أخبار

نجل طالباني: نريد قاعدة أميركية بكردستان لحمايتنا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المعارك في محافظة ديالى تشتد من منزل إلى منزل
نجل طالباني: نريد قاعدة اميركية في كردستان لحمايتنا
أسامة مهدي من لندن:
أكد قباد طالباني نجل الرئيس العراقي جلال طالباني وممثل حكومة إقليم كردستان العراق في الولايات المتحدة، إن الأكراد يريدون بناء قاعدة عسكرية أميركية دائمة في إقليمهم لحمايتهم من أي "مظالم" مستقبلية، وأشار إلى أن للأميركيين مصالح سياسية وعسكرية واقتصادية... في وقت أكد قائد أميركي أن معارك شرسة من شارع إلى شارع، ومن مبنى إلى مبنى تجري في محافظة ديالى وخاصة مركزها بعقوبة، بينما أكدت القوات الأميركية قتلها لإرهابيين اثنين واعتقالها 29 آخر، خلال عمليات إستهدفت شبكة القاعدة في العراق ومقاتليها الاجانب اليوم الجمعة. وقال قباد طالباني في مؤتمر صحافي عقده في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي اليوم، إن بقاء القوات الأميركية في العراق ضمان بعدم تعرض الشعب الكردي إلى المظالم مشيرًا إلى أن بناء قاعدة أميركية في الإقليم هو في مصلحة أميركا وكردستان. واعتبر طالباني الإبن أن "بقاء أميركا في العراق سيكون ضمانًا بعدم تعرضنا نحن الأكراد مرة أخرى للمظالم، وفي الوقت نفسه ستكون حقوقنا مضمونة". وأضاف: "يجب إفهام أصدقائنا الأميركيين أن مصالحهم ليست سياسية مع الأكراد وإنما لديهم مصالح إقتصادية وعسكرية أيضًا. وفي رده على سؤال عن مدى تأييده لبناء قاعدة عسكرية أميركية في إقليم كردستان، نقلت عنه وكالة انباء اصوات العراق قوله إن وجود مثل هذه القاعدة هو في مصلحة أميركا وكردستان وهذه أفضل طريقة لحماية أنفسنا من المظالم التي قد نتعرض لها، من دون أن يحدد طبيعة تلك المظالم. وحول سبب مخاوف الأكراد من مستقبلهم في العراق مع وجود دستور وحكومة يشارك فيها الأكراد بفعالية ودوافع رغبتهم في بناء قاعدة عسكرية أميركية في كردستان اشار الى ان "التاريخ أثر في نفسيتنا ويجب أن تكون لدينا دائما مخاوف من ظهور دكتاتور سواء في العراق أو في دول الجوار. واضاف متسائلاً: "من يضمن أن الحكومة المستقبلية للعراق ستكون ديمقراطية...؟ لأنه حتى الآن الأشخاص هم الذين يديرون الحكم، ولن تزول مخاوفنا خلال سنة أو إثنيتن ويجب أن نطمئن شعبنا بأنه لن يتعرض مرة أخرى للمظالم".
وشدد الطالباني على حاجة العراق إلى بناء نظام حكم على أساس المؤسساتية لضمان حقوق الشعوب العراقية وبناء الديمقراطية في البلاد، مشيرًا إلى محاولات الجماعات المصنفة على الإرهاب لإستهداف إقليم كردستان ووصف هذه المحاولات بالخطرة. وشدد بالقول: "الإرهابيون يستهدفون كردستان... وعلينا حماية أنفسنا".وكشف نجل الرئس العراقي عن محاولات الأكراد لبناء "لوبي كردي" في الولايات المتحدة للضغط على السياسة الأميركية تجاه قضايا الأكراد وقال "يجب تقوية العلاقات مع أميركا سواء من خلال الجالية الكردية وتشكيل لوبي كردي في الولايات المتحدة ليكون عامل ضغط على السياسة الأميركية. وأشار الى اهمية وصول مشروعية القضية الكردية إلى الشعب الأميركي من خلال إقامة العلاقات أو تشكيل اللوبيات، وكذلك تشجيع الشركات الأميركية على الإستثمار في الإقليم" معربًا عن أسفه "لعدم وجود شركات أميركية في إقليم كردستان بالشكل المطلوب". وقال: "للأسف الشركات الأميركية قليلة، مقارنة مع الشركات الأجنبية الأخرى الموجودة في الإقليم".
وعبر قباد الطالباني عن قلقه من " تسلح العشائر في العراق وبالأخص العشائر السنية" من قبل القوات الأميركية، وقال إن هناك العديد من الناس في كردستان قلقون من تسليح العشائر لأن المشكلة العراقية سياسية وليست عسكرية اضافة الى ان هناك مشكلة عدم الثقة بين الأطراف العراقية وهذه لا تعالج بالتسلح، كما أوضح. واعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم عن معارضته لقيام القوات الأميركية بتسليح العشائر العراقية بذريعة مواجهة تنظيم القاعدة في عدد من المدن التي ينشط بها التنظيم خاصة في محافظتي الأنبار وديالى. وقال إن الحكومة العراقية تتخوف من تحول هذا السلاح إلى أيدي الجماعات الإرهابية.

