مشردو العراق يبنون الآلاف من مخيمات القش بصحاري النجف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
البحرين: تواصل المسيرات المنددة بتفجيرات المرقدين بغداد، العراق: بدأ العراقيون المشردون الذين فرّوا من منازلهم بسبب أحداث العنف الطائفي التي تعصف بالبلاد في إنشاء مخيماتهم اليدوية داخل البلاد، فيما يعد مؤشرا خطيرا على تعاظم مشكل المشردين والنازحين واللاجئين. وقال رئيس وحدة دعم العراق لدى المفوض السامي للاجئين أندرو هاربر إنّ المشردين داخل العراق هم بصدد إنشاء تلك المخيمات لأنّهم لم يستطيعوا إيجاد مأوى آمن لهم لدى أقاربهم وأصدقائهم وأنه تمّ طردهم من الساحات العمومية والمباني الحكومية في مدن وقرى العراق.
وقال هاربر لـCNN "وأخيرا بدأنا نشهد إقامة مخيمات داخل العراق." ويعدّ النزوح العراقي أسوأ أزمة سكانية يعيشها الشرق الأوسط منذ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948.
وترجّح التقارير أنّ 2.2 مليون عراقي لجؤوا إلى الدول المجاورة، فيما أعيت مليونين آخرين الحيلة فتشرّدوا داخل وطنهم. وتزايدت حركة المشردين داخل العراق مع انتقالهم في مجمل مناطقه بحثا عن لجوء آمن، وهو ما شهد ذورته مع تفجير قبة الإمامين الهادي والعسكري في سامراء العام الماضي والذي تكرر قبل أيام.
وبدأ وجود المشردين هنا وهناك في زيادة الأعباء على الموارد في عدة مناطق حيث أن غالبية المحافظات الـ18 باتت ترفض الترحيب بالنازحين داخل وطنهم. وتحدث هاربر عن مشاكل مثل عدم توفر الظروف الإنسانية الدنيا مثل الرعاية الصحية والأكل والمياه. وقال إنّ هناك الآن آلاف المخيمات التي تمّ صنعها يدويا حول النجف ومناطق أخرى جنوب العراق الذي يعتبر جزء كبير منه صحاري قاحلة.
وأشار هاربر تحديدا إلى مخيم يطلق عليه المناذرة زاره وفد من المفوضية في شهر مايو/أيار حيث يعيش 2000 شخص ستون بالمائة منهم نساء وثلاثون بالمائة أطفال في بيوت تمّ صنعها من خرق بالية وقشّ وما وقعت عليه الأيادي.
وقال هاربر إنّ هؤلاء المشردين لا يتمتعون بالماء النقي وأنّ ارتفاع الحرارة يجعل من المستحيل شرب ما يوجد من مياه، فيما الأطفال يعانون من التيفوئيد والإسهال والأمراض الجلدية. وأضاف أنه لا يوجد من بدّ لهؤلاء سوى العيش مع الأفاعي والعقارب والحشرات السامة فضلا عن كونهم لا يتوفرون على ثياب بديلة ولا مراحيض صحية. وتقول المفوضية السامية إنها بحاجة إلى خمسين خيمة وخمسين صهريج ماء ومساعدات طبية عاجلة ومعقمات ومبيدات حشرية وأغطية وأفرشة ومراحيض حقيقية وصحية.
ومن جهتها، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنها وجهت نداء من أجل جمع 85 مليون دولار لتلبية الحاجات الضرورية للنازحين العراقيين داخل بلدهم.