رسالة حماس التي بثتها بعد انتصارها في غزة كانت واضحة وجاءت على لسان اسلام شهوان، المتحدث العسكري للحركة حيث قال "نبلغ شعبنا أن الحقبة الماضية قد انتهت ولن تعود وأن عهد العدالة والحكم الاسلامي قد بدأ".
وفي تفسيرها لاسباب ما حدث قالت الفايننشل تايمز إن حماس ظلت تتصرف وكأنها في المعارضة حتى بعد أن وصلت للسلطة العام الماضي حيث ألقت باللوم على فتح وأعداء خارجيين في اخفاقات حكومتها.
كذلك فإن فتح، التي خرجت من السلطة لاول مرة، وجدت نفسها في حالة إنكار لما بعد الانتخابات وتصرفت وكأنها لا تزال في السلطة وحولت اهتمامها من القاعدة الشعبية إلى توسيع أجهزة الامن معتقدة أنها مفتاح القوة، بحسب الصحيفة.
وخلصت الفايننشل تايمز إلى القول إنه ربما باتت حماس الان تسيطر على قطاع غزة، لكن ماذا بعد؟ فالقطاع يعتمد بشكل هائل على المساعدات الخارجية التي تأتي من مانحين يرفضون أي اتصال بحماس. كما أنها تسيطر الان على الحدود مع إسرائيل التي لا تعترف بوجودها.
"الاصوليون يهددون إسرائيل"
صحيفة الديلي تليجراف نشرت تقريرا تحت عنوان "الاسلاميون الاصوليون يهددون إسرائيل الان من كل الجهات". وقال كاتب التقرير كون كوفلين في بداية تقريره "مرحبا بك في جمهورية حماس-ستان الاسلامية التي يتعين على كل امرأة فيها أن تلبس النقاب والتي يحظر فيها كل آثار الثقافة الغربية الفاسدة من موسيقى البوب إلى مقاهي الانترنت".
وأوضح الكاتب أنه يبدو أن تأسيس دويلة إسلامية في غزة هو النتيجة الاكثر ترجيحا بعد سيطرة حماس عليها.
وقال الكاتب إن حماس لا تخفي أبدا حقيقة أن معظم تمويلها المالي والعسكري يأتي من إيران التي قال إن الحرس الثوري بها هو الذي يدرب مقاتلي حماس في معسكرات في لبنان وإيران.