الاعتداء على القوات الدولية في جنوب لبنان تحد لحزب الله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لبنانيون في الجنوب يخشون مزيدا من الهجمات على القوات الدوليةإسبانيا تشيع جنودها الستة الذين سقطوا في لبنان الى مثواهم الاخيرحزب الله يجري تحقيقًا في الإعتداء على القوات الدولية الاتهامات السياسية في ثلاثة اتجاهات
بيروت: يرى محللون ان الاعتداء على قوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان الذي قتل فيه ستة جنود الاحد، يبدو بمثابة تحد لحزب الله اللبناني، لا سيما انه وقع في منطقة تعتبر "عمقا حيويا" للحزب.وقال الباحث اللبناني وليد شرارة الخبير في شؤون حزب الله ان الاعتداء "يشكل تحديا للاجهزة الامنية لحزب الله، لانه وقع في الخيام، احد معاقل الحزب في جنوب لبنان".
واستنكر حزب الله الاعتداء واعتبره "عملا مشبوها يضر باهل الجنوب ولبنان".واعتبر في بيان صدر عنه الاحد ان الاعتداء "يساهم في المزيد من العبث بأمن واستقرار لبنان وبالاخص جنوبه المقاوم".وقال مصدر في حزب الله الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان الحزب يجري تحقيقا في الاعتداء. واضاف "اننا في طور اجراء تحقيقنا الخاص ومستعدون للتنسيق مع قوات اليونيفيل اذا تبين ان هناك حاجة الى ذلك".
واختفت المظاهر العسكرية لحزب الله في الجنوب منذ بدء تطبيق القرار الدولي 1701 الذي وضع حدا للاعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله في آب/اغسطس الماضي اثر نزاع استمر 33 يوما، لكن لم تحدث اي عملية لنزع سلاح الحزب، ولا يزال عناصره موجودين في المنطقة، لا سيما انهم من ابناء قراها وسكانها.ويقول وليد شرارة "انهم مثل السمك في الماء".
ونقلت صحيفة "السفير" الثلاثاء عن قيادي في حزب الله قوله ان الحزب "يدرك ان الاعتداء على القوة الاسبانية في قلب الشريط الحدودي (المحاذي للحدود مع اسرائيل) يشكل خرقا لعمقه الحيوي"، مضيفا "الا ان ذلك لن يدفعه الى خطوات متسرعة"، ومؤكدا ان الجيش اللبناني واليونيفيل "مسؤولان عن قوات انتشارهما".ويقول شرارة ان "حزب الله ينظر الى الاعتداء واطلاق الصواريخ (قبل اسبوع) من جنوب لبنان على شمال اسرائيل بمثابة محاولة من السلفيين السنة المرتبطين بالقاعدة للانتشار في جنوب لبنان".
وذكر بان المسؤول الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري دعا في حرب تموز/يوليو بين حزب الله واسرائيل، المسلمين الى نقل الجهاد الى الحدود مع فلسطين، من دون ان يعلن دعمه لحزب الله الشيعي.وحذر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بعد بدء المعارك بين الجيش اللبناني وحركة فتح الاسلام المؤلفة من مسلمين متشددين في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان في العشرين من ايار/مايو، الحكومة اللبنانية من تحويل لبنان الى ساحة صراع بين تنظيم القاعدة والاميركيين.
وترى اوساط المعارضة في لبنان بان فتح الاسلام حركة جهادية اسلامية مرتبطة بالقاعدة وتتهم الحكومة بالتقصير في التعامل معها منذ بداية انتشارها مع مجموعات اسلامية اخرى في لبنان، بينما تقول الاكثرية النيابية ان "القاعدة عنوان وهمي للمشروع التخريبي للنظام السوري" في لبنان، بحسب ما قال النائب وائل ابو فاعور من الاكثرية الاثنين. ويقول المحلل غسان عزة ان "حزب الله تخلى منذ زمن طويل عن العمليات الانتحارية التي هي اسلوب القاعدة وهو يقصر عمله على المواجهة العسكرية مع اسرائيل، وبالتالي، قد يتعرض للمزايدة من جانب السلفيين السنة".واضاف ان هؤلاء "يريدون ان يثبتوا انهم يملكون وسائل متفوقة على تلك التي يملكها حزب الله من اجل مواجهة الاستراتيجية الاميركية الاسرائيلية في المنطقة".
ويتمتع حزب الله بشعبية ونفوذ لا يتنازعهما مع اي طرف آخر في الجنوب. لكن يوجد ايضا في الجنوب عدد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين السنة التي يشكل بعضها تربة خصبة لنمو السلفية، كما حصل بالنسبة الى تمركز فتح الاسلام في مخيم نهر البارد. ويرى الباحث نديم شحاده من معهد "شاتهام هاوس" البريطاني للعلاقات الدولية ان "حزب الله يظهر كعامل استقرار في جنوب لبنان حيث الالتزام الاوروبي محوري"، مشيرا الى ان الاتحاد الاوروبي حصل على "ضمانات من حزب الله قبل نشر قواته في الجنوب" في اطار قوات الطوارىء الدولية المعززة وبموجب القرار الدولي 1701 الصادر في آب/اغسطس 2006.
واشار الى وجود "فرص متزايدة لحصول تباعد في وجهات النظر بالنسبة الى التعامل مع الوضع في جنوب لبنان بين الاوروبيين والاميركيين".وتعتبر واشنطن ان حزب الله منظمة "ارهابية"، بينما يرفض الاتحاد الاوروبي ادراجه على لائحة المنظمات الارهابية.