أخبار

رجل دين سعودي يتراجع عن فتوى تكفير الليبرالية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد العلي من الدمام: أعلن رجل دين سعودي معروف هو الشيخ صالح الفوزان الذي يشغل عضوية هيئة كبار العلماء في بلاده أن فتواه التي تناقلتها المواقع الإلكترونية تحت إسم "فتوى تكفير الليبرالي" قد وظفت في تكفير الأشخاص دون ضوابط شرعية. جاء ذلك في حديثه الصحافي لجريدة الرياض السعودية بعد الضجة الأعلامية التي احدثتها الفتوى بعد تناقلها السريع في مواقع الشبكة الإلكترونية، مما سببت استنكارًا صاخبًا من قبل بعض الشخصيات المحسوبة على التيار الليبرالي.

وكان الشيخ الفوزان قد أصدر فتوى تكفر الليبراليين العرب؛ لأنهم يدعون بمساواة المواطنة بين المسلم وغيره في إطار الدولة الحديثة؛ ما اعتبره الشيخ تحديًا للشريعة الإسلامية ، وذاك في مقتضى رده على سؤال عن الفكر الذي يدعو إلى الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي حيث يتم المساواة بين المسلم والكافر بدعوى التعددية، ويجعل لكل فرد حريته الشخصية التي لا تخضع لقيود الشريعة ويحاد بعض الأحكام الشرعية التي تناقضه ؛ كالأحكام المتعلقة بالمرأة، أو بالعلاقة مع الكفار، أو بإنكار المنكر، أو أحكام الجهاد الأحكام التي يرى فيها مناقضة لليبرالية، حسب نص السؤال الموجه إليه. ورد الشيخ الفوزان على سؤال الفتوى بقوله إن المسلم هو المستسلم لله بالتوحيد ، المنقاد له بالطاعة ، البريء من الشرك وأهله . فالذي يريد الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي ؛ هذا متمرد على شرع الله ، يريد حكم الجاهلية، وحكم الطاغوت، فلا يكون مسلمًا، والذي يُنكر ما علم من الدين بالضرورة ؛ من الفرق بين المسلم والكافر ، ويريد الحرية التي لا تخضع لقيود الشريعة ، ويُنكر الأحكام الشرعية ؛ من الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومشروعية الجهاد في سبيل الله، هذا قد ارتكب عدة نواقض من نواقض الإسلام ، نسأل الله العافية . والذي يقول إنه ( مسلم ليبرالي ) متناقض إذا أريد بالليبرالية ما ذُكر ، فعليه أن يتوب إلى الله من هذه الأفكار ؛ ليكون مسلمًا حقًا . إلا أن حديثه لجريدة الرياض جاء مخالفًا لفحوى فتواه حيث ذكر الفوزان أن هناك من وظف فتواه في تكفير الأشخاص دون ضوابط شرعية ومحتوياتها الذي ذكرتأاو اصدرت من اجلها هذا الفتوى ، حيث تباين حديثه السابق عن تكفير الليبراليين إلى عدم صحة إطلاق تسمية ليبرالي مسلم لأن الله سمانا مسلمين ولم يسمنا غير ذلك على حد قوله . وحذر الشيخ الفوزان على من يطلقون مسميات على الأشخاص أو أوصاف على أنها من الدين أو جاء بها الشرع بأن تكون "تصنيفًا للناس" كأن يقال هذا لبرالي أو رديكالي أو إسلامي أو علماني ونحوه موضحًا أن الدين الإسلامي جاء بالأسماء والأوصاف المعروفة بمن يعمل بها وبما يوسم بها كالمنافق والفاسق والكافر والمسلم وما عدا ذلك فلم يأت به الشرع وليس لكل أحد أن يطلق تلك المسميات دون دراية أو علم شرعي مؤكد بذلك. وكانت فتوى الفوزان بتكفير الليبراليين قد احدثت موجة غضب عارمة ساهمت في تأجيج الصراع بين التيار الديني في السعودية و الليبرالي . واعتبر المفكر السعودي تركي الحمد احد ابرز اقطاب الفكر الليبرالي في السعودية في تعليق سابق لأحدى الجهات الإعلامية على اصل فتوى الفوزان انها تم عن افلاس ومحاولة لإعادة الروح لتيار الصحوة الذي أزهق بعد جهود مكافحة الإرهاب في السعودية. وحذر الحمد من أن تداعيات الفتوى قد تطال بعض الرموز الليبرالية، واستطرد أن الإعتداء بالتصفية الجسدية مسألة محتملة، وتمرير الفتوى في هذه المرحلة اخطر منه قبل عشرة أعوام، بسبب الوضع اليائس الذي تعيشه المجتمعات، إضافة إلى شعور الصحويين بانحسار الأضواء عنهم وغياب شعبيتهم وكشف حقيقة تكريسهم الإرهاب ودعمه وتمويله.
أما الاعلامي في قناة الإخبارية السعودية جاسر عبدالله الجاسر فحلّل وصول خط الفتوى إلى هذه المرحلة، بقوله في أن العديد من مشايخ الصحوة في التيار الصحوي عبر تاريخه "حرصوا على تشويه الفكر الليبرالي في حربهم ضد من يحملون الفكر المتحرر، واستعانوا ببعض آراء الشيوخ أو الفتاوى من أشخاص قد لا يفقهون مصطلحات الليبرالية بمعناها الفلسفي الكامل، وبذلك يقلبون المفاهيم ويربطونها بالدعوة إلى المجون والفساد ومحاربة الدين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف