عباس يوقع مرسوم تشكيل حكومة الطوارىء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من رام الله-تل ابيب-وكالات: وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليل السبت الاحد مرسوم التصديق على تشكيل حكومة الطوارىء، كما اعلن احد المقربين منه في رام الله بالضفة الغربية.
ويأتي تشكيل هذه الحكومة بعد سيطرة حماس الجمعة على كامل قطاع غزة. وقد اعتبر الرئيس الفلسطيني ذلك "انقلابا". وتتألف الحكومة من 12 عضوا هم خبراء مستقلون وسيرأسها سلام فياض الذي سيتولى ايضا وزارة المال. وستتسلم مهماتها رسميا في الساعة13:00 بالتوقيت المحلي (10:00 ت غ) الاحد في رام الله.
وكانت مصادر مقربة من رئيس الوزراء المكلف قالت في وقت سابق اليوم انه سلم تشكيلة حكومته الى عباس وينتظر من الاخير الضوء الاخضر لاداء اليمين وبدء مهام الحكومة رسميا. وتجري مشاورات مكثفة منذ امس لتشكيل الحكومة في اجواء من التكتم الشديد وخصوصا فيما يتعلق باسماء اعضائها. لكن بات مؤكدا ان حكومة الطوارئ ستكون مقلصة بحيث لا يزيد عدد اعضائها عن 12 وزيرا.
ويتردد اسم قائد قوات الامن الوطني السابق واللواء المتقاعد عبدالرزاق اليحيى كاقوى المرشحين لشغل حقيبة الداخلية التي يتولاها رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية منذ استقالة وزير الداخلية السابق في حكومة الوحدة هاني القواسمي منذ حوالي شهر.
وقالت مصادر فلسطينية ان فياض اختار ثلث اعضاء حكومته من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس والتي رفضت بدورها قرار عباس اقالة حكومة هنية واعلان حالة الطوارئ واعتبرت حكومة فياض غير قانونية. واضافت هذه المصادر ان وزراء غزة في حكومة الطوارئ اختيروا من المحسوبين على فصائل فلسطينية باستثناء فتح وليسوا مستقلين لضمان عدم التعرض لهم من قبل حركة حماس في حين ان بقية الوزراء في الضفة الغربية اختيروا من المستقلين.
وستكون المهمة الاساسية لحكومة الطوارئ معالجة الملف الامني في الاراضي الفلسطينية وخصوصا الوضع الناشئ في قطاع غزة عقب الاحداث الدامية التي شهدها خلال الاسبوعين الماضيين والتي انتهت بسيطرة حماس الكاملة على كل مقرات السلطة والاجهزة الامنية هناك. كما ستكون المهمة الثانية لحكومة الطوارئ انهاء المقاطعة السياسية والحصار المالي الدولي المفروض على السلطة الفلسطينية منذ فوز حماس بالانتخابات وتشكيل حكومة في مارس 2006.
واشنطن تعتزم رفع الحظر عن الفلسطينيين
الى ذلكأعربت الإدارة الأمبركية عن عزمها رفع الحظر المفروض على الفلسطينيين منذ خمسة عشر شهرا في وقت مبكر من الأسبوع المقبل في بادرة دعم للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال القنصل العام الأميركي في القدس، جاكوب واليس، بعد اجتماعه بعباس إن بلاده قد ترفع حظرها بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة التي لا تشارك فيها حماس. واضاف والاس في مقابلة مع رويترز "أعتقد انه لن تكون هناك أي عقبات اقتصادية اوسياسية فيما يتعلق بالانخراط مرة اخرى مع هذه الحكومة، نعم ستحظى حكومة الطوارئ بدعم كامل".
وقد يمهد ذلك السبيل للاتحاد الأوروبي والدول المانحة الأخرى لتستأنف تقديم المساعدات إلى الشعب الفلسطيني. هذا ومن المتوقع أن يؤدي رئيس الوزراء المكلف، سلام فياض، اليمين الدستورية غدا الأحد. واشارت مصادر فلسطينية الى ان فياض يعكف حاليا على اختيار الوزراء الجدد.
و في الوقت ذاته نقلت وكالة رويترز للانباء عن حنان عشراوي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني أن حكومة فياض تواجه تحديات هائلة من أبرزها ضمان إرساء حكم القانون والحيلولة دون انتشار الفوضى من غزة الى الضفة الغربية.
وأقال عباس يوم الخميس حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي شكلها قبل ثلاثة شهور مع حماس بعد أن تغلبت حماس على قواته في قطاع غزة وبدأت تفرض نظاما جديدا في القطاع بعد أيام من الاقتتال الدموي بين فتح وحماس. وكان رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية قد رفض قرار عباس إقالته من منصبه.
ووفقا للقانون الفلسطيني يمكن لعباس اعلان حالة الطواريء لمدة تصل الى 30 يوما، ويمكن أن يجرى تمديد حالة الطواريء لمدة 30 يوما أخرى ولكن فقط بعد الحصول على موافقة ثلثي أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان).
وتتمتع حماس بالاغلبية في المجلس التشريعي غير أن اعتقال اٍسرائيل لنحو نصف نواب حماس في المجلس يثير الشكوك بشأن هذه الاغلبية كما يجعل من الصعب أيضا تحقيق النصاب القانوني مما قد يمكن عباس من الابقاء على حالة الطواريء لفترة أطول.
اولمرت: سنعترف بحكومة فلسطينية لا تضم حماس
من جانبهاكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، ليل السبت الاحد، في مطار بن غوربون بتل ابيب قبل توجهه الى الولايات المتحدة، ان اسرائيل ستعترف بحكومة فلسطينية لا تضم وزراء من حماس.
وقال اولمرت للصحافيين ان "حكومة فلسطينية ليست حكومة حماس هي شريك وسنتعاون معها". واضاف "نشأت في الايام الاخيرة حقيقة لم نعرفها خلال الجهود الدبلوماسية الطويلة التي رافقت تطور السلطة الفلسطينية، وننوي العمل بكل قوانا لاغتنام الفرصة التي تتوافر".
وكان اولمرت يلمح الى قرب تشكيل حكومة طوارىء اعلن عنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس على اثر سيطرة حركة حماس على كامل قطاع غزة.
واوضح اولمرت ان "وضع السلطة الفلسطينية الذي كان بالغ الوضوح منذ فترة طويلة في نظرنا، هو واضح ايضا في نظر المجموعة الدولية والفلسطينيين انفسهم، وهذا هو سبب هذه الفرصة". ويتوجه اولمرت الى الولايات المتحدة حيث سيجري الثلاثاء محادثات في البيت الابيض مع الرئيس جورج بوش.
فلسطينيو غزة على ابواب الجحيم
و يبدو الوضع الفلسطيني الحالي كمشهد ارتسمت ملامحه من تجارب إقليمية مجاورة، ففي غزة يرى الناس سقوط بغداد، وفي انفصالهم عن الضفة يروا يمنًا جنوبيًا وآخر شماليًا، وفي إعلان حماس تنظيمًا محظورًا يرى الناس تطاحنًا داخليًا أنهك الشعب الجزائري، ويرون في إعلان الطوارئ عودة إلى ما قبل الديمقراطية، ليتذكر الجميع حالة الطوارئ التي أعلنت في مصر لشهرين، فاستمرت لعقود.
اللجنة الرباعية الدولية تدعم قرارات عباس المشروعة
صحف بريطانيا: على العالم أن يهبَّ لنجدة عباس يأتي هذا فيما يعم الهدوء في شوارع قطاع غزة استعدادًا لاستقبال المجهول، فإسرائيل تلوح بقطع الماء والكهرباء، والناس يحاولون شراء مستلزماتهم من الغذاء لأطول مدة ممكنة، هذا في وقت تحولت فيه الضفة الغربية إلى برميل بارود، حيث تشن حركة فتح حملة اعتقالات في صفوف عناصر حماس في مدن شمال الضفة الغربية، كما احرقت ودمرت جميع المؤسسات المقربة والتابعة لها.هذا في وقت تتواصل فيه الاتهامات والحرب الكلامية بين الطرفين، واتهمت حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية مسلحي حركة فتح بممارسة السرقة والسطو والنهب بحق المؤسسات الخاصة والعامة للحركة ولمؤيديها ومناصريها في الضفة.. واستنكرت الحركة هذه الممارسات وطالبت حركة فتح بكف أبنائها عن هذه الأعمال التي ليست من شيمة أبناء الشعب الفلسطيني، كما جاء في بيان لها تلقت "إيلاف" نسخة منه.
وأشارت الحركة الى أن عناصر فتح والأجهزة الأمنية قاموا بسرقة البيوت التي تداهم، وسرقة المحلات والمتاجر، كما قاموا بسرقة النقود من شركة مصلح وسيارة التوزيع التابعة لها، وسرقة الأثاث والممتلكات من الجمعيات والمؤسسات التي يتم الاعتداء عليها.
ومن ناحيتها، اتهمت حركة فتح حماس بالسطو على منزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وسرقته، وقال أحمد حمد الرحمن أمين عام الرئاسة الفلسطيني: "أقدمت عصابات وميلشيا حماس، صباح السبت على اقتحام منزل القائد الرمز الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وكسر الباب الخارجي ودخول المنزل عنوة تحت تهديد السلاح ، وسرقته ونهبت محتوياته، إضافة إلى سرقة أوراق الرئيس الشهيد أبو عمار، والدوس على صورته وعلى ملابسه العسكرية وتحطيم أوسمته والهدايا التي تلقاها من رؤساء العالم وميدالية جائزة نوبل للسلام".
هذا فيما استنكر شاهر سعد الأمين العام لإتحاد نقابات عمال فلسطين اقتحام مجموعات مسلحة من حركة حماس للمقر الرئيس لإتحاد نقابات العمال في مدينة غزة والاستيلاء عليه. وقال سعد في تصريح صحافي وزع على وسائل الإعلام، إن المقتحمين المسلحين أزالوا اسم الاتحاد وشعاراته العمالية وعلم فلسطين واستبدلوها بأعلام حركة حماس الخضراء كما كتبوا على جدران المبنى الداخلية يافطة باسم "جمعية واعد " الخيرية لشؤون الأسرى.
ووصف سعد الاستيلاء بقوة السلاح على مقر نقابي وعمالي يقدم الخدمات لأكثر الفئات الاجتماعية تضررًا، بـ "العمل إرهابي بامتياز"، وانتهاك صارخ للحريات النقابية وتعديًا سافرًا على حقوق العمال ويناقض ما تعهدت به قيادات حماس بإحترام هذه الحريات.
وطالب سعد حركة حماس بإخلاء مسلحيها من دار النقابات العمالية وإعادة مقر الإتحاد العام لقيادته وأصحابه فورًا ومن دون تأخير، مضيفًا أن حماس قطعًا ليست بحاجة إلى مقار بناها العمال والنقابيون الفلسطينيون بعرقهم ومن ثمرات علاقات التضامن العمالي الدولي بشكل عام والتضامن من اتحاد عمال النرويج الصديق بشكل خاص.
يأتي كل هذا، فيما يحاول المواطنون الفلسطينيون البحث عن إجابات ممكنة حول ما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل، ويقول المواطن عبد الله محمود من سكان رام الله لـ "إيلاف": إلى أين نسير ..لا أحد يعرف... حماس ذاتها لا تعرف.. الله يستر من الأيام المقبلة".
ولكن الفلسطينيون في الضفة وغزة يجمعون على أن الأيام المقبلة ستحمل معها إجابات على التساؤلات التي يطرحونها، ولكن مما لا شك فيه أنهم سيعيشون فترة عصيبة قبل حصولهم على الإجابات على أسئلتهم.