جونستون: لولا ضغوط حماس كنت لا أزال في الأسر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فتوى رجل دين أطلقت سراحه... ولا فدية
جونستون: لولا ضغوط حماس كنت لا أزال في الأسر
وقال جونستون للصحافيين عند وصوله الى الاراضي الاسرائيلية "مغادرة قطاع غزة لامر رائع".واكد الصحافي الذي بدا عليه التعب وفقد من وزنه ان خاطفيه لم يسمحوا له بالخروج في الاشهر الثلاثة الاخيرة من عملية خطفه من الغرفة المعتمة التي كان محتجزا فيها متحدثا "عن قدر هائل من الضغط" خلال احتجازه.
وكان جونستن قد اكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اسماعيل هنية إنهلولا الضغوط التي مارستها حماس كان لا يزال في الاسر. وتحدث عن احتجازه في "غرفة مظلمة" بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية، "لولا الضغوط القوية فعلاً التي مارستها حماس (...) كنت لا أزال في هذه الغرفة المظلمة لوقت طويل".
من جهته، اعرب رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية عن امله في التوصل الى اتفاق حول انهاء قضية الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت المحتجز في قطاع غزة منذ 25 حزيران/يونيو 2006. وقال هنية خلال المؤتمر الصحافي مع آلن جونستون "نأمل ان ينتهي اسر شاليت باتفاق جيد يؤدي الى اطلاق سراح معتقلينا" في اسرائيل.
ورحبت الحكومة الاسرائيلية من جانبها بالافراج عن الصحافي البرطياني واملت بان يليه الافراج عن شاليت. وقالت الناطقة باسم رئيس الوزراء ايهود اولمرت "نحن سعيدون للافراج عن آلن جونستون ونتقدم بالتهنئة الى عائلته". واضافت الناطقة ميري ايسين "تأمل اسرائيل الافراج عن جنديها المخطوف" وامتنعت عن اعطاء معلومات عن اتصالات ممكنة في اطار الافراج المحتمل عن شاليت الذي خطف عند تخوم قطاع غزة "نظرا الى الطابع الحساس جدا" للقضية. واعتبر مسؤولون اخرون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم ان الافراج عن الصحافي يظهر ان حماس قادرة على فرض النظام في غزة.
وكان هنية، قد قال في وقت سابق، إنه تبين أن جونستون هو فعلاً صديق الشعب الفلسطيني، وتبين ذلك من كل العمل الذي قام به. وأضاف هنية أن الفلسطينيين عملوا بجهد من أجل إطلاق سراح جونستون، إن في حكومة الوحدة الوطنية أو المجلس التشريعي. وقال هنية إن كتائب عز الدين القسامقامت بدور كبير للإفراج عن آلان جونستون، وإن شباب جيش الإسلام تفهموا في الأيام الأخيرة أهمية هذه القضية، وكانوا متعاونين.
جونستن: تجربة مرعبة
واضاف: "انا شاكر جدًا للجميع. عدد كبير من الاشخاص عملوا من جانب الفلسطينيين ومن جانب الحكومة البريطانية ومن جانب "بي بي سي" من القاعدة الى القمة، وكذلك عدد كبير من مستمعي بي بي سي". وكان مصدر فلسطيني مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية قد اعلن الافراج عن جونستون الذي خطف في 12 اذار/مارس الماضي وهو بصحة جيدة.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته "بعد الاتفاق مع الخاطفين فجر اليوم تم الافراج عن جونستون وهو بصحة جيدة".واكد مدير الـ "بي بي سي" في غزة فايد ابو شمالة "استلام آلان جونستون وهو بصحة جيدة".
واوضح المصدر الفلسطيني ان جونستون "التقى رئيس الوزراء" المقال اسماعيل هنية. وتجمع الصحافيون خارج منزل هنية حول جونستون الذي كان يرتدي بنطلون جينز وقميصًا أزرق ويرافقه زملاؤه في بي بي سي التي اكدت من لندن اطلاق سراحه، واوضحت انها ستنشر بيانًا قريبًا في هذا الشأن. وبدا جونستون وكأنه فقد بعضًا من وزنه.وقال جونستون باللغة الغربية للصحافيين الفلسطينيين الذين كانوا في مكتب حماس "اشكر الله، انا سعيد. كانت فترة صعبة. اشكر الشعب الفلطسيني. شكرًا جزيلاً، شكرًا جزيلاً". ثم اعرب بالانكليزية عن امتنانه لجميع الذين عملوا على اطلاق سراحه.
فتوى احد رجال الدين اطلقت سراحه
قال وسيط ساعد في التفاوض على الافراج عن الصحافي البريطاني آلان جونستون، مراسل هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في غزة، إنه اطلق سراحه بعد فتوى من أحد أبرز رجال الدين المسلمين في القطاع دون أن تدفع أي فدية. وأبلغ ابو مجاهد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية وهي اتئلاف لجماعات للنشطاء المسلمين في غزة رويترز، أن خاطفي جونستون وافقوا على الاستماع إلى رجل الدين البارز الذي أصدر عندئذ الفتوى التي تدعوإلى اطلاق سراح الصحافي "دون شروط".
واضاف ان جماعة جيش الاسلام التي تسير على نهج القاعدة والتي خطفت جونستون في آذار/ مارس وكتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس التي تدير غزة وافقا مسبقًا على قبول الحكم الذي سيصدر عن رجل الدين. وكشف عن اسم رجل الدين لكنه طلب عدم نشره في الوقت الحالي.
وقال ابو مجاهد الذي شارك في مفاوضات مكثفة على مدى الايام القليلة الماضية "جيش الاسلام وكتائب القسام وافقا على الرجوع الي احد أفضل المرجعيات الدينية في غزة سعيا الي حكم بشان مصير الان جونستون."
واضاف قائلا "الشيخ أصدر الفتوى للجانبين كليهما وهي تحث على اطلاق سراح الصحافي البريطاني. الجانبان وافقا واطلق سراح الان جونستون من دون شروط". وقال ابو مجاهد انه لم تدفع أي فدية.
وخطف جونستون الفائز بالعديد من جوائز الصحافة والمراسل الغربي الوحيد الذي كان يقيم في قطاع غزة، تحت تهديد السلاح في 12 اذار/مارس. واثار اختطافه سلسلة من الاحتجاجات والمسيرات في كافة انحاء العالم للمطالبة بالافراج عنه. وكان شهود عيان قدأفادوا أن مئات المسلحين من كتائب القسام والقوة التنفيذية التابعة لحركة حماس حاصروا مساء الثلاثاء حي الصبرة في مدينة غزة حيث كان يعتقد أن الصحافي البريطاني محتجز فيه.
وقد قتل مدني في اشتباك مع عناصر جيش الإسلام. وشهد قطاع غزة الإثنين عمليات خطف متبادلة بين حركة حماس التي تسيطر على المنطقة وجيش الإسلام الذي يحتجز الصحافي البريطاني على ما افاد الطرفان. واشار المصدر الفلسطيني الى "انهاء قضية جميع المخطوفين الذين خطفوا خلال الايام الماضية من الطرفين"، جيش الاسلام وحماس.
وفي بيان أصدرته عبر "بي بي سي" قالت عائلة آلان جونستون إنها "بغاية الفرح لإطلاق سراح آلان. وإن الأيام الـ114 الاخيرة كانت بغاية الصعوبة لنا، وبخاصة لآلان، ولكننا لم نفقد الامل لأن آلان كان دائمًا يخبرنا عن اصدقائه في غزة، وكان دائمًا يقول إنهمالى جانبه". كنا نعرف أن آلان شخص مميز، لكن الاسابيع الـ14 الاخيرة اظهرت لنا كم هو مميز بالنسبة إلى أصدقائه في غزة وزملائه في بي بي سي وآلاف المستمعين والمشاهدين والقراء الذين تضامنوا مع الان، فنحن كنا نستمد قوتنا منهم في اصعب الايام.
نريد كذلك ان نشكر كل الذين ساهموا باطلاق سراح آلان، بدءًا من الذين سعوا لذلك في غزة، وفي الشرق الاوسط وفي بي بي سي وفي وزارة الخارجية البريطانية". من جهتها، قالت بي بي سي في بيان لها انها "مسرورة جدًا لإطلاق سراح آلان فهذا خبر سار لاصدقاء آلان وعائلته وزملائه"، مضيفة انها تشكر "كل الذي تضامنوا مع الان خلال ايام اعتقاله الطويلة وكل الذين عملوا على اطلاق سراحه".
وكان التلفزيون التابع لحركة حماس أول من نقل الخبر. وقالت مصادر مقربة من حماس للاسوشيتد برس إن جونستون سلم في بادئ الأمر إلى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، وورد لاحقًا أن جونستون إلتقى برئيس الحكومة الفلسطينية المقال اسماعيل هنية في منزله.
وفي اول تصريح رسمي لمسؤول من حماس، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن إطلاق سراح جونستون أظهر أن حركة حماس أعادت الأمن إلى قطاع غزة. وقال مشعل: "لقد طوينا صفحة شوهت صورة شعبنا الفلسطيني"، واضاف في اتصال هاتفي من دمشق مع وكالة رويترز ان "جهود حماس هي التي ادت الى اطلاق سراح الان جونستون". وختم مشعل قائلاً إن الفرق صار واضحًا بين العصر الذي كان فيه فريق فلسطيني يشجع الفوضى الأمنية والحالة اليوم في غزة حيث تعمل حماس كل ما بوسعها لإحلال الأمن والطمأنينة.
وقد رحبت السلطة الوطنية الفلسطينية الاربعاء بالافراج عن الصحافي البريطاني آلن جونستون بعدما احتجز لمدة 113 يوما في قطاع غزة.وقال ياسر عبد ربه مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس "نقدم التهنئة لجونستون وعائلته ونعتذر (لهما) عما ارتكبته عصابات الاجرام في غزة" من عملية خطف للصحافي الذي يعمل ل "بي بي سي".
واعتبر ان عملية "الاختطاف شوهت صورة الشعب الفلسطيني امام العالم".لكنه اتهم حماس بالضلوع في عملية الخطف وبمحاولة تلميع صورتها على الساحة الدولية من خلال الافراج عنه.
واضاف عبد ربه ان "حماس هم حلفاء الخاطفين آل دغمش وهم كانوا يحمون خاطفي جونستون طوال الوقت انهم يدعون انهم حرروه لكن هذه محاولة منهم لتحسين صورتهم امام المجتمع الدولي".
في المقابل اعتبر احد كبار مسؤولي حركة حماس وزير الخارجية السابق محمود الزهار عائلة دغمش مرتبطة بحركة فتح ولا سيما محمد دحلان.وقال امام صحافيين في غزة ان دحلان حاول الابقاء على الفوضى في قطاع غزة لاضعاف حماس.
غوردون براون يرحب بالإفراج عن جونستون
و رحب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الاربعاء بالافراج عن مراسل "بي بي سي" آلن جونستون الذي كان محتجزا في غزة منذ حوالى اربعة اشهر.
وقال براون "انني مسرور جدا لتلقي نبأ الافراج عن آلن جونستون. ان الافراج عن جونستون مصدر ارتياح كبير لاسرته واصدقائه وكل الذين عملوا لاطلاق سراحه".
وكان يفترض ان يعود جونستون الى لندن نهائيا في نيسان/ابريل.
آلن جونستون، الصحافي الغربي الوحيد الذي بقي مراسلا دائما في قطاع غزة
آلن جونستون كان الصحافي الغربي الوحيد الذي بقي يعمل في القطاع بشكل دائم رغم تزايد مخاطر التعرض للخطف واعمال العنف.
ويعتبر الصحافي النحيل الحليق الرأس وصاحب العينين الزرقاوين، الغربي الذي قضى اطول فترة احتجاز في قطاع غزة اذ اختفى في 12 اذار/مارس بعدما خطفه مسلحون وهو عائد الى منزله في سيارته من مكتب البي.بي.سي.
وكان متوقعا ان يعود جونستون الذي كان مراسلا لكل المحطات الاذاعية والتلفزيونية في مجموعة بي.بي.سي البريطانية العامة الى لندن نهائيا في نهاية نيسان/ابريل بعد عقد لثلاث سنوات في قطاع غزة.
وفي السادس عشر من نيسان/ابريل اعلنت مجموعة متطرفة صغيرة مجهولة تدعى "كتائب التوحيد والجهاد" انها اعدمته لكن جيش الاسلام تبنى خطفه في التاسع من ايار/مايو في شريط فيديو بث في الاول من حزيران/يونيو وظهر فيه الصحافي للمرة الاولى منذ خطفه.
وفي هذا الشريط اكد جونستون الذي يعتبره زملاؤه "مراسلا محنكا ومحترما"، ان خاطفيه "عاملوه معاملة حسنة وقدموا له الطعام ولم يستخدموا معه العنف وانه في صحة جيدة".
وبمناسبة عيد ميلاده الخامس والاربعين -- ولد جونستون في السابع عشر من ايار/مايو 1962 في لندي (تنزانيا) -- شدد رئيس تحرير القسم الدولي في بي.بي.سي نيوز، جون وليامز على ان الصحافي "رجل هادئ ومتواضع ولا يبحث ابدا عن اضواء الشهرة".
واضاف "عندما ينتهي كل شيء، وبغض النظر عن انزعاجه من كل هذه التعبئة (التي تطلبتها قضيته)، اراهن على انه سيفكر في الطريقة التي جعلت من وضعه محل اجماع في منطقة قليلا ما يتفق فيها الناس".
وقال وليامز "لقد اجمعت حركتا حماس وفتح الفلسطينيتان المتناحرتان والعرب واسرائيل والشرق والغرب، اجمعوا كلهم على المطالبة بالافراج عن آلن".
واثار خطفه تعبئة دولية تخللتها سهرات وصلوات وعريضة على الانترنت حصلت على اكثر من 170 الف توقيع ونداءات من كل الجهات من اجل الافراج عنه.
حتى ابو قتادة الاسلامي المتشدد المعتقل في بريطانيا الذي طالب جيش الاسلام بالافراج عنه ابدى "استعداده التام" للتوجه الى قطاع غزة للمساعدة.
ودعا والده غراهم جونستون مرارا للافراج عن ابنه مشددا على انه "صديق الشعب الفلسطيني".
وبدأ جونستون العمل في بي.بي.سي العام 1991 كسكرتير التحرير في قسم الاخبار في بي.بي.سي وورلد سرفيس، الخدمة العالمية للقناة، وسرعان ما ارسل في مهام الى الخارج.
فقد عمل مراسلا في طشقند (اوزبكستان) بين 1993 و1995 ثم في كابول (افغانستان) بين 1997 و1998 قبل العودة الى قسم التحرير في لندن ثم التوجه الى قطاع غزة في نيسان/ابريل 2004.
وفضل البقاء في القطاع رغم تزايد عمليات خطف الاجانب وتفاقم حدة اعمال العنف فيما انتقل زملاؤه واحدا تلو الاخر الى القدس.
وكان جونستون يدرك المخاطر. فقد كتب في كانون الثاني/يناير مقالا نشر على موقع بي.بي.سي نيوز على الانترنت قال فيه "حتى الان تم الافراج عن الغربيين المخطوفين، سالمين بسرعة نسبية".
واضاف مازحا "الفلسطينيون اناس مضيافون ومن المخاطر التي تواجه المخطوفين هنا هو ان الخاطفين يطعمونك حتى الموت".
وفي ايار/مايو منح هذا الصحافي الاعزب جائزة افضل صحافي للعام الحالي من قبل مؤسسة لندن برس اواردز وهي من اكبر جوائز مهنة الصحافة. وكان مرشحا للفوز بالجائزة قبل خطفه.
نشأ آلن جونستون في قرية دولر الصغيرة في وسط غرب اسكتلندا وحصل على شهادة في الادب الانكليزي والعلوم السياسية من جامعة داندي (اسكتلندا) ثم على دبلوم في الصحافة في جامعة كارديف في ويلز.