شبكات حزب الله والحرس الثوري بقبضة الأميركيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ضربة لتأكيدات إيران عدم تدخلها في شؤون الجار الغربي
شبكات حزب الله والحرس الثوري بقبضة الأميركيين
أسامة مهدي من لندن،وكالات: وجهت القوات الاميركية في العراق اليوم ضربة قوية لمزاعم الايرانيين بعدم تدخلهم في شؤون جارهم الغربي امنيا حين اعلنت عن وقوع عناصر مسلحة تنتمي الى الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني في قبضتها بمدينة البصرة العراقية الجنوبية مؤكدة العثور معهم على وثائق تثبت تورطهم في عملية مهاجمة مركز التنسيق في كربلاء في كانون الثاني (يناير) الماضي التي قتل فيها 5 جنود اميركان .
فقد جاءت تأكيدات الجنرال الاميركي المتحدث الرسمي باسم القوات المتعددة الجنسيات في العراق كيفن بيركنر امس ان القوات الاميركية القت القبض على مجموعة مرتبطة بجيش القدس الايراني وحزب الله اللبناني ضربة قوية لجميع المحاولات الايرانية الرسمية الهادفة الى النأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الامنية للعراقيين والقول انها حريصة على امنهم واستقرارهم .
اعتقال دقدوق اللبناني والشيباني والخزعلي العراقيان
واشار الجنرال بيركنر في مؤتمر صحفي عقده داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد الى اعتقال هذه العناصر في مناطق مختلفة من العراق ومن أبرز أفرادها ابو ياسر الشيباني وابو مصطفى الشيباني وابو زكي وابو زهراء وابو موسى وازهار الدليمي وعلي موسى دقدوق وقيس الخزعلي واخيه ليث الخزعلي. واوضح ان اعتقال اللبناني "علي موسى دقدوق" قد تم في العشرين من الشهر الماضي في محافظة البصرة وهو يشكل حلقة ارتباط بين مجاميع عراقية خاصة وبين جيش القدس في أيران اضافة الى كونه شخصا مهما في فريق حماية حسن نصر الله زعيم حزب الله في لبنان .
واكد بيركنز العثور مع دقدوق حين اعتقاله على ثائق تثبت تورطه في عملية مهاجمة مركز التنسيق في كربلاء في كانون الثاني (يناير) الماضي التي قتل فيها 5 جنود من قوات التحالف. وقال انهم عندما نفذوا العملية كانوا يستخدمون عجلات اميركية ويرتدون زي القوات الاميركية غير انه لم يكشف كيفية حصولهم على الاليات والزي العسكري الاميركي موضحا ان التحقيقات مازالت جارية لمعرفة كيفية حصولهم على هذا الزي .
وقال ان من ابرز المتعاونين مع دقدوق اللبناني هو قيس الخزعلي واخوه ليث اللذين قبض عليهما في نفس المكان الذي قبض فيه على دقدوق وهما ايضا متورطان في عملية كربلاء ومرتبطان بصورة مباشرة بقوات القدس الايرانية ويتبعان لجيش المهدي الذي يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر .
واكد بيركنر أن قوات القدس الايرانية تستخدم اعضاء من حزب الله كبدلاء لهم ولتنفيذ عمليات عسكرية ضد العراقيين وضد قوات التحالف في العراق . وقال ان "حزب الله ليس كياناً مستقلاً بل هم بدلاء حقيقيين لقوات القدس الايرانية .. ونشاط قوات القدس في العراق هو ينافي لما تقوله الحكومة الايرانية فالايرانيون ليس لديهم اي التزام بالوضع الامني في العراق وان القادة العراقيين يعلمون جيدا بهذه النشاطات الايرانية وقد عبروا عن قلقهم بهذه العمليات "
واضاف ان المعتقلين اكدوا ان القادة الايرانيين كانوا على علم بنشاطاتهم وان كبار قادة فيلق القدس دعموا عملية هجوم كربلاء . واضاف "قال المعتقلون ان قادة فيلق القدس كانوا على علم وساعدوا في التخطيط لهجوم كربلاء الذي اودى بخمسة جنود من قوات التحالف".
