بوش وملك المغرب ومعتقلو السلفية في شريط للقاعدة

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: عرض الموقع الإلكتروني للجماعة المتطرفة أنصار الإسلام في الصحراء المسلمة بلاد الملثمين، وهي أحد فروع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، شريطًا يتضمن ملخصًا للقاء جمع الرئيس الأميركي جورج بوش والعاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى جانب صور تذكارية بين بوش والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والرئيس التونسي زين العابدين بنعلي والرئيس الليبي معمر القذافي، والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، والنيران تحيط بهم من كل جانب، قبل أن يبدأ المتحدث الرسمي باسم التنظيم في إلقاء كلمته التي لم يتسنَّ التأكد من فحواها بشكل واضح.

وبدأ الشريط، المقدم من طرف الهيئة الإعلامية للتنظيم، الذي ينشط في المناطق الجنوبية للمغرب، بقراءة آية من سورة الأحزاب، قبل أن يعرض صور شيوخ السلفية الجهادية، المعتقلين في السجون المغربية على خلفية اتهامهم بالتورط في اعتداءات 16 أيار (مايو) 2003، إلى جانب الوقفات الاحتجاجية التي نفذتها عائلاتهم أمام السجون.

واستأثرت اللقاءات بين الرئيس الأميركي والعاهل المغربي بالحيز الأكبر من توقيت الشريط، الذي بلغت مدته الزمنية 24 دقيقة و27 ثانية، ليعقبها بعذ ذلك تصريح المتحدث الرسمي باسم التنظيم، الذي لم يكشف عن هويته، وجرى الإكتفاء فقط بعرض صورة، بدت أنها قديمة، لمجموعة من الأشخاص الملثمين يرتدون لباس صحراوي ويحملون بنادق تقليدية.

وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي التسمية الجديدة للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، قد عرض شريطًا مصورًا، عبر الموقع نفسه، للعمليات التي نفذت في الجزائر، إلى جانب شباب مغاربة، مبحوث عنهم من طرف الأمن، يتدربون على استعمال الأسلحة ويوجهون تهديدات مباشرة للمغرب.

ويتزامن عرض الشريط مع إعلان وزارة الداخلية الإسبانية عن اعتقال ثلاثة إسلاميين مغربيين "يشتبه في انتمائهم إلى القاعدة"، ومطلوبين من القضاء المغربي.

وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أن المشتبه فيهما، البذين أوقفا الثلاثاء في برشلونة (شمال شرق إسبانيا)، هما محمد لشقر (23 عامًا)، ومولاي لحسين ادريسي (27 عامًا)، وقد صدرت بحقهما مذكرات توقيف دولية عن القضاء المغربي.

وأعلن عن توقيف المتهم الثالث، في وقت لاحق، في بيان ثان للوزارة أشارت فيه إلى أن اسمه محمد اكزيم (32 عامًا).

وأضاف البيان أن المغاربة الثلاثة متهمون بالانتماء إلى خلية للتعبئة الدينية وتجنيد الجهاديين بهدف إرسالهم إلى "معسكرات تدريب إرهابية" في صحراء الساحل الأفريقي.

ويرجح أن يكون الثلاثة على علاقة بالجناح العسكري لتنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، التي تضم منذ كانون الثاني (يناير)2007 تنظيمات إسلامية متطرفة في شمال أفريقيا، بينها بالخصوص الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر.

كما يتزامن الشريط أيضًا مع استعداد كل من المغرب وجبهة البوليساريو لبدء الجولة الثانية من المفاوضات، التي ستنطلق في آب (أغسطس)، حول نزاع الصحراء الذي استمر لعقود.

وكان المغرب وجبهة البوليساريو قد بدآ مفاوضات مباشرة برعاية الامم المتحدة يومي 18 و19 حزيران (يونيو) في مانهاست قرب نيويورك.

وعرضت الرباط على الأمم المتحدة مشروع "حكم ذاتي واسع" في الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي ضمها المغرب في 1975. وتقترح المملكة في المشروع خصوصًا إقامة حكومة محلية وبرلمان وسلطات قضائية. ورفضت البوليساريو المقترح مطالبة بإستقلال الصحراء الغربية من خلال استفتاء لتقرير المصير.

وقال طيب فاسي الفهري، الوزير المنتدب للخارجية المغربية، أمس الأربعاء، إن المغرب يفاوض الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) فقط على أساس مشروع حكم ذاتي سلمه للأمم المتحدة.