وفد مجلس الامة الكويتي يجري مباحثات في موسكو

موسكو : اجتمع نائب رئيس مجلس الامة الكويتي الدكتور محمد محسن البصيري والوفد المرافق له اليوم الى مستشار الرئيس الروسي اسلامبيك اصلاخانوف حيث نقل له تحيات امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين منوها بالعلاقات التاريخية التي تربط البلدين. واكد البصيري خلال الاجتماع حرص دولة الكويت على تطوير العلاقات مع روسيا في مختلف المجالات خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية مضيفا ان روسيا تحولت الى دولة جذابة للاستثمارات الاجنبية.

واشار الى ان الكويت تسعى لتنفيذ مشاريع ضخمة في مجال التنقيب عن النفط والطاقة الكهربائية مضيفا انه ونظرا لامتلاك روسيا تجربة وخبرة غنية في هذه المجالات وفي مجال الطاقة النووية فبامكان دول مجلس التعاون الخليجي الاستفادة من تلك الخبرات لتنفيذ قرارات القادة الخليجيين لاستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية.

وتطرق البصيري الى النزاعات في منطقة الشرق الاوسط التي وصفها بأنها "معقدة" معربا عن ارتياحه لسعي روسيا للعب دور اكبر في المنطقة داعيا الى ضرورة تفعيل هذا الدور في ضوء العلاقات الطيبة التي تربطها مع الحكومات العربية ومكانتها في الشارع العربي.

واعرب عن تطلع دول وشعوب المنطقة الى تحقيق الاستقرار مشددا على اهمية القضية الفلسطينية المركزية في العالمين العربي والاسلامي داعيا الى تسوية النزاع في الاراضي الفلسطينية.

من جانب اخر اشاد بالانجازات التي حققها المسلمون في روسيا وثقته بقدرتهم على لعب دور مهم واساسي في صناعة القرار الروسي منوها بالدور المحوري لموسكو في اوروبا والشرق الاوسط مؤكدا ضرورة اسهام المسلمون في تدعيم هذا الدور وتفعيله.

وابدى عن ارتياحه لتمتع روسيا بدور المراقب في منظمة المؤتمر الاسلامي متمنيا ان تحصل على العضوية الفاعلة في هذه المنظمة مشيرا الى ان العلاقات بين مسلمي روسيا ودولة الكويت "تتطور باستمرار بفعل الجهود التي تبذلها اللجان والمؤسسات الخيرية" مشيدا بنظرة روسيا الى الاسلام بصفته "دين سلام ومحبة وليس دين تطرف وارهاب".

من جانبه رحب مستشار الرئيس الروسي اسلامبيك اصلاخانوف خلال الاجتماع بزيارة وفد مجلس الامة الكويتي لروسيا قائلا ان الرئيس بوتين يولي اهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع الدول العربية والاسلامية.

واقر بأن مستوى التبادل التجاري بين البلدين منخفض مبررا سبب ذلك بمسألة الديون التي تمكن الطرفان مؤخرا من التوصل الى حل لها معربا عن امله في ان تحظى العلاقات الثنائية في هذه المجالات بدفعة اضافية بعد استعادة روسيا عافيتها الاقتصادية.

ودعا اصلاخانوف الجانب الكويتي الى المشاركة في تنفيذ مشروع بناء (البيت العربي) في موسكو وهو مجمع اقتصادي وتجاري ضخم يحوي كافة الخدمات مشيرا الى مشروع اخر لتأسيس صندوق الاستثمار الروسي الاسلامي بمشاركة خاصة وحكومية يهدف الى تشجيع الاستثمارات المتبادلة بين روسيا والعالمين العربي والاسلامي.

وعلى صعيد منفصل اعرب اصلاخانوف عن قلق بلاده ازاء الاحداث التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط خاصة في الاراضي الفلسطينية والعراق ولبنان قائلا ان موسكو تبذل جل جهودها من اجل ايجاد تسوية لهذه النزاعات.

ومن جانبه اعرب رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا ورئيس مجلس الفتوى الروسي راويل عين الدين خلال اجتماع عقده مع وفد مجلس الامة الكويتي عن اعتزازه بكون الاسلام احد الديانات الرسمية التقليدية الاربع في روسيا.

واشار عين الدين الى وجود اكثر من 6 الاف مسجد في الوقت الراهن في موسكو واكثر من 50 مؤسسة تعليمية اسلامية بما في ذلك الجامعة الاسلامية التي تعمل فروعها في موسكو وتتارستان وكذلك المعاهد الدينية الاسلامية في شمال القوقاز مضيفا ان هناك مدارس دينية في مختلف المساجد تقوم بتعليم الاطفال والشباب المسلم اصول الدين.

واشاد بالتعاون القائم بين الادارة الدينية لمسلمي روسيا ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في الكويت خاصة في مجال تنظيم المؤتمرات والندوات وتبادل الزيارات واعداد الكوادر مضيفا ان الادارة الدينية تعتزم تأسيس مركز للوسطية يقوم بنشر هذا النهج والتصدي للافكار المتطرفة.

من جانبه اعرب نائب رئيس مجلس الدوما رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي عن تعاطفه مع المحنة التي عاشها الشعب الكويتي ابان الغزو العراقي قائلا "ان الكويت تكبدت خسائر بشرية واقتصادية كبيرة نتيجة هذا الغزو".

وأبدى جيرينوفسكي خلال اجتماعه بالوفد الكويتي الذي نقل له لنائبه تحيات رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي مجددا الدعوة لهما لزيارة الكويت حرص الدوما على تطوير العلاقات مع مجلس الامة الكويتي موجها الدعوة من جانبه لوفد برلماني كويتي للمشاركة في اعمال الجمعية العالمية للاحزاب الوطنية الذي سيعقد في موسكو خلال الاشهر القادمة.

واكد الحرص على تطوير العلاقات بين روسيا ودولة الكويت في مختلف المجالات منوها بالدور المميز الذي لعبته موسكو في الشرق الاوسط اضافة الى المساعدات الاقتصادية التي قدمتها للدول العربية.

واستعرض الجانبان الاوضاع الراهنة في المنطقة خاصة الاوضاع في الاراضي الفلسطينية والعراق ولبنان وشارك في المباحثات عن الجانب الكويتي النائب احمد عبد المحسن المليفي والنائب احمد حاجي لاري والنائب خضير عقلة العنزي والنائب عبد الله راعي الفحماء وسفير دولة الكويت لدى روسيا سليمان المرجان.

هذا وقد اقام منسق العلاقات البرلمانية مع دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجلس الدوما فلاديمير بيكاريف مأدبة غداء على شرف الوفد البرلماني الكويتي الزائر.