وكان عقيل الخزاعي محافظ كربلاء اكد غداة الحادث ان "المهاجمين كانوا يرتدون ملابس عسكرية مشابهة للجيشين العراقي والاميركي وقد دخلوا المدينة وهم يستقلون سيارات دفع رباعي طراز 'جي ام سي'". واكد ان "هذه العملية هي الاولى من حيث نوعيتها واسلوب التنفيذ لم تألفها المحافظة من قبل وقد شكلت مفاجأة للجيش الاميركي".
واشارالجنرال الاميركي ان "قوات التحالف اعتقلت في الايام الاخيرة في البصرة والحلة قيس الخزعلي وشقيقه ليث واخرين من المتورطين مباشرة بعملية قتل وخطف خمسة جنود اميركيين في كربلاء في العشرين من كانون الثاني الماضي".
وقتل الجنود الاميركيون الخمسة واصيب ثلاثة اخرون بجروح خلال الهجوم على مركز التنسيق المشترك في كربلاء خطف خلاله المهاجمون اربعة عسكريين اميركيين عثر على جثثهم في وقت لاحق قرب مدينة الحلة كبرى مدن محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) .
وقال بيرنكز ان الشخص المعتقل "يدعى علي موسى دقدوق الملقب بحميدي محمد جبور اللامي وهو قيادي في حزب الله جاء الى العراق بايعاز وتغطية من فيلق القدس". واشار الى "ان قيادة حزب الله اللبناني ارسلت عام 2005 دقدوق الى ايران للعمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين". واوضح ان فيلق القدس وحزب الله يديران معسكرات تدريب قرب طهران. وقال في هذا الصدد ان دقدوق "تلقى تعليمات من فيلق القدس بنقل عراقيين من والى بلدهم وكتابة تقارير حول تدريبهم والعمليات التي تقوم بها مجموعات عراقية خاصة" مشيرا الى تدريب "بين 20 و 60 عراقيا" في كل دفعة. واكد "انهم يتلقون تدريبات على كيفية استخدام المتفجرات الخارقة للدروع والهاونات والصواريخ والمعلومات الاستخباراتية وعمليات الخطف".
وكان الجيش الاميركي اعلن في الثاني والعشرين من اذار(مارس) الماضي اعتقال عدد من الاشخاص للاشتباه بضلوعهم في قتل وخطف الجنود الخمسة في كربلاء احدهم كان مقربا من مقتدى الصدر. كما اعلن مسؤول في الاستخبارات الاميركية اواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ان حزب الله القريب من دمشق وطهران يدرب ميليشيات شيعية عراقية بينهم مقاتلون في جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر مؤكدا ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز عن توجه مقاتلين من حزب الله الى العراق للقيام بذلك .. لكن حزب الله نفى حينها ذلك قائلا ان "هذه الاتهامات باطلة ولا اساس لها من الصحة".
من هو دقدوق .. والخزعلي ؟
ودقدوق معروف بين الاوساط الشيعية اللبنانية انه من ابرز عناصر حزب الله، وهو من بلدة عيتا الجنوبية المتاخمة للحدود اللبنانية الاسرائيلية وله خبرة واسعة في التفخيخ والتفجير واطلاق الصواريخ وتلقى تدريباته العسكرية على يد نخبة من حرس الثورة الايراني في لبنان وايران . ومعروف انه يعمل مع دقدوق مجموعة خاصة به لا ينشط من دونها اثنان منه اعضائها من نفس عائلته الاول يدعى احمد والثاني موسى ويعتقد انهم انتقلوا معه الى العراق.
وكانت عائلة دقدوق قبل الخروج الاسرائيلي من جنوب لبنان من اشد المناصرين لجيش "لحد" وهو الجيش الذي انشاته اسرائيل لدعمها ضد عمليات المقاومة الوطنية وقد انتقل غالبية ال دقدوق الى صفوف حزب الله من دون محاسبة قضائية لبنانية على غرار باقي افراد جيش لحد الذين ما زال بعضهم يقضي عقوبة السجن في السجون اللبنانية.
وجاء اعتقال دقدوق مصادفة أثناء حملة دهم عسكرية خططت لاقتناص قيادي شيعي آخر يشتبه في تورطه في هجوم كربلاء حيث اشار مسؤولون أميركيون أن الهجوم الذي خطط له بدقة شديدة هدف لأسر الجنود الأميركيين لمبادلتهم لاحقاً بخمسة إيرانيين يعتقلهم الجيش الأمريكي منذ العاشر من كانون الثاني الماضي إلا أن الهجوم لم يجر وفق المخطط مما أدى لمقتل الجنود الأمريكيين الخمسة.