وعن التهديدات التركية بإجتياح إقليم كردستان العراق لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي، قال طالباني الإبن: "نحن على ثقة بأن تركيا لن تجتاح كردستان لأنها تعرف مصالحها الإقتصادية الموجودة في الإقليم من خلال وجود مئات الشركات التركية وآلاف العمال الذين يحولون مبالغ طائلة إلى تركيا ومن خلال مشاركتهم في عمليات الإعمار في الإقليم". وأضاف: "نعتقد بأن تركيا لن تهدم علاقاتها مع العراق ومع أميركا والإتحاد الأوروبي من أجل اجتياح عسكري للإقليم". ووصف الطالباني قرار إحالة مشروع قانون النفط العراقي على مجلس النواب، لمناقشته والمصادقة عليه بأنه "إنتصار لشعب كردستان". وقال: " أحب أن أعبر عن سروري للوصول إلى إتفاق حول توزيع العائدات النفطية في العراقِ واعتبره إنتصارًا لشعب كردستان لأن مسألة النفط مهمة بالنسبة إلى شعب كردستان لأننا كنا محرومين من هذه الواردات التي كانت تستخدم فقط لأغراض الحروب".

تطورات المعارك في محافظة ديالى
قال جنرال اميركي اليوم إن حوالى عشرة آلاف من الجنود الاميركيين والعراقيين الذين يواصلون هجومًا في محافظة ديالى شمال شرق بغداد يواجهون مقاومة شرسة من مئات المتشددين من تنظيم القاعدة المستعدين للقتال حتى الموت والذين يقدر عددهم بـ 2500 مسلح. وقال البريجادير جنرال ميك بدناريك نائب قائد عام العمليات في مؤتمر صحافي في محافظة ديالى أن القتال يدورمن منزل إلى منزل ومن مبنى الى مبنى ومن شارع الى شارع في مدينة بعقوبة العراقية وحولها على مسافة 64 كيلومترًا شمال شرق بغداد، حيث بدأت قوات أميركية عراقية مشتركةقوامها عشرة آلاف عسكري الثلاثاء الماضي أكبر عملية عسكرية منذ الحرب بالعراق العراق في عام 2003. وأضاف أن "عناصر كتائب ثورة العشرين المنشقة عن تنظيم القاعدة تقاتل ضد مقاتلي ومسلحى القاعدة في العملية الأمنية في ديالى، وهذه الجماعة تقاتل مع القوات الأمنية لطرد القاعدة من عموم مدنها التي سيطرت عليها". وأكد أن عدة مئات من متشددي القاعدة يتمركزون حول بعقوبة وأن المهمة ستكون طويلة وخطرة لطردهم من هناك. وأضاف أن بعضهم بالتأكيد سيقاتلون حتى الموت. واضاف: "توجد بعض المنازل التي كانت تستخدمها القاعدة منازل آمنة كل بنيتها محشوة بكميات هائلة من المتفجرات". وبعقوبة عاصمة محافظة ديالى وتعتبر معقلا للقاعدة لكن الهجمات ضد القوات الاميركية والعراقية زادت منذ الحملة الأمنية التي بدأت قبل أربعة أشهر بقيادة الولايات المتحدة في بغداد وعمليات في أماكن أخرى دفعت العديد من متشددي القاعدة ومسلحين آخرين الى البحث عن ملاذ آمن في ديالى المحاذية. ومن بين أهداف الهجوم القضاء على مسلحي "دولة العراق الإسلامية" التي أعلنها تنظيم القاعدة في المحافظة مؤخرًا... إضافة إلى تدمير شبكة تفجيرات السيارات الملغومة للقاعدة في العراق. حيث قتل مهاجم انتحاري بشاحنة ملغومة 87 شخصًا في بغداد يوم الثلاثاء بعد ساعات من بدء هجوم ديالى. وقد بدأت العملية العسكرية بهجوم جوي ليلي سريع وبحلول النهار قتلت المروحيات والقوات الأرضية وأصابت حوالي 250 مسلحا مناهضا للقوات العراقية في بعقوبة وحولها حيث جهز العشرة الاف عسكري من المهاجمين بكامل المعدات والمروحيات والطائرات الحربية والعربات سترايكر والدبابات برادلي في هذا الهجوم كما اشار بيان عسكري للقوات الاميركية ارسلت نسخة منه الى "ايلاف".

