الهدوء يعود إلى مخيم نهر البارد في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت:سجلت صباح اليوم اشتباكات متقطعة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، وذلك غداة اعلان وزير الدفاع الياس المر انتهاء العمليات العسكرية. ورد الجيش اللبناني بقذائف مدفعية على نيران رشاشة اطلقها مسلحو مجموعة "فتح الاسلام" المتطرفة الذين لجأوا الى طرف المخيم القديم الذي اقامته وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم (اونروا) عام 1948.
واخلت فتح الاسلام مواقعها في المخيم الجديد الذي يشكل امتدادا عمرانيا للمخيم القديم، والذي انتشر الجيش فيه ويعمل على تنظيفه من الالغام والافخاخ. وكان وزير الدفاع اعلن مساء أمس انتهاء العمليات العسكرية ضد مجموعة "فتح الاسلام" بعد ان دمر الجيش كل مراكزها، مع ابقاء مخيم نهر البارد منطقة عسكرية، ومحاصرة من تبقى من المجموعة والذين لجأوا الى المخيم القديم حتى استسلامهم.
من ناحيته، افاد الشيخ محمد الحاج عضو وفد رابطة علماء فلسطين، الذي كان يفاوض فتح الاسلام للتوصل الى حل، اعلنت فتح الاسلام وقف اطلاق النار. وقال الحاج "بعد مقابلة الوزير المر اتصل بي شاهين شاهين (المتحدث باسم فتح الاسلام)، وابلغني اعلانا بوقف اطلاق النار".
وكان المر قد شدد في مقابلة تلفزيونية مساء الخميس على ان "المخيم سيبقى حاليا منطقة عسكرية" حتى يستسلم من تبقى من المجموعة. واكد ان "التفاوض هو فقط على تسليم المطلوبين مثل قائد المجموعة شاكر العبسي واخرين اضافة الى نحو 100 جريح من فتح الاسلام موجودين في المخيم". واضاف "اذا كان العبسي قد مات فنحن نريد تسلم جثته" مؤكدا ان الجرحى "ستتم معالجتهم ويحاكمون محاكمة عادلة".
وفقد الجيش في المعارك التي بدات في 20 ايار/مايو "76 شهيدا و150 جريحا ما زال 46 منهم في المستشفيات" بحسب المر. وبذلك ترتفع الحصيلة الى 143 قتيلا، بينهم 50 اسلاميا على الاقل بسبب عدم وجود احصاء دقيق لقتلاهم.
في الوقت نفسه، انتصر لبنان أمس في حربه التي استمرت 33 يوما، ضد جماعة متشددة تستلهم نهج القاعدة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، معلناً انتهاء عمليته العسكرية. ويعتبر القتال الذي دار بين الجيش والمتشددين المتحصنين في مخيم نهر البارد، أسوأ أعمال عنف في لبنان منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و 1990 ، وسقط فيها 166 قتيلا.
وقال وزير الدفاع اللبناني الياس المر في مقابلة مع تلفزيون (ال. بي.سي) اللبناني، انه يمكنه ابلاغ الشعب اللبناني ان العملية العسكرية في مخيم نهر البارد انتهت، مضيفًا انه تم سحق جميع مواقع "الارهابيين" مشيرا الى ان الذين نجوا من اعضاء جماعة فتح الاسلام انسحبوا من عند اطراف المخيم الواقع في شمال لبنان الى مناطق المدنيين في عمق المخيم.
وقال إنه يهدي هذا النصر الى كل شعب لبنان. واضاف المر ان الجيش سيبقي على حصاره للمخيم حتى استسلام جميع متشددي فتح الاسلام بمن فيهم شاكر العبسي. وقال انه يجب عليهم ان يستسلموا مشيرا الى ان قول ان العبسي قتل لا يكفي مضيفا انه اذا كان قد قتل فليسلموا جثته. واشار الى ان الجيش يواصل القيام ببعض عمليات التطهير وازالة القذائف التي لم تنفجر والشراك الخداعية في محيط المخيم.
وقال مصدر من مجموعة رجال دين فلسطينيين حاولت القيام بدور وساطة لوضع نهاية للقتال ان شاهين شاهين مسؤول جماعة فتح الاسلام قال للوسطاء ان الجماعة ترحب بإعلان لبنان انتهاء العملية. وقال المصدر لرويترز "قال لنا ان فتح الاسلام تعلن وقف اطلاق النار." واعلن شهود عيان ان تبادلا خفيفا لاطلاق نيران الاسلحة الرشاشة استمر في المخيم عقب إعلان المر بعد يوم من الاشتباكات المتقطعة.
وتركز القتال في مناطق يسيطر عليها المتشددون عند اطراف المخيم. ولا يسمح للقوات الامنية بدخول 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان بموجب اتفاق عربي أبرم عام 1969. وأسفر القتال الذي تسبب ايضا في تدمير معظم المخيم عن سقوط ما لايقل عن 166 شخصا بينهم 76 جنديا واكثر من 60 متشددا و30 مدنيا.
ويقول الجيش ان فتح الاسلام بدأت الصراع يوم 20 أيار (مايو) بمهاجمة مواقعه. وتقول الحركة التي تضم مقاتلين من أنحاء العالم العربي انها كانت تتصرف دفاعا عن النفس. وقال المر في مقابلة نشرت في صحيفة النهار ان بعض المقاتلين الذين اعتقلوا اعضاء في القاعدة. واضاف المر للصحيفة إنه يوجد جزء منهم ينتمي مباشرة الى القاعدة. وقالت فتح الاسلام انه ليست لها علاقات تنظيمية بالقاعدة وانما تشترك معها في ايديولوجيتها المتشددة. وفر معظم سكان المخيم وعددهم 40 ألفا خلال الايام الاولى من القتال الذي دمر معظم أزقة المخيم المطل على البحر المتوسط.
وأغلقت سوريا يوم الاربعاء إحدى نقاط عبور الحدود الى شمال لبنان. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان قرار الاغلاق اتخذ بسبب الاوضاع الامنية السائدة في شمال لبنان. وأغلقت سوريا ثلاث نقاط عبور الى شمال لبنان مشيرة الى مخاوف أمنية منذ بداية القتال في مخيم نهر البارد. ويقول الزعماء اللبنانيون المعارضون لسوريا ان جماعة فتح الإسلام أداة في يد الاستخبارات السورية. وتنفي سوريا والجماعة ان هناك أي علاقة.