اما قيس الخزعلي فكان ناطقا باسم مقتدى الصدر ويقود حالياً إحدى تلك "المجوعات الخاصة" وكان أحد المطلوبين في حملة الدهم الأميركية حيث قادت عمليات التفتيش والبحث عنه الى الكشف عن تفاصيل مخطط الاختطاف الفاشل والقبض على دقدوق.
والشقيقان خزعلي وخصوصا قيس من الكوادر السابقة في جيش المهدي وكان احد المتحدثين باسم الصدر خلال المعارك بين الاميركيين وجيش المهدي في اب (اغسطس) عام 2004.
واكد مقربون من التيار الصدري ان "قيس الخزعلي انشق عن جيش المهدي وشكل مجموعته الخاصة" مشيرين الى شائعات مفادها انه "يتلقى الدعم من ايران".
حزب الله والتيار الصدري وايران ينفون
وفي بيروت قال مصدر في حزب الله طالبا عدم الكشف عن اسمه ان "حزب الله لا تعليق له في الوقت الراهن ويتحقق من السبب وراء الادعاءات الاميركية".
كما نفى ممثل عن "جيش المهدي" تلقي مساعدات عسكرية من حزب الله الذي اعترف بمشاركة الحركة في بعض مبادئها . وأضاف راسم المرواني "أقولها بوضوح نحن لا نقبل أي دعم لوجسيتي أو مادي أو من أي من نوع من خارج حدود العراق."
ومن جانبه نفى وزير الدفاع الايراني العميد مصطفى محمد نجار وجود اي نشاط امني او عسكري لبلاده داخل الاراضي العراقية واصفا الاتهامات الاميركية بهذا الصدد بانها "واهية وعارية عن الصحة".
وقال العميد نجار في تصريحات تناقلتها وسائل الاعلام المحلية ان "المزاعم الامريكية بشأن تدخل ايران عسكريا في العراق ودعمها للجماعات الارهابية تأتي في سياق الحرب النفسية التي تشنها الادارة الامريكية ضد طهران".
واعتبر نجار ان القاء التهم على الاخرين من اساليب اجهزة الاستخبارات الامريكية لتبرير تواجد قواتها في العراق والمنطقة متهما هذه الاجهزة بالوقوف وراء جزء من الاعمال الارهابية التي تزعزع امن واستقرار العراق. كما وصف الوزير اتهامات الادارة الاميركية بشأن نقل صواريخ ايرانية الى سوريا ودعم طهران لجماعات ارهابية في العراق ووجود نشاط امني وعسكري لها في العراق بانها "مزاعم كاذبة تفتقد الى المصداقية".
ايران تنفي تورطها باعتداء استهدف جنود اميركيين بالعراق
من ناحية اخرىوصفت ايران الاثنين ب"السخيفة" الاتهامات الاميركية بتورط الحرس الثوري الايراني في اعتداء ادى الى مقتل خمسة اميركيين في كانون الثاني/يناير في العراق، وبقيام حزب الله بتدريب متطرفين عراقيين شيعة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني "للاسف قام مسؤولون اميركيون خلال الايام القليلة الماضية بوضع سلسلة من السيناريوهات المصطنعة والسخيفة لاهداف سياسية من دون اي دليل على الاطلاق".
وتابع المتحدث الايراني في بيان "يحاول المسؤولون الاميركيون منذ اكثر من اربع سنوات ونصف سنة التغطية على وضع مرعب ناتج عن هفواتهم واستراتيجيتهم الخاطئة وفي الوقت نفسه يلومون الاخرين". وتابع البيان "وبدلا من ان يفهموا حقائق البلاد يغرق الاميركيون في اخطائهم".
وياتي هذا البيان ردا على تصريحات لجنرال اميركي في العراق اعلن ان قوة القدس التابعة للحرس الثوري ساعدت في التخطيط لهجوم على الجيس الاميركي قتل خلاله خمسة جنود اميركيين في العشرين من كانون الثاني/يناير الماضي في كربلاء جنوب بغداد. واوضح هذا الجنرال كيفن برغنر ان قوات التحالف اعتقلت عنصرا من حزب الله اعترف بانه يدرب متطرفين عراقيين في ايران لتنفيذ اعتداءات في العراق.