تفاؤل حذر بنتائج قمة شرم الشيخ رغم الاحتقان
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تفاؤل حذر بنتائج قمة شرم الشيخ رغم الاحتقان
نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط مشهد إقليمي بالغ التعقيد، بدأت اليوم الاثنين في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر أعمال قمة رباعية ضمت الرئيس المصري حسني مبارك، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والعاهل الأردني عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، وهي القمة التي وصفت بأنها تستهدف احتواء الأزمة الراهنة في الأراضي الفلسطينية، بعد أن سيطرت حركة حماس الفلسطينية على قطاع غزة. وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن توجه النية للمشاركين في هذه القمة إلى إصدار إعلان يتضمن التأكيد على احترام السلطة الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، كما ستوجه تحذيرا لحماس بتحمل المسؤولية عن تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، وتدعوها للعودة إلى الحوار والالتزام بما تم التوصل إليه من تفاهمات سابقة مع السلطة الفلسطينية سواء برعاية مصرية أو سعودية .
وترى القاهرة أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها حركة حماس بالسيطرة على قطاع غزة بالقوة المسلحة أمر يشكل خطورة على أوضاعها الداخلية، وبالتالي فقد باتت تنظر إلى الأمور بعيون محلية، بقدر أصبحت معه أقرب ما تكون إلى طرف في الصراع الدائر بين حركتي فتح وحماس، باعتبار أن الأخيرة هي الفرع الفلسطيني لجماعة "الإخوان المسلمين"، التي تشكل أكبر تهديد لنظام الرئيس حسني مبارك، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط خلال ندوة بنادي الروتاري بقوله إن هذا يشكل تهديدا مباشراً للأمن القومي المصري لأن غزة على مرمى حجر من الأراضي المصرية . تفاؤل حذر
وفي ظل أجواء الاحتقان التي تخيم على الشرق الأوسط، فإن هناك من يرى أن قمة شرم الشيخ ليس بوسعها أن تقدم أي جديد، في سبيل حلحلة الوضع الفلسطيني المأزوم، غير أن هناك آخرين رأوا خلاف ذلك، وأبدوا "تفاؤلاً حذراً" بنتائجها، مشيرين إلى أن هذا الوضع الذي صارت معه إسرائيل في مواجهة حركة دينية لا يمكن أن تلتقي معها. كما وجدت السلطة الفلسطينية نفسها متحررة من ضغوط حماس، مما سيدفع الجميع لاتخاذ خطوات جادة لدفع عملية السلام تمهيدا لإقامة دولة فلسطينية طال انتظارها .
وتوقعت مصادر سياسية أن تدعم قمة شرم الشيخ، موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، من خلال تقديم حزمة من المساعدات المالية والعسكرية لحركة فتح، وأوضحت ذات المصادر أن النية في القاهرة تتجه الآن إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات العقابية ضد حركة حماس، تبدأ بإغلاق كامل لمعبر رفح الحدودي، وتمتد إلى قطع كافة الاتصالات السياسية والأمنية مع قادة حماس، فضلاً عن فرض حظر على حركة الأموال والأشخاص والبضائع إلى قطاع غزة . وعما إذا كانت مصر قد أجرت اتصالات مع الولايات المتحدة وأطراف الرباعية الدولية لضمان نجاح قمة شرم الشيخ، قال أحمد أبو الغيط إن الجميع على اطلاع بدوافع مصر في الدعوة لانعقاد هذه القمة وكانت هناك مشاورات جرت خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرا الى أن هناك رغبة لإنجاح هذه القمة وإتاحة الفرصة للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حتى يلتقيا، وأن يستأنف العمل الجاد مرة أخرى في هذا المضمار
وعما تردد عن استقبال مصر لعدد من النازحين الفلسطينيين من قطاع غزة ، قال أحمد أبو الغيط إنه من غير المتصور أن يضطر الشعب الفلسطيني إلى التحول مجدداً للاجئين على أرضه، وأضاف أننا عشنا كل تفاصيل مأساة الشعب الفلسطيني عام 1948 و1949 وشهدنا مأساته مرة أخرى عام 1967 ولا يمكن أن نقبل أن نشهدها للمرة الثالثة . حماس والإخوان
وينظر المتخصصون في شؤون الحركات الإسلامية، إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، المعروفة اختصاراً باسم "حماس"، على أنها الفرع الفلسطيني لجماعة "الإخوان المسلمين" المصرية النشأة والقيادة، التي يرأس إطارها الدولي المعروف باسم "التنظيم الدولي للإخوان المسلمين"، مرشد الجماعة المصري .
واعتاد كافة الوزراء وكبار المسؤولين من أعضاء "حماس" زيارة المرشد العام للإخوان المسلمين في مقر الجماعة شبه الرسمي، وهناك اتصالات دائمة بين الإخوان وقادة حماس سواء في الداخل أو المنافي المختلفة، وهي الاتصالات التي وإن حرص كل من قادة الجماعة الأم والفرع الفلسطيني على إخفائها وقصرها على التواصل العلني غير الحركي ولا التنظيمي، غير أنهم لا ينكرون وجودها عادة . وقبل أيام من سقوط غزة في قبضة مقاتلي حماس، زار منذر الدجاني السفير الفلسطيني بالقاهرة مقر جماعة الإخوان شبه الرسمي بحي المنيل وسط القاهرة، حيث التقى مرشدها العام محمد مهدي عاكف، وقالت مصادر فلسطينية إن السفير الدجاني طلب من عاكف التدخل بثقله كمرشد عام للتنظيم، ليضغط على "حماس"، بغية إقناع قادتها بوقف القتال، غير أن ذات المصادر أكدت أن المرشد وعده خيراً من دون أن يلتزم حياله بممارسة ضغوط على قادة الحركة، وبعد ذلك بساعات سيطرت حماس على كامل قطاع غزة .
ومنتصف مايو الماضي أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بياناً ممهوراً بتوقيع مرشدها العام مهدي عاكف أهابت فيه بالفلسطينيين "شعبًا وحكومةً وفصائل ومقاومة بأن ينبذوا الفرقة والاقتتال الداخلي وأن يغلبوا لغة العقل والحكمة والحوار، وأن يقفوا صفًّا واحدًا في مواجهة العدو المغتصب المعتدي على الأرض والعرض والمقدسات"، وفق ما ورد في البيان .
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف