اطلاق سراح الطبيب الثاني الذي اعتقل في استراليا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وكانت الشرطة الاسترالية اعتقلت مساء الاثنين طبيبا هنديا هو محمد حنيف (27 عاما) في مطار بريسبان (شرق) وكان المشتبه به الثامن الذي يعتقل في اطار الاعتداءات الفاشلة في لندن وغلاسكو (اسكتلندا).كما استجوبت الشرطة الاسترالية طبيبا ثانيا لم تكشف عن هويته ولكنه لم يخضع للملاحقة.
ومن جهة اخرى، قررت لندن ان ترسل الى استراليا مسؤولة كبيرة في الشرطة لاستجواب محمد حنيف، حسب ما اعلن رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد اليوم الاربعاء.
وستصل هذه الخبيرة في الشؤون الارهابية صباح الخميس الى استراليا لاستجواب المشتبه به الذي اعتقل بفضل تنصت الضباط على مكالمة هاتفية عبر هواتف تعمل بالاقمار الاصطناعية بين احد الاشخاص السبعة المعتقلين في بريطانيا وشخص ما في استراليا.
وسمح قاض للضباط بالابقاء على حنيف قيد الاعتقال 48 ساعة اضافية وحتى مساء الخميس كي تتمكن المسؤولة البريطانية من الاستماع الى افادته.واوضح المفوض كيلتي لمحطة التلفزيون الاسترالية "استراليان برودكاستينغ كوربوريشن" ان الشرطة الاسترالية على اتصال وثيق بالشرطة البريطانية حول حالة حنيف واكد وصول مسؤولة بريطانية في جهاز مكافحة الارهاب الخميس الى استراليا.
القاسم المشترك: مهنة الطب
من بين المعتقلين حاليا لدى الشرطة البريطانيةأردني، عراقي لبناني وهندي. القاسم المشترك حتى الان بين الموقوفين هو مهتنهم... الطب. ولعل أشهرهم كان الجراح الأردني محمد العشا الذي تعتقد الشرطة أنه الرأس المدبر. وذكر مسؤولون اردنيون طلبوا عدم كشف اسمائهم انه قد يكون العقل المدبر للاعتداءات الفاشلة. وفيما تقوم الشرطة باستجوابه وزوجته حتى الان ما زال مصير ابنه ذو العامين مجهولا.
وقالت عائلة العشا وزوجته لعدد من وسائل الإعلام ان ابنها بريء وبأنه "نابغة" بدليل تفوقه في دراسته وشهادة معلميه واستاذه في الجامعة التي تخصص فيها ببريطانيا. أما الطبيب الاخر وهو العراقي بلال عبد الله الذي اعتقل على خلفية محاولة تفجير مطار غلاسكو ونشرت صوره مقيدا، فأعرب زملاؤه عن صدمتهم لتورطه بهكذا عملية، فبعصهم انفجر في البكاء، في حين عبر البعض الاخر عن صدمته لارتباط عبدالله بتنظيم القاعدة المشتبه الرئيسي.
وتحقق الشرطة البريطانية مع زملائه في العمل لاستقصاء أكبر قدر من المعلومات. وقال أحدهم إنه كان يقضي وقتا طويلا في قراءة النصوص الدينية أثناء العمل في حين كان يتغيب كثيرا عن الدوام. واوضح الاطباء ان الشرطة داهمت منزل المشتبه به القابع في مكان غير بعيد عن المستشفى ليجدوا أنفسهم في خضم هذه الحملة الامنية البريطانية لمكافحة الإرهاب ومنفذيه.
وتحقق الشرطة مع عبد الله منذ اعتقاله فيما يرقد الرجل الاخر الذي اغرق نفسه بالبنزين كي يحترق لحظة اصطدام الجيب بمطار غلاسغو بالمستشفى (لبناني الجنسية). وقال مصدر طبي إن الرجل يعاني من حروق في 90% من جسده.
وكان ابن صاحبة المنزل الذي يستأجر لديها الجراج الأردني العشا اعرب عن صدمته وقال ان العشا استاجر منزل والدته الموجودة في دبي منذ نحو سنة. وتأسف لرؤية المنزل الذي شهد طفولته تحت حراسة الشرطة. وقالت جارة العشا انها كانت تعرف زوجته وانها كانت خجولة ولطيفة. ولا يعرف حتى الان مصير ابنهما. وتبين حتى الانان المشتبه بهم، وهم سبعة رجال وامرأة، يعملون جميعا في الجهاز الصحي العام.
الى ذلك ذكرت وسائل الاعلام البريطانية ان سائق سيارة الجيب التي حاولت الاحد اقتحام مبنى مطار غلاسكو يدعى خالد احمد وقد يكون طبيبا بدوره.واصيب خالد احمد بجروح بليغة نتيجة الحريق الذي اشتعل في السيارة خلال الاعتداء الفاشل في غلاسكو وهو يخضع للعلاج تحت رقابة مشددة في مستشفى رويال الكسندرا في المدينة عينها التي شهدت عددا من الاعتقالات وعمليات التفجير الاحترازية التي نفذتها الشرطة خلال الايام الماضية.
الى ذلك، اوقف شخصان في بلاكبرن (شمال غرب) في اطار قانون مكافحة الارهاب، لكن الشرطة لم تؤكد حتى الان اذا كانا على صلة بالتحقيق حول الاعتداءات. وذكرت وسائل الاعلام ان هذا التوقيف جاء بعد تسليم قوارير غاز في المنطقة.وقال مصدر قريب من اجهزة الامن البريطانية الاثنين لوكالة فرانس برس ان جميع الاشخاص الضالعين حتى الان في الاعتداءات الفاشلة دخلوا بريطانيا "بطريقة قانونية تماما".
عمَان المذهولة تستفسر بشأن "العشا" ولندن لاتجيب
في الاطار ذاته، بحثت أجهزة الأمن الأردنية طويلا في الملف الأمني للأردني من أصول فلسطينية الطبيب محمد العشا عن ارتباطات مشبوهة أو ألغاز غامضة أو نشاطات سياسية خارجة عن المألوف فلم تجد شيئا،الأمر الذي كونت عمان الرسمية معه القناعة الأمنية بأن "خطأ ما" قد تكون السلطات البريطانية وقعت به حين اعتقلت العشا.
وتقول مصادر أردنية رفيعة لـ"إيلاف" ان وزارة الخارجية الأردنية ودائرة المخابرات العامة قد فتحوا بإلحاح قنوات الإتصال مع العاصمة البريطانية لندن للحصول على أجوبة لأسئلة كثيرة تكونت في الذهنية الدبلوماسية والأمنية الأردنية إلا أن دوائر صنع القرار البريطانية كانت ترد على نسق واحد ان الطبيب محمد العشا أعتقل بناء على "شبهة" وليس تحت الإتهام ذاته. لكنها في الوقت ذاته لم تفسر أسباب اعتقال زوجته مروة دعنا وطفله أنس الذي لايتجاوز العامين منذ يوم السبت الماضي حين كان محمد ومروة في بيتهما.
ووفقا لمعلومات "إيلاف" الواردة من العاصمة الأردنية فإن وزارة الخارجية الأردنية قد استدعت الليلة الماضية ذوي محمد العشا وزوجته مروة دعنا. دون معرفة سبب الإستدعاء وعما اذا كان بداعي طمأنتهم أو نقل معلومات جديدة إليهم. في وقت ناشد فيه أهالي محمد ومروة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التدخل سياسيا وانسانيا لإنهاء مأساة العائلتان اللتين يتصارعهما القلق والخوف على مصير محمد ومروة لاسيما وان معهما طفل لايتجاوز العامين لايعرف مصيره ولاتوجد أي معلومات عنه في المعلومات التي يتداولها الإعلام العربي والغربي.
مسؤولون اميركيون: المعتقلون مشتبهون ببريطانيا مجندون في تنظيم القاعدة
هذا وصرح مسؤولون اميركيون أن المعتقلين المشتبهين بأنهم وراء المحاولات التفجيرية الفاشلة في كل من لندن وغلاسكو ببريطانيا لهم صلات بتنظيم القاعدة في العراق. ووفقاً لهذه المصادر، فإن بعض هؤلاء المطلوبين تم تجنيدهم لتنظيم القاعدة عندما كانوا يقيمون في الشرق الأوسط، غير أنهم أشاروا إلى أنه ما زال من المبكر تحديد الهوية الحقيقية لمن جند أولئك الذين يقفون خلف الهجمات في غلاسكو ولندن.
وتدرك السلطات الأمنية أن تنظيم القاعدة كان يحاول تجنيد أفراد يمكنهم التنقل والسفر بسهولة إلى الولايات المتحدة وأوروبا ويندمجون في المجتمع دون إثارة الشبهات، والعديد من المعتقلين المشتبهين في بريطانيا تنسجم وهذه المزايا.
كذلك أظهرت القاعدة اهتمامها وإصرارها على استقطاب الأطباء، وهو ما عبر عنه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري في إحدى تسجيلاته.ولاحظ خبراء مكافحة الإرهاب أن الأطباء لديهم خبرة في علمي الأحياء والكيمياء، كما أن لديهم الإمكانية للوصول إلى المواد المشعة، مثل النظائر المشعة، والتي يمكن استخدامها في هجمات إرهابية.ووفقاً للمسؤولين، فقد كان هناك قلق بالغ من أن العراق أصبح يشكل "أرضية خصبة لجيل جديد من الإرهابيين الذين اختبروا أساليب وتكتيكات حروب المدن"، والتي يمكن تطبيقها في الدول الغربية.
توتر بين المسلمين في اسكتلندا
الى ذلك، أثار هجوم على متجر يملكه اسيوي في مدينة جلاسكو يوم الثلاثاء احتمال وقوع أعمال انتقامية تستهدف مسلمين في الوقت الذي تحقق فيه الشرطة في مؤامرة في لندن واسكتلندا يشتبه أنها من تدبير تنظيم القاعدة.
