إسرائيل تحول نابلس لثكنة عسكرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من نابلس: تواصل القوات الإسرائيلية اجتياحها لمدينة نابلس في الضفة الغربية، وينفذ الجيش حملة مداهمات واعتقالات واسعة في عدة أحياء من المدينة، فارضاً منع التجول على المواطنين الذي ضاق الخناق عليهم بعدما تحولت مدينتهم لثكنة عسكرية.حيث تعطلت امتحانات الثانوية العامة وشلت الحياة التجارية في مركز المدينة، وتوقفت معظم المؤسسات عن العمل، فيما يسمع بين الحين والآخر أصوات أطلاق نار وتفجيرات.
وحسبما قالت مصادر فلسطينية لـ "إيلاف" فقد أنقذ رجال الدفاع المدني العجوز زهير الصفدي البالغ من العمر 98 عاماً من موت محقق بعدما انهار منزله عليه جراء نسف الجنود لبيت الرطروط المحاذي له.وتجتاح القوات الإسرائيلية مدينة نابلس منذ يومين، وتشن حملة اعتقالات واسعة في مخيم بلاطة ومخيم بيت الماء، كما هدمت بعض المنازل في البلدة القديمة في المدينة بدعوى أنها تقدم العون والمساندة لمن تسميهم "مطلوبين".
ويأتي هذا الاجتياح بعد أيام فقط على تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت في شرم الشيخ خلال القمة التي حضرها الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله بالإضافة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.وقد شدد أولمرت في خطابه أمام الزعماء الثلاثة انه سيقدم تسهيلات للسكان الفلسطينيين في الضفة، كما أنه سيعرض على حكومته موضوع الإفراج عن 250 أسير من حركة فتح، مردداً عبارات عن السلام والهدوء وتعب الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي من العنف.
ولكن المواطنون الفلسطينيون يرون أن إولمرت ثبت بالشكل القاطع أنه يفعل عكس ما يقول، وبخاصة أنه عقب القمة توغلت أيضا قوات إسرائيلية في قطاع غزة مخلفة 15 قتيلاً في يوم واحد.
وترى حركة فتح في تصريح للناطق باسمها د.جمال نزال أن اجتياح إسرائيل للمدن الفلسطينية هو مخطط لإفشال المرسوم الرئاسي الذي أصدره الرئيس عباس ودعا خلاله إلى سحب سلاح الميلشيات المسلحة.وعلى الأرض رفضت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح القرار، كما جاء على لسان الناطق باسمها، مؤكدة أنها ستقف إلى جانب الأجهزة الأمنية في محاربة الفوضى، مشيرة إلى أنها ترفض الاتهامات التي تقول أن الكتائب سبباً للفلتان الأمني في الضفة الغربية.
كما رأت حركة حماس في قرار عباس، خطورة كبيرة، واعتبرت الحركة أن الرئيس عباس يتحول لديكتاتور صغير في المنطقة من خلال مراسيمه الأخيرة، وأكدت الحركة أن سلاح المقاومة يجب أن يبقى مشرعاً في وجه الاحتلال، على حد تعبيرها.من ناحية أخرى، طالبت منظمة حقوقية إسرائيلية بتخفيف الحواجز والعوائق التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية. وقالت منظمة بيتسيلم إنها أرسلت إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت خطة مكونة من 15 نقطة تتضمن الحواجز والعوائق التي يتوجب إزالتها بصورة فورية من أجل تسهيل حرية الحركة في الضفة الغربية.
وتتضمن القائمة قيودا على الحركة والتنقل والتي من الصعب فهم المبررات الأمنية التي تقف من ورائها أو قيودا على الحركة والتنقل تُلحق ضرراً غير تناسبي بمئات آلاف الفلسطينيين.
وأشارت بتسيلم إلى أن القائمة جزئية فقط وهي تضم على سبيل المثال إزالة العائق الذي يمنع دخول السيارات الفلسطينية إلى الشارع الذي كان يستعمله مستوطنو كيدار وبقي مغلقا بعد أن توقف المستوطنون عن استعماله. كما تضم القائمة حاجزا يهدف فقط إلى منع الفلسطينيين من الاستجمام على شواطئ البحر الميت، وكذلك شوارع رُفِعَ عنها الحظر وصار مسموحا للفلسطينيين السفر فيها، لكن ما تزال العوائق التي حالت دون دخولهم إليها موجودة على الأرض.
وفي كتابها إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي تشير بتسيلم إلى استغرابها من بقاء الحواجز والقيود المذكورة في الكتاب على حالها، بحيث أنه من الصعب أن يتحدد، كما تقول بتسيلم، إذا ما كان الأمر حلما لذاته أم مجرد تنكيل، وهذا على خلفية تصريحات رئيس الحكومة بأن إسرائيل تهتم بمعاناة الفلسطينيين.