اللقاء بين الأطراف اللبنانية في باريس يعقد منتصف الشهر القادم

باريس، طهران، بيروت: أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس أن لقاءً بين الأطراف اللبنانيين كان مقررًا نهاية حزيران/يونيو قرب باريس لتسهيل الحوار بين القوى السياسية في لبنان، إلاأنهقد يعقد "منتصف تموز/يوليو". وقال الناطق باسم الوزارة جان باتيست ماتيي: "نواصل تحضيراتنا لهذا اللقاء، هو ليس مؤتمرًا بل هو اجتماع غير رسمي بسيط. قد ينعقد منتصف تموز/يوليو".

وكان وزيرالخارجية الفرنسية برنار كوشنير قددعا مطلع ايار/مايو "جميع القوى السياسية اللبنانية" الى لقاء غير رسمي يهدف الى المساعدة على استئناف الحوار بينهم بغية إخراج البلد من ازمته السياسية الحادة.
وكانت الوزارة قد أعلنت أن هذا اللقاء قد يعقد أواخر هذا الشهر.

وأعربت القوى اللبنانية الرئيسة ومن بينها حزب الله الشيعي عن استعدادها للمشاركة في اجتماع كهذا.
ويوم الاربعاء إلتقى الموفد الفرنسي السفير جان كلود كوسران المكلف التحضير لهذا الاجتماع وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في طهران. واعلنت ايران دعمها كل الجهود الهادفة الى استئناف الحوار بين الافرقاء اللبنانيين.

إيران ترحب بمشروع اللقاء اللبناني في باريس

في سياق قريب صرح وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي، إثر لقاء مع مبعوث فرنسي مكلف بالإعداد للقاء اللبناني في باريس، بأن ايران ترحب بأي جهد لإستئناف الحوار بين جميع الأطراف اللبنانية.وقال متكي في بيان إن إيران ترحب بأي جهد للتقريب بين وجهات نظر اللبنانيين فيما بينهم، مؤكدًا أن أمن لبنان واستقراره يرتدي اهمية كبرى بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية.

وقد التقى الوزير الايراني الاربعاء في طهران السفير الفرنسي جان كلود كوسران الذي يقوم بجولة في المنطقة للتحضير للقاء الذي اقترحه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير.وقال متكي ايضًا إن إيران على استعداد لتقديم كل مساعدة ضرورية لحل الأزمة اللبنانية والتقريب بين وجهات نظر مختلف الأطراف.

وتعد طهران مع سوريا الداعم الاكبر لحزب الله الشيعي اللبناني الذي انسحب ممثلوه من حكومة فؤاد السنيورة المناهضة لسوريا.كما رأى متكي انه "من الطبيعي وضع اطار لتشارك كل الاطراف اللبنانية في حكومة وحدة وطنية".واوضحت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء ان فرنسا تواصل مشاوراتها لتحديد موعد هذا اللقاء المقرر عقده قرب باريس الا انه لم يتخذ "اي قرار" بعد.وكان كوسران اجتمع في 13 حزيران/يونيو في المغرب مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بعد ان التقى مسؤولين لبنانيين في بيروت.

لحود يدعو القيادات اللبنانية الى التجاوب مع جهود وفد الجامعة العربية
من جهة ثانية دعا اميل لحود القيادات اللبنانية الى التجاوب مع الجهود التي يبذلها وفد مجلس جامعة الدول العربية برئاسة الامين العام للجامعة عمرو موسى لاستئناف الحوار الوطني بهدف التوصل الى اتفاق ينهي الازمة السياسية الراهنة في البلاد.

وقال لحود في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي ان "التحرك العربي ينطلق من رغبة الدول العربية الشقيقة في عودة الامن والاستقرار الى لبنان وتعزيز الوفاق الوطني الذي اهتز خلال الاشهر الماضية".
واعتبر لحود ان هذا التحرك العربي يشكل "فرصة جديدة امام القيادات اللبنانية لتضع مصلحة لبنان العليا فوق كل اعتبار ولتعيد التواصل في ما بينها لأن لا بديل لها عن الحوار والاتفاق".

واكد ان "استمرار الوضع الحكومي المخالف للدستور ولميثاق العيش المشترك يعزز التباعد بين اللبنانيين ويفاقم حالات انقسام تتسلل منها جهات خارجية لتنفيذ مخططات تستهدف وحدة لبنان ارضًا وشعبًا ومؤسسات".

ورأى ان الرد الطبيعي على ذلك يكون من خلال "المزيد من التماسك والتضامن بين اللبنانيين وليس بالمواقف السلبية وفرض الشروط والشروط المضادة".

واضاف لحود ان "الحكومة غير الشرعية وغير الدستورية تستغل الوضع السياسي الراهن في البلاد لتمرير قرارات واجراءات وتدابير تنتهك فيها الدستور واتفاق الطائف نصًا وروحًا خصوصًا من خلال تجاوزها صلاحيات رئيس الجمهورية".

باريس تدعو اسرائيل الى احترام المجال الجوي اللبناني

في سياق مختلف دعت فرنسا الخميس إسرائيل الى احترام المجال الجوي اللبناني، مدينة "انتهاكات الخط الازرق" الذي يشكل الحدود بين لبنان واسرائيل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي "اننا ندين هذه الانتهاكات للخط الازرق وندعو الى احترام المجال الجوي اللبناني وسيادة هذا البلد تماشيًا مع القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الامن الدولي".

وكانت الشرطة اللبنانية قد أعلنت ان الطيران الاسرائيلي حلق الخميس على علو منخفض في جنوب لبنان وشرقه. وهذا التحليق هو الاكثف منذ مطلع العام الحالي.

واوضح المتحدث باسم الخارجية "لاحظنا تحليقًا كثيفًا جدًا منذ مطلع الاسبوع".
ويشكل تحليق الطيران الاسرائيلي في الاجواء اللبنانية خرقًا للقرار الدولي 1701 الذي انهى في آب/اغسطس 2006 الحرب الاسرائيلية على لبنان التي استمرت 34 يومًا وانتقدت الامم المتحدة هذا التحليق.

موسى يدعو إلى حوار شامل

يأتي هذا في وقت اقترح فيهالامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على الاكثرية النيابة المناهضة لدمشق والمعارضة حليفة سوريا استئناف الحوار الوطني الذي جرى عام 2006 كما ذكر مصدر من الوفد العربي لوكالة فرانس برس الخميس.

وقال المصدر طالبًا عدم الكشف عن هويته، "اقترح عمرو موسى والوفد العربي استئناف مؤتمر الحوار الوطني".

وكان موسى قد تساءل الاربعاء في عدة تصريحات صحافية، "اذا وافق اللبنانيون على الحوار في الخارج فماذا يمنع بدأه في لبنان؟".

يذكر بان موسى اعلن عند وصوله الثلاثاء انه لا يحمل "مبادرة" ولم يأت في مهمة "وساطة".
وكان 14 من القادة اللبنانيين المناهضين لسوريا والموالين لها شاركوا في حوار انطلق في اذار/مارس عام 2006 بمبادرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري (معارضة).

وتوقف الحوار بسبب الحرب التي شنتها اسرائيل على حزب الله في تموز/يوليو الماضي.
وقرر الوفد العربي البقاء في لبنان الى غد الجمعة.

وقد واصل موسى الخميس لقاءاته مع الشخصيات اللبنانية والتي شملت حتى الظهر النائب المسيحي المعارض ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر وقادة من قوى 14 اذار (تمثلها الاكثرية النيابية) ابرزهم رئيس الجمهورية الاسبق امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع.
كما التقى الوفد العربي البطريرك الماروني نصر الله صفير.

وكان وزراء الخارجية العرب قد قرروا السبت ارسال وفد عربي الى لبنان برئاسة موسى وعضوية السعودية وتونس وقطر ومصر، سعيًا لحماية لبنان وتوفير الاجواء المناسبة لاستئناف الحوار وذلك تلبية لطلب الحكومة.