وظل المسلمون في اسكتلندا البالغ عددهم 50 ألف شخص لفترة طويلة من أفضل مجموعات المهاجرين اندماجا ونجاحا في بريطانيا لكن الهجوم الذي نفذه رجلان يوم السبت على مطار جلاسجو بسيارة رباعية الدفع مليئة بالبنزين شكل هزة للنظام. وكان هذا هو أول هجوم يقع في اسكتلندا ويلقى باللوم فيه على متشددين اسلاميين منذ سلسلة من التفجيرات الانتحارية والمؤامرات الفاشلة تركز معظمها في العاصمة البريطانية لندن.
ثم صدم مهاجمون في وقت مبكر يوم الثلاثاء متجرا يملكه اسيوي في ريدراي احدى ضواحي جلاسجو بسيارة وأضرموا فيه النار. ويخشى سكان أن يكون الهجوم انتقاما للهجوم على المطار. وقال فرانك ماثيسون المتقاعد الذي اعتاد شراء صحيفته من المتجر " هذا ما اعتقدته. ربما كان عملا بدافع عرقي بسبب ما حدث في مطار جلاسكو."
والافراد الثمانية الذين اعتقلوا حتى الان فيما يتصل بهجوم اسكتلندا وهجومين بسيارتين ملغومتين أمكن احباطهما في لندن كلهم أجانب وليسوا مسلمين ولدوا في بريطانيا مثل المفجرين الانتحاريين الذين قتلوا 52 شخصا في وسائل النقل في لندن قبل عامين.
وزار اليكس سالموند رئيس حكومة اسكتلندا المنتخب حديثا والسياسي القومي الذي يسعى للانفصال عن بريطانيا أحد المساجد في اليوم التالي للهجوم. وأكد أن المهاجمين يعتقد أنهم أجانب وليسوا "مسلمين اسكتلنديين".
وقال بشير معن مدير المسجد المركزي في جلاسجو "وقعت أعمال شغب في انجلترا. ووقعت هجمات في انجلترا. لكننا لم نكن نتوقع أن يحدث هذا هنا أبدا." وأضاف "هذه طائفة مسلمة متعلمة وتتمتع بوفرة ومستقرة جيدا هنا وترتبط بعلاقات طيبة مع السكان المحليين. لدينا رجال أعمال يوظفون المئات من الاسكتلنديين المحليين. "لا توجد عناصر راديكالية هنا."
وتحدث جيران في ريدراي مشيدين بصاحب متجر بيع الصحف المسلم الذي أدار المكان زهاء تسعة أعوام. وقالت هيلين كنت الموظفة في الحكومة "مسكين شفيق. رجل رائع. جمع الكثير من الاموال لاعمال الخير المحلية. استهدافه.. ليس في محله."
وأعربت عن أملها في ألا تكون دوافع لهجوم عنصرية. وقالت "أود أن اعتقد أن هذا الامر (الهجمات العنصرية) لن يبدأ هنا. العلاقات بيننا جميعا طيبة." وذكر محمد رمزان المعروف في الحي باسم سام والذي يملك متجرا اخر لبيع الصحف على بعد مربع سكني انه سينقل متعلقاته الثمينة وأوراقه المهمة من باب الاحتياط. وقال "لا استطيع أن اتركها هناك خلال الليل."
وبينما كان يتحدث الى صحفي حيا بحرارة عدة أفراد من السكان المحليين كانوا يمرون. وقال "رأيتهم جميعا يكبرون. أعرف كل أطفالهم أيضا. لم يحدث لنا شيء كهذا قط." وبدت مؤشرات للتوتر في أماكن أخرى.
ففي باثجيت بالقرب من ادنبره عاصمة اسكتلندا أصابت قنبلة بنزين مكتب سمسار للعقارات في وقت متأخر يوم الاحد أو في وقت مبكر صباح الاثنين. وقال بيرت مكلويد صاحب المكتب لرويترز "كثير من المسلمين الذين يترددون على المسجد كانوا موجودين في المكتب يوم الاثنين لابداء تعاطفهم وهو أمر كان محل تقدير كبير. مثل هذه الامور لا تحدث في باثجيت." وأمام أحد المنازل التي تفتشها الشرطة توقفت سيارة وأطل من نافذتها رجل في منتصف العمر وصاح "أعيدوهم جميعا الى ديارهم".
اعادة فتح قاعة مطار هيثرو التي اغلقت في وقت سابق بعد العثور على طرد مشبوه
من ناحية اخرى اعيد فتح قاعة السفر والوصول في مطار هيثرو في لندن التي تم اخلاؤها صباح الثلاثاء، بعد العثور على "طرد مشبوه"،ورفض المتحدث تقديم ايضاحات بشأن طبيعة "الطرد المشبوه" الذي دفع الى اخلاء القاعة رقم 4 في مطار هيثرو الدولي. واشار الى ان صالة السفر فقط هي التي اغلقت اما صالة الوصول فقد استمرت في استقبال الركاب القادمين.
وبقي المئات من الركاب الذين تم اجلاؤهم خارج المبنى ينتظرون تحت الامطار المتقطعة. وقد ادى هذا الحادث الى الغاء 108 رحلات لشركة بريتيش ايرويز وحدها عدا تاخر العديد من الرحلات الاخرى.