ومن هنا يمكن فهم ضخامة حجم العملية المسلحة التي بوشر بها اليوم والعدد الكبير من الجنود المدعومين بالطائرات التي تشارك فيها حيث تعتبر محافظة ديالى وعاصمتها بعقوبة (65 كم شمال شرق بغداد) المحافظة الاكثر اضطرابا حاليا وهي التي قتل في احدى قراها العام الماضي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد وادي الرافدين ابو مصعب الزرقاوي الذي انتقل اليها مع الاف عدة من المسلحين سيطروا على المحافظة وفرضوا على سكانها قوانينهم الصارمة وتعاليمهم "الاسلامية" المتشددة الغريبة عن مجتمعها وعاداته. ويقطن المحافظة خليط متعايش من السنة والشيعة الذين يتناصفون مدينة بعقوبة والقرى والبلدات المحيطة بها والذين يتعايشون بسلام ويرتبطون بعلاقات عائلية مختلطة قبل ان يتدفق عليها المسلحون ويهجرون حوالي 300 الفًا من سكانها ويدمرون حوالى 70 من مساجدها وحسينياتها ويغتالون العشرات من الاساتذة وزعماء العشائر وضباط الشرطة على الهوية الطائفية وخاصة الشيعية منها والتي نزحت الى محافظة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) على الخصوص.

وتشير المصادر إلى أن طبيعة محافظة ديالى ستشكل عائقًا امام انجاز الهجوم العسكري بشكل سريع حيث تحيط مدنها وبلداتها بساتين الحمضيات والمزارع والاحراش والمستنقعات التي تسهل على المسلحين المناورة والتحرك انطلاقًا منها والاختباء في حالة الضرورة. ومن هنا كانت ملاذًا امنا للمسلحين خلال العامين الماضيين على الخصوص بعد ان اشتد الضغط عليهم في المحافظات المجاورة وخاصة بغداد وصلاح الدين ومركزها تكريت والانبار ومركزها الرمادي اضافة الى محاذاتها لمحافظتي كركوك وواسط ومركزها الكوت والذين بدأوا يتحركون في انحائها بحرية دفعتهم الى اعلان ما يسمى بـ "دولة العراق الاسلامية". ومن هنا تتوقع المصادر ألا يكون الهجوم اليوم نزهة للقوات الاميركية والعراقية التي عليها ان تتوقع معارك شرسة وطويلة يتكبد فيها الجانبان المتحاربان خسائر جسيمة كما اكد.

ويعيش سكان المحافظة وسط بساتين البرتقال واشجار النخيل والحقول المزهرة بمحاصيل عباد الشمس. ومع التركيز على ما يحدث من موجة العنف الدائرة في العراق وخصوصًا في العاصمة بغداد حيث اصبح القتل امرًا معتادًا فأن قليلا من الاهتمام قد اولي للجرائم التي ترتكب في محافظة ديالى التي تشاطر حدودها مع ايران من جهتها الشرقية ايضًا.
وتختلف محافظة ديالى ببساتينها وحقولها الخضراء وارضها الخصبة بشكل كبير عن المحافظات الجافة المحيطة بها حيث يحدها من الجانبين نهر دجلة ونهر ديالى إلا أن هذه الطبيعة الجذابة اصبحت مسرحًا لأعمال عنف شديدة وتهجير طائفي بشكل هدد بتمزيق المحافظة الى اجزاء، وهو ما يعد نذير شؤم للبلاد بأكملها لأن ديالى كانت تعرف باسم "العراق الصغير" لما تحتويه من خليط عرقي عربي كردي تركماني... وطائفي شيعي سني... وديني مسيحي مسلم.

وتقول المصادر إنه بإستثناء ساعات محدودة في النهار يقوم بها السكان بشراء حاجاتهم والتسوق ثم الهروب إلى منازلهم فإن هذه المدينة ظلت خلال الأسابيع الأخيرة على الخصوص تعتبر "مدينة أشباح" يتجول في طرقاتها المسلحون ويتحول السوق الرئيس فيها الى مسرح لجرائمهم دون اكتراث لقوات الامن العراقية التي لم تستطع فرض سلطتها على المدينة. وأكدت أن سكان المدينة كانوا لا يشعرون بوجود للحكومة حيث المسلحون يسيطرون على الأوضاع، فيما الادارات والجامعات ومعظم المدارس معطلة. واضافت ان الكثير من العائلات تعرضت لتفجير ابواب منازلها كما تلقت اخرى رسائل تهديد ووعيد بترك منازلهم والا ذبحوا. قتل مقاتل أجنبي في القاعدة واعتقال 29 مسلحًا
أكدت القوات الأميركية في بيان عسكري الى "ايلاف" ظهر اليوم قتلها ارهابيين واعتقالها 29آخرخلال عمليات إستهدفت شبكة القاعدة في العراق ومقاتليها الاجانب اليوم الجمعة. فقد إستهدفت عمليتين منسقتين في مدينة الموصل الشمالية ارهابيًا كرديًا عرف بمساعدته في تقديم تسهيلات الى المقاتلين الاجانب للقاعدة في العراق وتنفيذ عمليات مالية واعلامية. ودخلت القوات البناية المستهدفة الاولى، وتم عزل النساء والاطفال ومن ثم التحرك داخل المنزل وأثناء المناورة قام رجل مسلح بالاشتباك مع القوة البرية بنيران الأسلحة الخفيفة، مما عرض القوة وافراد العائلة الأبرياء للخطر فدافعت القوات عن نفسها وعن النساء والأطفال وقتلت الإرهابي المسلح.
وأوضحت القوات انها تعرفت على الارهابي كونه جزء من شبكة القاعدة في العراق والتي تقوم بتجنيد ونقل المقاتلين الاجانب الى العراق لإشراكهم في تفجيرات انتحارية ونشاطات ارهابية اخرى. كما تم اعتقال سبعة إرهابيين خلال الغارات لتورطهم المزعوم مع الشبكة. وعلى الصعيد نفسه، قالت القوات الاميركية انها نفذت في بغداد عملية للقبض على قائد مهم في تنظيم القاعدة في العراق. وأثناء دخول القوات الى المنطقة حاول رجل بشكل مستمر وعدائي التملص من القوات البرية وتجاهل تعليمات المترجم للإستجابة إلى أوامر القوة، فإشتبكت القوات معه من خلال إتخاذ رد الفعل المناسب تجاه التهديد المعادي وقتلته.
وفي داخل البناية، تم اعتقال 10 إرهابيين من بينهم إثنان على صلة مقربة من قادة مهمين للقاعدة في العراق. ودمرت القوات مركبة تستخدم في نقل الإسلحة والأشخاص لإستخدامها في النشاط الارهابي.
وايضا أستهدفت قوات التحالف غرب الطارمية شخصًا يقوم بتسهيل تحركات المقاتلين الأجانب إلى العراق فتم اعتقاله مع ثلاثة إرهابيين آخر لصلتهم مع شبكة للمقاتلين الأجانب تابعة للقاعدة في العراق. واغارت القوات على مبنى شمال شرق الحبانية في بحثها عن قائد مهم للقاعدة في العراق هناك فاعتقلت ثمانية أرهابيين لتورطهم المزعوم مع القائد المهم.
وقال المتحدث باسم القوة متعددة الجنسيات في العراق المقدم كرستوفر جارفر، "يستمر عناصر القاعدة في العراق في تهديد سلامة العراقيين من خلال عنف لا يفرق بين احد وحتى تعريض حياة أفراد عوائلهم الى الخطر. أن عناصر القاعدة وغالبيتهم اجانب لا يمثلون أرادة أو رغبة أبناء العراق."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف