روسيا تصعد خطابها من نشر أميركا للنظام الدفاعي

فالح الحمـراني من موسكو: عشية الزيارة التي من المقرر من يقوم بها الرئيس فلاديمير للولايات المتحدة الأميركية في مطلع الشهر المقبل، واجراء مباحثات يمكن ان تكون تاريخية مع الرئيس بوش صعدت موسكو من لهجتها إزاء قضية نشر أجزاء نظام الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا. وأعطت روسيا مفهومًا بأنها بشكل مناسب في حال رفض واشنطن لمبادرة الرئيس التي من بينها الاستخدام المشترك لمحطة غابالينسكيا الروسية الكائنة في اذربيجان. وأوضحت موسكو مجمل مواقفها من القضية الحادة خلال المؤتمر الصحافي الذي شارك فيه رئيس هيئة الأركان للقوات الروسية المسلحة الجنرال يوري بايلوفسكي ممثلاً عن المؤسسة العسكرية ونائب وزير الخارجية والمسؤول فيها عن ملفات نزع السلاح سيرغي كيسلاك. واتسم الخطاب الروسي على المستووين العسكري والدبلوماسي بالحدة.

وكرس المؤتمر الصحافي الذي عقد في وكالة الأنباء الروسية، على لسان المسؤولين لتسليط المزيد من الضوء على مبادرة بوتين ابان قمة مجموعة الثمانية في ألمانيا على الرئيس بوش بالإستخدام المشترك لمحطة الرادار في اذربيجان، والتخلي عن خطط نصب أجزاء النظام على تخوم روسيا في بولندا وتشيكيا والموقف من ردود افعال اعضاء ادارة الرئيس بوش عليها. واكد المسؤولان الروسيان على أن مبادرة بوتين لا تقتصر فقط على الاستخدام المشترك للمحطة الرادارية في اذربيجان، وإنما هي أوسع من ذلك بكثير، من دون الكشف عن تفاصيل اكثر. ويتضح ان الجانب الروسي لا يرى وجودأي اخطار صاروخية من جانب ايران، وان هذه الحقيقة تلغي الحاجة إلى نصب نظام دفاعي ضخم كالذي تنوي اميركا نصبه في أوروبا. وان استخدام المحطة الكائنة في اذربيجان وتحديثها ستكون كافية لمراقبة اي تحرك ايراني وتزيل الحاجة لنشر النظام في اوروبا. وتشعر موسكو الآن بوجود جناح في الادارة الاميركية يسعى لتميع مبادرة بوتين وافراغها من محتوها الحقيقي، وتركد انها ترفض اي بدائل او خيارات اخرى تضع الرهان على نشر اجزاء النظام الدفاعي المضاد للصواريخ في اوروبا بأي ثمن. وضمن هذا السياق تشير موسكو الى مسارعة بعض اعضاء ادارة الرئيس بوش بما في ذلك وزيرة الخارجية كوندليزا رايس ومستشار الرئيس لشؤون الامن القومي هيدلي ووزير الدفاع روبرت غيتس الى رفض مبادرة بوتين وطرح بدائل غير مقبولة لموسكو لها بما في ذلك جعلها جزءًا من النظام الدفاعي الاميركي، وترفض موسكو ايضا اشارة تلك المجموعة الى ان مبادرة بوتين تعكس اعتراف الكرملين بوجود خطر ايراني والحاجة الى النظام الدفاعي. وترى ان هناك تيار في الادارة الاميركية يعمل على اقناع بوش برفض الاقتراح الروسي. وترفض ايضًا ما يقال في اميركا عن أنالمحطة غدت قديمة ولا تتناسب ومقايس النظام الدفاعي الاميركي. وترصد وجود دول لاسيما بولندا الاستفادة من نصب النظام الدفاعي للتقرب اكثر من اميركا ضد روسيا. وتقف موسكو على قناعة تامة بأن رفض اميركا مبادرة بوش بشكلها الواسع يعني ان النظام الدفاعي في أوروبا يستهدف امنها، وتتوقع بان اميركا سوف تنصب انظمة الدفاع المضادة للصواريخ في اجزاء اخرى من اوروبا والعالم مما يشكل خطرًا على امن روسيا. وتقول المؤسسة العسكرية الروسية على لسان رئيس هيئة الاركان ان لدى روسيا الوسائل الكافية للرد في حال عدم تراجع اميركا عن خططها. وان الاوامر للعسكريين الروس ستصدر بعد اختتام بوتين زيارته لاميركا في السبيل الذي عليهم المضي فيه، اي اقامة انظمة التصدي أو بناء نظام دفاع مشترك.