أردنييون من الـ 67 دافعوا ببسالة عن القدس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وساعد المواطنون في المنطقة الذي كانوا يعيشون بين الأمل والدموع، وخطر التهجير من جديد، في دفن الجنود الثلاثة، الذي تم على وجه السرعة. ويقول أبو اعمر الذي يعتبر نفسه مسؤولا أخلاقيا عن القبور الثلاثة المهملة الان "عرفنا بان الثلاثة قاتلوا ببسالة، واوقعوا خسائر في صفوف الجنود اليهود المتحصنين في المستوطنات المحيطة بالقدس مثل رمات راحيل وتل بيوت".
ويشير أبو اعمر، بان عائلته وسكان المنطقة اهتموا بقبور الجنود الثلاثة الذين ينحدرون من مدينة الكرك الأردنية، واعتبروهم مثل أبناءهم. وكانت عائلة أبو اعمر، تسكن في جبل القطمون بالقدس الغربية، لدى سقوط الجبل في عام 1948 بيد العصابات الصهيونية التي كانت تقاتل الجيوش العربية، وتحولت المنطقة الآن إلى حي إسرائيلي يسكنه أثرياء اليهود.
وخلال السنوات الماضية، وكما يذكر أبو اعمر، وصل وعلى فترات متباعدة أناس اهتموا بأمر القبور الثلاثة، ومن بينهم شخص قدم نفسه على انه الضابط الذي كان مسؤولاً عن الجنود الثلاثة، والذي قام بدفنهم. وحسب أبو اعمر فإن هذا الضابط الذي وصل المكان زائرًا في الظروف التي أعقبت اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، طلب من أبي اعمر أن يدله على مكان القبور الثلاثة، ففعل، حيث قرأ الضابط الفاتحة على أرواحهم وتحدث عن ما اسماها بطولات الجنود الثلاثة في دفاعهم آنذاك عن "عروبة القدس"، ولكنها كما قال الضابط لابي اعمر كانت بطولات فردية، لذا فإنها لم تصمد أمام الجيش الإسرائيلي النظامي الذي كان لديه القرار السياسي بالاستيلاء على القدس.
وغادر الضابط وهو يدعو لجنوده الثلاثة الذين سقطوا شبانًا من اجل القدس، ويتحسر على وضع القدس والأراضي المحتلة.
ليفني: إتفاق السلام مع سوريا يجب أن يأخذ دورها الإقليمي بالإعتبار ويقول أبو اعمر، بأنه قبل نحو عشر سنوات، وصل إلى المكان السياسي الأردني عبد الهادي المجالي، الذي كان آنذاك رئيسًا لمجلس النواب الأردني، مع وفد مرافق له، ودلهم أبو اعمر على القبور الثلاثة.
وبعد أن قرأ المجالي ومرافقوه الفاتحة على الشبان الثلاثة، غادروا المكان. ويقول أبو اعمر "خلال السنوات الماضية، لم تبد أية جهة اهتمامًا حقيقيًا، بالقبور الثلاثة، كنا نريد ان يتم وضع سور حول القبور، وشواهد وأمور مشابهة". وعمد متطوعون من الشبان الفلسطينيين، قبل سنوات إلى تنظيف المكان، وبناء سلسلة حجرية حول القبور، إلا أن سلطات الاحتلال هدمتها.
وقبل أشهر واجهت القبور خطرا حقيقيا، عندما شرعت سلطات الاحتلال ببناء مقاطع من الجدار العازل حول القدس، وشارع واسع للمستوطنين، بالقرب من القبور الثلاثة، وارادت هذه السلطات إزالة القبور وتسويتها بالأرض، ليسير الشارع فوقها. ويقول أبو اعمر "تصدينا للجرافات الإسرائيلية، واعتصمنا في المكان، وتحدثنا مع الضابط الإسرائيلي المسؤول وأخبرناه بان هذه قبور إسلامية، ينتمي المدفنون فيها لدولة ترتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل، وان هدمها سيعرض هذه المعاهدة للخطر".
ولكن يبدو أن هذه الفصائل آخر ما يهمها من يطلق عليهم أبو اعمر "أبطالنا"، وفي الذكرى الأربعين للاحتلال، سيرت هذه الفصائل مسيرات، لم تحظى بمشاركة جماهيرية، بسبب ما يقال عن عدم ثقة الجمهور الفلسطيني بفصائله، وعلى بعد بضعة كيلو مترات من القبور، انطلقت مسيرة يوم 5 حزيران (يونيو) الجاري، بعد أن تأخرت بسبب إصرار نشطاء أحد الفصائل على رفع عملهم الخاص مما آثار حفيظة بقية المشاركين، وأدى إلى وقوع شجار، تم احتواؤه في اللحظة الأخيرة.
ويقول أبو اعمر الذي لا ينتمي إلى أي من الفصائل الفلسطينية "واضح انه بعد أربعين عامًا على الاحتلال، لم نتعلم الدروس التي ينبغي تعلمها بعد، وما زالت بنادقنا توجه إلى صدور بعضنا البعض".
ويضيف "انظر إلى القبور الثلاثة، والجدار والشارع الاستيطاني بجانبها، والى الأراضي خلف التي تم اقتطاعها خلف الجدار، إنها تلخص الإجراءات الإسرائيلية خلال أربعين عامًا ضد أرضنا، ولكن لا أحد يريد أن يفهم من هو العدو الحقيقي".