أخبار

الانفتاح الذي يعتمده ساركوزي موضع تأييد في فرنسا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: يرى خبراء ان سياسة "الانفتاح" على اليسار والوسط التي يعتمدها نيكولا ساركوزي تحظى بتأييد الفرنسيين الذين يستعدون لاعطاء رئيسهم الجديد غالبية نيابية واسعة تتباين مع المنافسة المحتدمة خلال حملة الانتخابات الرئاسية. فبعدما انتخب ساركوزي في السادس من ايار/مايو في ختام حملة جسد فيها "يمينا يجاهر بمواقفه" ولم يتردد حتى في استقطاب ناخبي اليمين المتطرف، جعل من الانفتاح عنوانا لبداية عهده.

ولم يكتف ساركوزي بضم شخصيات من اليسار والوسط الى الحكومة الجديدة وفي طليعتهم الاشتراكي برنار كوشنير وزيرا للخارجية، بل تعهد المضي ابعد من ذلك بعد الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية الاحد.

واظهر استطلاع للرأي ان 74% من الفرنسيين ايدوا تعيين كوشنير في الحكومة. وقال ساركوزي هذا الاسبوع "ان الثقة التي ابداها لي (الفرنسيون) ترغمني على الالتزام بالتنوع والانفتاح والدور الجامع". ويبدو ان خطاب ساركوزي كان مجديا على ضوء نتائج الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية التي حقق فيها الاتحاد من اجل حركة شعبية (يمين) تقدما كبيرا على اخصامه.

ورأى الخبير السياسي جان لوك بارودي ان خطوات الانفتاح التي قام بها ساركوزي تبقى بشكل اساسي على مستوى "الرمزية والاشخاص" و"لا تمت بصلة الى ما نشاهده في الانظمة البرلمانية غداة الانتخابات". لكنه لفت الى ان "هذه البوادر مهمة ولا شك انها تأتي بنتيجة ولا سيما من جانب رجل كان متهما بالانطوائية وباعتماد مواقف الى يمين اليمين". وقال المحلل انه بعد "مواجهة كبيرة بين اليسار واليمين" في الانتخابات الرئاسية، يفضل الناخبون ان "يتصافح اللاعبون".

واعتبر الباحث فيليب برو ان "ثمة شريحة واسعة من الرأي العام ما زالت تعتقد بشيء من السذاجة انه اذا ما اتفق جميع ذوي الارادات الطيبة فسوف نتوصل الى ايجاد الحلول المجدية". وقال الخبير ايتيان شفايزغوت بهذا الصدد ان الانفتاح سيسمح ب"انجاز الانتصار" و"تعطيل الانتقادات الرئيسة الصادرة عن المعارضة اليسارية" التي تتهم ساركوزي بالاستئثار بالسلطة.

ويتوقع المحللون تعيين مجموعة جديدة من الشخصيات من خارج الحزب الرئاسي في الحكومة، ومن الشخصيات المرجحة في هذا الاطار كريستيان بلان مدير مكتب رئيس الوزراء الاشتراكي السابق ميشال روكار. وقال برو ان ساركوزي ينجح في لعب الدور الجامع لانه نجح في تجسيد "التطلعات الى مزيد من الامن والصرامة" وفي الوقت نفسه "الرغبة في التغيير والقطيعة".

واشار الى ان فوزه الواضح في الانتخابات الرئاسية وشعبيته ومهارته "التي يعتبرها اخصامه بلا شك شيطانية"، كل ذلك يجعله يتمتع بهيبة كبيرة في صفوف اليمين. واللافت بنظر بارودي ان استراتيجية الانفتاح حققت نجاحا مزدوجا اذ نجح ساركوزي في ضم شخصيات من خارج اليمين "بدون تقديم اي شيء او اي وعود لها" كما انه "لم يدخل اي تعديل ولو طفيفا الى ما كان اعلنه خلال حملته".

ولا شك بنظر برو ان ساركوزي بتطبيقه سياسة الانفتاح يبقي في ذهنه المرحلة المقبلة من ولايته، حين سيتحتم عليه خوض مفاوضات حول تطبيق الاصلاحات الموعودة، مشيرا الى انه "يجب التحلي باكبر قدر ممكن من الشرعية من اجل اصلاح نظام التقاعد وقانون العمل والنظام الجامعي".

واكد الخبير ان فترة السماح لا تطول كثيرا وعندها سيضع تطبيق الاصلاحات سياسة الانفتاح في مواجهة "امتحان الواقع" سيثير ذلك بالتأكيد "خيبات امل وشقاقات غالبا ما تنتج من سياسة تقوم على ضم شخصيات من جميع الافاق السياسية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف