مسيرة سامراء... نزوح للسكان والصدر يطمئن السنة
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مسيرة سامراء... نزوح للسكان والصدر يطمئن السنة
أسامة مهدي من لندن: سعى الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر اليوم إلى طمأنة السنة في بلاده، بعد أن عبروا عن مخاوف من تنفيذ دعوته إلى تنظيم مسيرة شعبية مليونية إلى مدينة سامراء التي بدأ سكان منها ينزحون عنها، خوفًا من تفجير عمليات مسلحةفي حالتعرضت المسيرة لإعتداءات... وفي اشارة الى امكانية تأجيل المسيرة، قال رئيس الوزراء نوري المالكي إن توفير الحماية الكافية للطريق بين بغداد وسامراء والمناطق المحيطة به وتطهيره من المنظمات الإرهابية يحتاج إلى فترة زمنية مناسبة. ونفي الصدر اليوم تقارير إشارت إلى أن الهدف من المسيرة هو طرد السنة من المينة (120 كلم شمال غرب بغداد) وتغيير هويتها الطائفية إلى الشيعية... حيث أن سكان المدينة التي تضم مرقد الإمامين العسكريين هم خليط من أبناء الطائفتين. وتعرضت قبة المرقد إلى تفجير في شباط (فبراير) العام الماضي مما فجر عنفًا طائفيًا في البلاد، لا تزال تداعياته الخطرة تهيمن على العراق حتى الآن... ثم تعرضت مطلع الشهر الحالي إلى تفجير مئذنتي المرقد ايضًا. ودعا الصدر اليوم للمرة الثانية خلال أسبوعين العراقيين إلى الزحفنحو المدينة "لزيارة مرقد الإمامين العسكريين الخميس المقبل الموافق العشرين من شهر جمادى الثانية الذى يصادف ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول الكريم. وأكد الصدر أن هدفه من المسيرة هو التقارب مع السنة وإظهار محبتهم لأهل البيت وانهم لاعلاقة لهم بالتفجيرين اللذين حمل "التكفيريين الخارجيين والمحتل" المسؤولية عن ذلك.
وقال الصدر في بيان وزعه مكاتبه في اتحاء العراق اليوم إن "الدعوة لزيارة مرقدي الامامين في نفس يوم ولادة الزهراء (س) لما كان في هذه الذكرى من بشرى مفرحة لرسول الله (ص) نأمل ان تكون هذه السنة بشرى خير على العراقيين يتقرب بعضهم من بعض كاسرين الحواجز التي وضعها الاحتلال والتكفير". وأشار إلى أن الذهاب الى المدينة هو للزيارة والعودة من المدينة في اليوم نفسه "من دون الإعتصام أو المكوث هناك" .
وطالب الصدر جميع الأطراف العراقية، سنة وشيعة ومن جميع القوميات، إلى ترك التكبر والأنا وإدعاء البحث عن مصلحة الطائفة والحزب. وقال: "علينا جميعًا التفكير الجدي بمصلحة العراق بمجموعه، ونحن بهذه الدعوة نقدم يد الإخاء والتسالم وأبوابنا مفتوحة لهم لكل من يريد استيضاح لبس أو شبهة". وناشد العشائر والوجهاء والجهات الرسمية الى "ابداء حسن النية والتعاون لإنجاح هذه الزيارة "كي تكون نقطة نحول في العلاقات المتصدعة." واضاف ان من قام بجريمة تفجير المرقدين لا يرضيه تحقيق الزيارة لذلك فهو سيحاول جاهدا منعها. المالكي : الطريق الى سامراء لم يؤمن ونعمل على ذلك
وقال مكتب المالكي اليوم في بيان صحفي ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" أن توفير الحماية الكافية للطريق بين بغداد وسامراء والمناطق المحيطة به وتطهيره من المنظمات الإرهابية يحتاج إلى فترة زمنية مناسبة في اشارة الى امكانية تأجيل المسيرة . واضاف انه في الوقت الذي يتم فيه تقديرمشاعر المواطنين بالتوجه نحو مدينة سامراء بمسيرة سلمية فأن عملية استكمال تأمين الطريق الى المدينة لم تتم بعد وفق التقارير الواردة من القادة الميدانين في المنطقة وان الاجهزة الامنية تعمل بكل جد لبسط الامن ليتمكن بعدها المواطنون من زيارة العتبات المقدسة في سامراء بأمن وسلام... وفي ما يلي نص البيان :
تحرص الحكومة العراقية على أن يؤدي المواطنون من مختلف الأديان والمذاهب شعائرهم الدينية وزيارة العتبات المقدسة بصورة آمنة. وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من توفير الحماية اللازمة لزوار النجف الأشرف والكاظمية وكربلاء المقدسة في المناسبات الدينية.
وإتفقت الحكومة في الأيام الأخيرة مع منظمة اليونسكو وإحدى الشركات التركية لإعادة بناء مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء والذي تعرض لإعتداء إرهابي غادر.
كما تم نشر قوات من الجيش والشرطة لتأمين الطريق بين التاجي والإسحاقي إلى جانب إرسال تعزيزات عسكرية وقوات من الشرطة الوطنية إلى مدينة سامراء. على أن توفير الحماية الكافية للطريق بين بغداد وسامراء والمناطق المحيطة به وتطهيره من المنظمات الإرهابية يحتاج إلى فترة زمنية مناسبة. وفي الوقت الذي نقدر فيه مشاعر المواطنين بالتوجه نحو مدينة سامراء بمسيرة سلمية، نعلن ان عملية استكمال تأمين الطريق الى المدينة لم تتم بعد، وفق التقارير الواردة من القادة الميدانين في المنطقة، وإن الأجهزة الأمنية تعمل بكل جد لبسط الأمن، ليتمكن بعدها المواطنون من زيارة العتبات المقدسة في سامراء بأمن وسلام.
مخاوف سنية ودعوات إلى التأجيل وعدم الاستجابة
وقد دعا رئيس ديوان الوقف السني الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي الصدر إلى التريث في تنظيم المسيرة . وأشار السامرائي إلى أنه من غير الصحيح أن تقام التظاهرة التي دعا إليها مقتدى الصدر الشهر المقبل. ووصف السامرائي مدينة سامراء بأنها مدينة أشباح تنتشر فيها العناصر المسلحة التي تقتل وتستبيح المدينة لذا فهناك خشية على المتظاهرين وعلى الزائرين للمرقد من تلك العناصر. ومن جانبها، وجهت هيئة علماء المسلمين رسالة إلى من اسمتهم " إخواننا وأهلنا في جنوب العراق ووسطه... أهلنا وإخواننا في جنوب العراق ووسطه من محبي آل البيت رضوان الله عليهم" دعتهم فيه الى عدم الاستجابة لدعوة الصدر. وقالت الهيئة: "في الوقت الذي نؤكد فيه أن العراق من شماله إلى جنوبه وطن لجميع أبنائه على اختلاف مكوناتهم، وأن من حق من شاء منهم أن يتجول حيث يشاء من أرض الوطن الحبيب إلا أن المحتل قد حال بيننا وبينكم في ممارسة هذا الحق مع الأسى، لذا فإننا ننبهكم على أن هذه الخطوة في هذا الظرف ليست مناسبة، وأن خطورتها لا تخفى على أحد، وأن الأهداف التي تقف وراءها أهداف خطرة، فثمة من يستغل مشاعركم وحبكم لآل بيت رسول الله ليحقق بكم أهدافه في تمزيق الوطن ودق إسفين بين مكوناته لا يزول أبدًا إلا أن يشاء الله.
لقد بدا أن من يقف وراء تفجير المرقدين في سامراء هي جهات في أجهزة الحكومة التي تزعم أنها حريصة على هذه الأماكن الطاهرة، وبدا للقاصي والداني أنها ليست كذلك، بل هي حريصة على مصالحها، وأنها على استعداد لتفرط بكل مقدسات المسلمين من أجل هذه المصالح حتى بدأنا نتيقن أن الكعبة المشرفة لو كانت في العراق وظن هؤلاء أن لهم مصلحة في هدمها لم يتورعوا عن ذلك بتاتًا". وحذرت من أن هذه الجهات تسعى اليوم - بكل ما أوتيت من حيلة وقوة وهبها لها المحتل - لإيقاذ الفتنة بأي ثمن، فهو سبيلها الوحيد للبقاء في السلطة وإرضاء أسيادها المحتلين ومن ارتبطت معهم بأجندة من الطامعين في العراق والساعين لتمزيقه.وبعد أن فشلت في إشعال هذه الفتنة بتفجير المرقدين ثم بتفجير مئات المساجد على أيدي أجهزتها الأمنية والميليشيات التابعة لها وفق مخطط معد لهذا الغرض، تحاول هذه المرة أن تجرب حظها الأخير في هذا الميدان المنتن من خلال دفعكم إلى المشاركة في تظاهرة كبيرة ظاهرها الرحمة وباطنها من قبلها العذاب. وقالت: ldquo;إن هذه الجهات تعلم أن تظاهركم في هذا الوقت وعلى هذا النحو سيثير حفيظة أهالي مدينة سامراء، وسينظرون إليه على أنه غزو لمناطقهم، وبالتالي فلن تتورع هذه الجهات التي تدفعكم إلى التظاهر - بحسب ما مر بنا من تجارب - عن أن تستهدفكم بنفسها، وتزعم أن أهالي المدينة هم من فعلوا ذلك، وقد تستهدفكم أثناء الطريق، وتقول إن الطائفة الفلانية هي من فعل ذلك". وأشارت موضحة، "لقد استغلت الميليشيات حدث التفجير الذي طال المرقدين في المرة الأولى والمرة الثانية فهدمت ما يقرب من ثلاثمائة مسجد في عموم أنحاء العراق، وقتلت عشرات الآلاف من الأبرياء وعددًا كبيرًا من علماء الدين وأئمة المساجد وخطبائها. والمساجد بيوت الله، وهي مأوى عباده ومعتكف أحبابه، ومنهم آل البيت الأطهار، ومع ذلك دعونا إلى ضبط النفس وتحمل الصدمة، وحين طلب منا إعادة إعمارها، قلنا: إن الوقت ليس مناسباً الآن، فقد يهدم ما يبنى منها، فيكون مدعاة للفتنة مرة أخرى. وهكذا نحب أن تنظروا إلى الأحداث، وتستشرفوا ما وراءها من أهداف حتى لا تقعوا في الفخاخ التي تنصب لكم على قارعة الطريق".
نزوح من سامراء وإصرار على المسيرة
ومن جهتها، قالت مصادر عراقية إن مدينة سامراء تشهد حاليًا نزوحًا لعائلات كثيرة منها تحسبًا من تداعيات المسيرة .
وقال بهاء الأعرجي رئيس الكتلة الصدرية في مجلس النواب إن التيار الصدري أكمل استعداداته للتظاهرة . واضاف أن التيار قد أكمل جميع الاستعدادات لإنطلاق التظاهرة إلى سامراء التي دعا إليها مقتدى الصدر، في وقت سابق. وردًا على سؤال دعوات قوى وشخصيات ومراجع لمقتدى الصدر بإلغاء التظاهرة أو على الأقل تأجيلها تحسبًا من حصول إعمال عنف قد تسفر عن سقوط المئات قال الاعرجي: "لقد أكملنا الاستعدادات للتظاهرة التي هي زيارة عادة"، من دون أن يرد مباشرة على الموقف من هذه المناشدات.
وقال: "إن التظاهرة التي وصفها بالزيارة إلى سامراء مفتوحة لجميع العراقيين ونريدها إن تعبر عن وحدة العراقيين". وأكد أن الوزارات الخدمية قد أكملت استعداداتها لتوفير الخدمات.
وأوضح الاعرجي أن وزارة الدفاع قد أبلغت التيار الصدري أنها وفرت الحماية الأمنية للمتظاهرين، وقال: "إن السيد مقتدى الصدر مستعد أن يعيد النظر في دعوته للتظاهر إلى سامراء في حال طلبت الحكومة منه ذلك أو أنها أبلغته عدم قدرتها علي توفير الحماية".
لكنه استدرك قائلاً: إن رئيس الوزراء نوري المالكي ابلغنا عددًا من الملاحظات حول التظاهرة ومنها صعوبة توفير الوقود للسيارات التي ستنقل المتظاهرين إلى سامراء.
وقال علي الدباغ الناطق باسم نوري المالكي رئيس الوزراء، إن الحكومة تدرك وجود حق التظاهر دستوريًا وإنها لا تمنع السيد مقتدى الصدر من تنفيذ دعوته.
وقد حذر أعضاء في المجلس المحلي لبلدية الدجيل حيث من المقرر أن تمر المسيرة عبرها من احتمال استغلال الأهداف النبيلة للمسيرة المليونية لإدانة جريمة نسف مرقدي الإمامين العسكريين من اجل إثارة الفتنة.وقال بيان للمجلس، إن التحذير يجد ما يبرره بعد تناقل معلومات عن اندساس عناصر من الحرس الثوري الإيراني.
وقال احد وجوه عشيرة الخزرج في الدجيل، إن أجواءً من الشائعات تسود الدجيل وبلد وسامراء، لا سيما في الأوساط العشائرية مما دعا كثير منهم إلى مغادرة مناطقهم إلى أرياف بعيدة خشية من تداعيات يتسبب بها ضعاف النفوس بما يسيء إلى المسيرة المليونية للشيعة.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف