أخبار

غزة..حياة ساكنة يشوبها قلق وخوف من المستقبل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مدينة معزولة عن العالم بحكم سيطرة حماس
غزة..حياة ساكنة يشوبها قلق وخوف من المستقبل

خلف خلف-ايلاف: مع مرور ما يقارب 17 يوماً على سيطرة حركة (حماس) على قطاع غزة ما زالت غيوم ثقيلة تغطي سماء القطاع حائلة دون السماح برؤية المستقبل. فالمواطنون يعيشون حالة ساكنة تتداخل فيها الصور والألوان فلا هم عارفون أين هم ذاهبون ولا هم على موعد مع ذلك. فقطاع غزة الواقع على شاطئ البحر المتوسط والبالغة مساحته 365 كم ويسكنه حوالى مليون ونصف فلسطيني، بات منذ إحكام حماس سيطرتها عليه معزولاً عن العالم، وذلك في ظل إغلاق إسرائيل المعابر الحدودية كافة حتى إشعار آخر، وفي ظل أوضاع داخلية لا يمكن وصفها إلا أنها معقدة وصعبة للغاية.

هذا فيما تنقسم رؤية المواطنين لما سيجلبه المستقبل لهم، يقول المواطن سلمان داوود من مدينة رفح: "القطاع بعد سيطرة حماس عليه بات ينعم بالأمن، فلم نعد نسمع صوت الرصاص والقذائف كل دقيقة، ولكن ماذا عن استمرار الحياة في ظل هذا الحصار الخانق، فأنا لا استطيع شراءالدواء لزوجتي لنفاده من القطاع، وماذا عن إدخال الأغذية والمواد الأساسية كالوقود والقمح وغيرها".

يأتي هذا فيما تحذر المؤسسات الفلسطينية والدولية من حدوث أزمة إنسانية في قطاع غزة، وذلك في ظل شح الموارد والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية والأدوية وغيرها.

وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية في وقت سابق "إن حدوث أزمة إنسانية بالغة بات وشيكاً". وأغلقت إسرائيل، التي تسيطر على المعابر البرية وعلى المجال الجوي والمياه الإقليمية كافةً، قطاع غزة بشكل كامل، وفرضت عقوبات اقتصادية تحظر بموجبها التحويلات المالية منه وإليه.

"إذا استمر الوضع على هذا الشكل، ستجد الناس تموت من المجاعة، وهذا ما تتحمله الفصائل الفلسطينية وبالأخص فتح وحماس التي ما زالت لغاية الآن تخوض حرباً من المناكفات الإعلامية، ولم تتعلم الدروس مما سبق"، هكذا عبر الحاج أبو علي من بلدة القرارة شرق خانيونس عن رأيه حول المرحلة المقبلة التي سيواجهها السكان في قطاع غزة.

فيما قال السائق بشار محمود (29 عاماً) إن "حماس كانت مجبرة في نهاية الأمر لحسم الموضوع عسكرياً في قطاع غزة بخاصة في ظل وجود تيار فاسد في حركة فتح لا يريد الهدوء للقطاع". منوهاً بأن الأيام المقبلة قد تشهد ترتيبا للأوضاع الفلسطينية، وبخاصة أن حركة فتح مجبرة بالنهاية على الحوار مع حركة حماس، لأنه لا بديل لها سوى ذلك.

من ناحيته، أشار خالد جميل الذي يعمل موظفاً في محطة وقود، إلى "أن سيطرة حماس على قطاع غزة بمثابة ابتلاعها الطعم الذي وضعته إسرائيل لها، فهي لن تستطيع تسيير أمور الناس هنا دون إجراء اتصالات مع قادة تل أبيب، وأكبر مثال على ذلك إدخال الوقود للقطاع وهو أمر لا يمكن حدوثه دون تنسيق بين الطرفين".

6 آلاف مواطن عالقون على معبر رفح

في أثناء ذلك، تتواصل المساعي من أجل تخليص 6 آلاف مواطن عالقين على معبر رفح منذ سيطرة حماس على قطاع غزة، وإغلاق كافة المعابر، وذكرت المبادرة الوطنية الفلسطينية أنها تبذل جهوداً واتصالات مع منظمات دولية لحشد الدعم من أجل هؤلاء المواطنين العالقين على الجانب المصري من معبر رفح بالعودة إلى منازلهم في قطاع غزة.

وحذرت المبادرة من خطورة استمرار إسرائيل بإغلاق معبر رفح، وقالت: "إن هناك خطراً على حياة الكثيرين من بين المواطنين العالقين على المعبر بسبب وجود أطفال ونساء ومرضى، خاصة في ظل الأحوال الجوية الحارة والأوضاع اللاإنسانية على المعبر ونفاد الأموال من بين أيدي المواطنين جراء الانتظار الطويل على المعبر".

إسرائيل لإرسال قوات دولية للقطاع

ومن ناحيتها، تضغط إسرائيل باتجاه إرسال قوة من الناتو إلى قطاع غزة بعد سيطرة حركة حماس على القطاع، وكانت صحيفة معاريف نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي كبير قوله إن "الطريق إلى قوة دولية في غزة لا تزال طويلة ومليئة بالعراقيل".

وأضافت الصحيفة: "وحتى لو افترضنا أن أقنعنا الروس والصينيين بالتصويت في صالح الفكرة في مجلس الأمن، ينبغي إقناع دول الناتو نفسها بالتدخل في النزاع، حين يكون بالطبع الثمن بحياة الجنود الأوروبيين المرابطين في غزة بدلا منا ليست بالضبط حلم كل أم أوروبية يخدم ابنها في جيش الناتو".

وحسب الصحيفة فإن محافل سياسية رفيعة المستوى تقدر بأن رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) واولمرت على حد سواء معنيان بدخول قوة دولية إلى المنطقة.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا في مؤتمر صحافي عقده في فرنسا إلى إدخال قوات دولية لقطاع غزة، مشيراً إلى أن ذلك ضروري لتأمين الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني وتأمين إجراء انتخابات"، وهو أمر استقبلته حركة حماس وبعض الفصائل الفلسطينية بالرفض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف