رايس وكوشنير لم يخفيا تباين مواقفهما حول الشرق الاوسط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: لم تخف وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الفرنسي برنار كوشنير تباين مواقفهما حول الشرق الاوسط خلال اول مؤتمر صحافي مشترك لهما مساء الاحد في باريس.
واذ شددا على توافق فرنسا والولايات المتحدة حول الوضع العام في لبنان والاراضي الفلسطينية، عبر كوشنير عن موقف مختلف في ما يتصل بالمساعدة التي ينبغي ان تقدم الى الفلسطينيين والاداء حيال سوريا والشرعية الشعبية لحماس. وذكر كوشنير ب"التصميم الفرنسي الاميركي قبل ثلاثة اعوام الذي اتاح انسحاب القوات السورية من الاراضي اللبنانية"، مكررا انه "لم يكن واردا ان تعاود فرنسا الحوار مع سوريا ما دام هذا البلد لم يقدم ادلة ملموسة على مشاركته في حركة السلام".
لكنه ذكر ايضا بان دمشق سبق ان شاركت في مفاوضات السلام، مشيرا خصوصا الى اتفاق الطائف الذي انهى الحرب اللبنانية.
من جهتها، تحفظت رايس عن قول اي امر ايجابي عن النظام السوري الذي تتهمه واشنطن بزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط. وسئل الجانبان عن الفلسطينيين فاعلنا دعمهما للرئيس محمود عباس. ولكن فيما كررت رايس تصميمها "على عدم دعم حماس"، في اشارة الى الحصار المالي الدولي الذي فرض على الفلسطينيين اثر الفوز الانتخابي لهذه الحركة العام الفائت، اسف كوشنير لعدم التمكن من تقديم مساعدة اكبر الى الفلسطينيين.
وقال "ايدنا دعمهم مباشرة لكننا لم نتلق متابعة"، في اشارة الى رفض واشنطن المتكرر لتخفيف الحصار خلال محادثات اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة)، فيما دافع الاوروبيون وروسيا عن معاودة المساعدة المباشرة.
وفي حين جددت الوزيرة الاميركية رفضها اي شرعية للحكومتين الفلسطينيتين اللتين شكلتا قبل عام مع حماس، ذكر الوزير الفرنسي بان الحركة فازت في الانتخابات التشريعية عام 2006. وقالت رايس "البعض يقولون ان هناك قيادتين فلسطينيتين"، في اشارة الى الوضع الجديد الناشىء بعد سيطرة حماس على قطاع غزة.
واضافت "هناك رئيس فلسطيني واحد هو محمود عباس. هناك حكومة فلسطينية واحدة هي حكومة الطوارىء التي شكلها الرئيس عباس". وكرر كوشنير "هناك رئيس فلسطيني هو محمود عباس، لكن حماس فازت في الانتخابات ويجب التساؤل قليلا عما يمكن القيام به حاليا".
وسئلت رايس عن رؤيتها للشرق الاوسط بعد عام على صيغتها الشهيرة التي وصفت حرب لبنان بأنها "بداية الشرق الاوسط الجديد" الذي تتمنى ادارة بوش حصوله، فأسهبت في الدفاع عن سياستها.
واكدت رايس انها "لم تفاجأ" بمحاولة المتطرفين "خنق" المحاولات الديموقراطية في الشرق الاوسط، وعددت البلدان التي تعرض فيها حلفاء واشنطن لعراقيل من قبل سوريا وايران، وحرصت على القول انه "سيكون من الخطأ القول انهم لم يربحوا شيئا".ففي لبنان، انتشر الجيش اللبناني في الجنوب وقاتل مجموعات متطرفة في مخيمات للفلسطينيين للمرة الاولى منذ عقود. واكدت ان "اللبنانيين ربحوا كثيرا".
وفي العراق، قالت انه "سيكون من الخطأ القول ان العراقيين لم يربحوا شيئا لدى الاطاحة بصدام حسين أحد أشد القتلة قسوة في القرن العشرين".
وفي اشارة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الموالي للغرب، قالت رايس "سيكون من الخطأ القول ان وجود رجل يؤمن بالطريق الملائم للسلام لا يعني شيئا للفلسطينيين".وقالت "نعم، انه لأمر صعب"، رافضة حجة معارضيها التي تقول ان الشرق الاوسط كان ينعم بمزيد من الاستقرار قبل التدخل الاميركي في العراق.
وتساءلت "اي استقرار؟". واجابت "الاستقرار الذي ألقى خلاله صدام حسين ب 300 الف شخص في المقابر الجماعية؟ هل كان ذلك استقرارا؟ الاستقرار الذي كانت خلاله القوات السورية منتشرة في لبنان؟ هل كان ذلك استقرارا؟"
وفي اشارة الى مفاوضات كامب ديفيد للسلام في 2000 برعاية الرئيس الاميركي آنذاك بيل كلينتون، اضافت "هل الاستقرار الذي رفض فيه ياسر عرفات فرصة لأن يكون للفلسطينيين دولتهم؟ هل كان ذلك استقرارا؟"وقالت "هل الاستقرار الذي اتت به القاعدة التي تسببت في مقتل ثلاثة الاف شخص في أحد ايام ايلول/سبتمبر"، في اشارة الى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن.
وتساءلت رايس ايضا "هل الاستقرار الذي لا يتكلام احد فيه عن الديموقراطية في الشرق الاوسط، ما اتاح للقوى المتطرفة الفاسدة ان تكون القوى الوحيدة المنظمة سياسيا في المنطقة؟"، مشيرة الى ان انتشار المثاليات الديموقراطية هو المتراس الافضل ضد التطرف.
وحول انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، قالت رايس المتخصصة في الشؤون السوفياتية، "نعم، انه قاس فعلا ... لكني مقتنعة بأن هذه القيم ستنتصر، لأني شهدت ولادتها". وخلصت رايس الى القول "اعرف جيدا ان من النادر ان تتطابق الشعارات الكبرى التي نرفعها اليوم مع حكم التاريخ".