أخبار

المغرب يطلع ساركوزي على مفاوضاته مع البوليساريو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: توجه الطيب الفاسي الفهري، الوزير المغربي المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، مباشرة من منتجع بمانهاست في ضواحي نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية إلى العاصمة باريس، حاملا رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس لإطلاع رئيس الحكومة الفرنسية على حصيلة الجولة الأولى من المفاوضات التي تقرر استئنافها في آب (أغسطس) المقبل.

ووجد المسؤول الحكومي، الذي شارك ضمن الوفد المفاوض، في استقباله، بعد ظهر اليوم، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اعتبرت بلاده أن هذه المحادثات تشكل "ديناميكية جديدة" قد تساعد على إنهاء النزاع المستمر منذ عقود.

وصرح دافيد مارتينون، المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية، بأن الفاسي الفهري كان "يحمل رسالة شخصية خطية من الملك محمد السادس إلى رئيس الجمهورية الفرنسية". وقال إن هذا اللقاء، الذي يأتي غداة المفاوضات حول الصحراء التي جرت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين بمانهاست تحت إشراف الامم المتحدة، كان "مناسبة لاستخلاص حصيلة أولية لهذه المفاوضات، وكذلك للتطرق للعديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك".

وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن هذا اللقاء "مكن أيضا من التحضير لزيارة الرئيس للمنطقة لتقديم مشروعه المتعلق بالاتحاد المتوسطي".وكانت فرنسا أشادت، في وقت سابق، اليوم بعقد الجولة الأولى للمفاوضات بين المغرب و(البوليساريو)، معربة عن أملها في أن يسفر هذا المسلسل عن حل سياسي.

وصرح جان بابتيست ماتي، الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، بأن "فرنسا تشيد بعقد الجولة الأولى للمفاوضات هذا الأسبوع بين الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو، تحت رعاية الأمم المتحدة".

وأبرز أن بلاده "تأمل أن يفضي هذا المسلسل الذي انطلق، عن حل سياسي مقبول من مجموع الأطراف في إطار الأمم المتحدة".وكان الوفد المغربي جدد، مساء أمس الثلاثاء، التأكيد على أهمية تقدير الطرف الآخر ل "الفرصة التاريخية الراهنة" الرامية إلى تسوية نهائية لقضية الصحراء، مذكرا بأن المبادرة المغربية، التي تم تقديمها خلال هذه الجولة الأولى، "تشكل أحسن ضمانة وأحسن صيغة للمصالحة يمكن تقديمها لسكان الجهة" .

وأكد شكيب بنموسى، وزير الداخلية، خلال لقاء صحافي شارك فيها أيضا الطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، وفؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب في الداخلية، وخليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، والمصطفى ساهل الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، أنه "لدينا أمل كبير في أن تشكل المباحثات التي جرت حافزا للتفكير، وأن يتمكن الطرف الاخر خلال المباحثات التي ستجري في شهر غشت من تقدير الجهد الذي أنجز واغتنام هذه الفرصة التاريخية لوضع حد لمعاناة جزء من السكان الصحراويين".

وردا على أسئلة ممثلي الصحافة المعتمدة لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، أضاف بنموسى أن المبادرة المغربية، التي رحب بها المنتظم الدولي، تقدم للسكان "الذين يوجدون اليوم في مخيمات امكانية العودة الى بلدهم والمشاركة في تنمية جهتهم والتمتع بحقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

وفي معرض حديثه عن المفاوضات، خلال اليومين الماضيين، أبرز المسؤول الحكومي أن المغرب قدم في مانهانست مضمون مبادرته "التي تنبني على مقاربة توافقية تضمن تقرير المصير، وتضمن أيضا التدبير المحلي على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية من قبل سكان الجهة"، معربا عن أسفه لكون موقف البوليساريو "لم يشهد تقدما يذكر".

وأوضح "أننا نعتبر هذه المفاوضات تاريخية، ونأمل من خلال الحوار والمفاوضات أن يستوعب إخواننا في تندوف كامل الدلالة التي تنطوي عليها هذه المبادرة المغربية الجريئة".

وأكد الوزير أن الحل المقترح من قبل المغرب يتأسس على منهجية ترتكز على الحوار والمفاوضات للتوصل إلى "حل متوافق بشأنه ومقبول من لدن الأطراف".

وقال شكيب بنموسى "إنه من البديهي أن أي تسوية أخرى تذهب في اتجاه تكريس التفرقة والفصل بين السكان من خلال تبني مواقف متطرفة من شأنها التهديد بخلق المزيد من المشاكل، فضلا عن أنها لا يمكن أن تكون تسوية دائمة تضمن السلم والاستقرار في المنطقة".

من جهته، أوضح الفاسي الفهري أنه بفضل الدينامية التي أطلقها المغرب، من خلال مبادرته منح حكم ذاتي موسع لجهة الصحراء، رأت مفاوضات مانهاسات النور.

وأضاف الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون أن "المملكة عملت دون كلل وبإشراك كافة الأحزاب السياسية وأغلبية الصحراويين، الذين يعيشون جنوب المغرب على بلورة تسوية لاغالب فيها ولامغلوب لخلق هذه الدينامية الجديدة".

وأبرز أن مجلس الأمن وصف بشكل واضح الجهود التي بذلها المغرب بالجدية وذات مصداقية، وأن المفاوضات ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار التطورات الحاصلة خلال الأشهر الأخيرة، أي المبادرة المغربية.

وخلافا لذلك، يشرح المسؤول الحكومي، قرر البوليساريو في آخر لحظة الإسراع بتقديم ما سماه مقترحا جديدا والحال أنه ليس كذلك ما دام بكل بساطة يكرر مواقفه المعروفة سلفا والتي من المستحيل تنفيذها حتى برأي الأمم المتحدة ذاتها .

من جانبه، ذكر خليهنا ولد الرشيد، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، في البداية بأسباب فشل كل المسلسلات السابقة التي أطلقتها الأمم المتحدة لتسوية النزاع حول الصحراء، ومن بينها مخطط بيكر الثاني، وذلك بسبب عدم قابليتها للتطبيق سواء بسبب عوامل تقنية أوسياسية، مشيرا إلى أنه يتعين على الأطراف من أجل ايجاد حل لهذا الملف التوصل إلى توافق.

وقال " إن التوافق معناه التخلي عن المطالب في سقفها الأقصى"، مؤكدا أنه يتعين على البوليساريو التخلي عن النزعة الانفصالية. يذكر أن وفودا من المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا شاركت، يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، في هذه المفاوضات حول الصحراء، التي ستتواصل في الأسبوع الثاني من غشت المقبل بمانهاست.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف