أخبار

رئيس الوزراء السابق يمثل موريتانيا في مفاوضات الصحراء

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سكينة اصنيب من نواكشوط: اختير رئيس الوزراء السابق سيدي محمد ولد بوبكر ليمثل موريتانيا في المفاوضات التي ستجري يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين بين المغرب وجبهة البوليساريو من أجل تسوية نهائية لقضية الصحراء.

البوليساريو مستعدة للموافقة على اي خيار للصحراويين وتعتبر موريتانيا معنية بهذا النزاع بعد أن تنازلت عن نصيبها في الصحراء الغربية التي تقاسمتها مع المغرب اثر انسحاب الاستعمار الاسباني. ورغم أن نواكشوط تعترف بـ"الجمهورية الصحراوية" منذ عهد محمد خونه ولد هيداله (1979-1984) إلا أن علاقتها بالرباط ظلت متميزة منذ عهد ولد الطايع مرورا بالمرحلة الانتقالية ووصول الى عهد الرئيس الجديد سيدي ولد الشيخ عبد الله، وتعتبر العلاقات الموريتانية المغربية الأفضل والأكثر استقرارا من بين العلاقات التي تجمع البلدين بباقي دول المغرب العربي.

وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا في الثلاثين من أبريل (نيسان) الماضي إلى التفاوض بدون شروط مسبقة حول مستقبل الصحراء تحت اشراف الامم المتحدة، ودعا في قراره الذي يحمل رقم 1754 المغرب وجبهة البوليساريو الى "البدء بمفاوضات من دون شروط مسبقة من اجل التوصل الى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين"، وعلى قاعدة الأخذ باعتبار التطورات التي شهدتها القضية خلال الأشهر الأخيرة، في إشارة لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب و"مشروع سلام" الذي اقترحه البوليساريو.

ويؤكد مراقبون موريتانيون أن مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب يشكل قاعدة للمفاوضات وللحل المرتقب لانهاء أطول نزاع في القارة الافريقية، ودعوا الأطراف المعنية الى "عدم تضييع الفرصة وتحكيم العقل والأخذ بمصلحة الشعب الصحراوي الذي يعاني الأمرين في المخيمات ومصلحة الشعوب المغاربية التي تتطلع لبناء مغرب عربي مزدهر وناجح".

وسيشارك المغرب في المفاوضات التي ستجري يومي 18 و19 يونيو الجاري بمانهاست بضاحية نيويورك بوفد هام يتكون من شكيب بنموسى وزير الداخلية، والطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، وفؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب بالداخلية، وخليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، والمصطفى الساهل الممثل الدائم للمغرب لدى الامم المتحدة.

وقالت الرباط أنها ستشارك في هذه المفاوضات التي تنعقد بدعوة من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وطبقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1754 الذي يدعو الأطراف إلى اجراء مفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي لقضية الصحراء، بـ"حسن النية والتزام سياسي أكيد وصادق من أجل تنفيذ فعلي للقرار".

ويتولى المسؤولون المغاربة الذين سيشاركون في هذه المفاوضات تدبير وتسيير ملف الصحراء، كما شارك هذا الوفد في الحملة الدبلوماسية التي أطلقتها الرباط لشرح مضامين مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لانهاء النزاع في الصحراء.

وستشارك البوليساريو التي تنادي باستقلال الصحراء عن المغرب في المفاوضات بوفد يتكون من أربعة أعضاء يترأسهم المحفوظ علي بيبا عضو القيادة الوطنية للجبهة ورئيس البرلمان الصحراوي، وإبراهيم غالي ممثل البوليساريو بإسبانيا، ومحمد خداد منسق الجبهة مع بعثة الأمم المتحدة في الصحراء، وأحمد البوخاري ممثل البوليساريو لدى الأمم المتحدة.

واضافة الى المغرب والبوليساريو تشارك في المفاوضات الجزائر وموريتانيا كطرفين معنيين بالنزاع في الصحراء، والأمم المتحدة كراعية، وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة كمراقبين.

ويقضي المشروع المغربي بتخويل المحافظات الصحراوية حكما ذاتيا في نطاق سيادة المغرب ووحدته الترابية، لكن جبهة البوليساريو رفضت المشروع المغربي، وقدمت مشروعا لحل لمشكلة الصحراء كرد على مشروع الحكم الذاتي أطلقت عليه اسم "مشروع سلام" يعد بتقديم الجنسية الصحراوية إلى جميع المغاربة المقيمين بالمناطق الصحراوية، كما يعد بالحفاظ على مصالحهم في المنطقة، وبتقسيم الخيرات الطبيعية مع المغرب، وبالسماح بإنشاء قاعدة عسكرية مغربية في الصحراء الغربية.

وكانت جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، قد بدأت قتال الاحتلال الإسباني للصحراء الغربية عام 1973، وبعد انسحاب إسبانيادخلت في صراع مع كل من المغرب وموريتانيا قبل أن تنسحب الأخيرة عام 1979 لينحصر النزاع على الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو.

الى ذلك قال محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو أن ضم موريتانيا للجزء الجنوبي من الصحراء بعد انسحاب اسبانيا منها كانت "خطأ كبير" تم تداركه بانسحاب موريتانيا عام 1979.

وحذر محمد عبد العزيز من أن الفشل في حل القضية خلال المفاوضات التي ستجرى هذا الشهر قد يُزعزع استقرار شمال أفريقيا، ويشعل مُجدداً الكفاح المُسلح للجبهة، وأكد أن المفاوضات بين الطرفين ستبدأ في الأمم المتحدة في 18 يونيو الجاري، وقال إن البوليساريو تواجه "ضغوطاً هائلة"، للخروج بنتائج من جانب أنصارها، الذين خابت آمالُهم بسبب رفض المغرب السماح لهم بالتصويت في استفتاء على تقرير المصير الذي يخير الصحراويين بين الاستقلال، أو الاندماج مع المغرب، أو الحكم الذاتي.

وفي اسبانيا قالت صحف اسبانية أن مدريد التي استقبلت مؤخرا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس وبحثت معهما قضية الصحراء الغربية، عبرت عن رغبتها في المساهمة في تطورات هذا الملف لإيجاد حل نهائي يكون مرضيا للجميع، وتدعم اسبانيا التي ستشارك في المفاوضات بضفة مراقب الى جانب فرنسا الولايات المتحدة، مشروع الحكم الذاتي المقترح من طرف الرباط.

وتعول السلطات المغربية بشكل خاص على فرنسا واسبانيا لدعم مشروع الحكم الذاتي لإنهاء هذا النزاع الذي بدأ بعد انسحاب اسبانيا من الصحراء الغربية سنة 1975.

وربط المحللون بين اقتراب موعد بدأت المفاوضات ولقاءات وزير الخارجية المغربي محمد بنعيسى مع عدد من المسؤولين المعنيين بملف الصحراء حيث قام بنعيسى بزيارة مفاجئة لنواكشوط وسلم رسالة خطية من العاهل المغربي محمد السادس الى الرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبد الله، كما زار باريس والتقى بمسؤولين فرنسيين وفي مقدمهم نظيره برنار كوشنير.

وكان وفد مغربي قد عرض لدى زيارته 32 دولة في فبراير الماضي الخطوط العريضة لمشروع الحكم الذاتي للصحراء الغربية وأثنت أغلب هذه الدول على الجهود الحثيثة التي يبذلها المغرب من أجل ايجاد حلول سلمية للنزاع حول الصحراء، وأعلنت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقضي بتخويل الأقاليم الجنوبية للمغرب حكما ذاتيا في نطاق سيادة المملكة ووحدتها والترابية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف