أخبار

شبح السيارات المفخخة يهدد المغرب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تعزيزات أمنية مكثفة واستنفار في المدن السياحية
شبح السيارات المفخخة يهدد المغرب

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: كشفت مصادر أمنية مطلعة في المغرب عن وجود معلومات استخباراتية تفيد احتمال لجوء عناصر متطرفة إلى تقنية السيارات المفخخة لتنفيذ اعتداءات إرهابية ضد المغرب. وجاء التوصل إلى هذه النتيجة، وفق ما أفادت المصادر ذاتها لـ "إيلاف"، بناء على معلومات جرى التوصل إليها من خلال التحقيقات مع بعض الموقوفين، خلال الأسبوع الماضي، وهي المعلومات التي تبين بأنها متطابقة مع تقارير رفعتها الأجهزة الأمنية الأميركية والفرنسية والإسبانية إلى نظيرتها المغربية.

ورجحت المصادر ذاتها احتمال تسلل عناصر متطرفة تنتمي إلى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وهي التسمية الجديدة للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، إلى المغرب، مشيرة إلى أن المعلومات الأولية تفيد تلقيهم تدريبات متطورة جدا على تفخيخ السيارات.

وأعطت وزارة الداخلية تعليماتها لكافة العناصر الأمنية من أجل مضاعفة جهودها، و‬التحلي ‮‬بقدر كبير من الحيطة والحذر بعد أن تجمعت لديها، في الأيام القليلة الماضية، معلومات تفيد باحتمال وقوع عمليات إرهابية خطرة.

وكان شكيب بنموسى، وزير الداخلية، أعلن أن السلطات قررت رفع "درجة التأهب إلى الحد الأقصى، في ما يتعلق بالتهديد الإرهابي"، مضيفا، في اجتماع شارك فيه كبار المسؤولين الأمنيين، أن هذا التدبير اتخذ للتصدي "للخطر الإرهابي الذي يتهدد بلادنا حاليا بناء على معلومات موثوقة"، وحث "مصالح الأمن على مضاعفة درجة اليقظة".

وأكد المسؤول الحكومي، حسب بيان الوزارة الذي صدر الجمعة عقب انتهاء الاجتماع، أن هذه الدرجة "تشير الى تهديد بوقوع عمل إرهابي، وتفرض على الهيئات المعنية أقصى درجات التعبئة".

و قد شهدت الدار البيضاء تعزيزات أمنية مكثفة، حيث انتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن أمام الفنادق الكبرى والقنصليات، والمباني العمومية المهمة، في حين نصبت حواجز حديدية أمام مقر ولاية الأمن لمنع وقوف أي سيارة بجانبه، كما أقيمت نقاط تفتيش في مداخل المدينة والأماكن الحساسة والمعابر والموانئ والمطارات.

واتخذت المراقبة الأمنية أشكالا مختلفة في المدن الأخرى، إذ أكدت مصادر متطابقة أن الأمن يتحقق من هوية النزلاء في الفنادق، خصوصا في المدن السياحية.

ويأتي هذا التأهب بعد أيام من بث "أنصار الإسلام في الصحراء المسلمة ببلاد الملثمين" كلمة صوتية للمتحدث الرسمي باسم التنظيم، يؤكد فيها دعمه "للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ويهدد فيها "بتصفية الحكام العرب وعملائهم".

كما دعا المتحدث الرسمي باسم التنظيم جبهة البوليساريو إلى ترك ما تدعو إليه، متوعدا في الوقت نفسه المواجهين والمعادين لأفراد الجماعات الإرهابية المسلحة، خاصة من أسماهم ب "الصليبيين وأبناء فرنسا".

وقال الناطق الرسمي لـ "أنصار الإسلام في الصحراء"، الذي تنشط عناصره في الصحراء، مخاطبا عبد المالك دوردكال، الأمير الوطني لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، "إعلم أننا في خندق واحد".

وكان توقيت الشريط السمعي، 24 دقيقة و29 ثانية، جرى تخصيص جزء مهم منه، للقطات مختارة من لقاء صحافي في البيت الأبيض، عقب لقاء جمع الرئيس الأميركي، جورج بوش، بالعاهل المغربي الملك محمد السادس، في 23 نيسان (أبريل) سنة 2002، وقد قصد تنظيم "أنصار الإسلام في صحراء بلاد الملثمين"، توفير ما يشبه "الدليل" على التعاون بين واشنطن والمغرب، من أجل توظيفه لدعوة الشباب بشكل عام، وفي شمال إفريقيا تحديدا، إلى الإلتحاق بالتنظيم المسلح.

وجاءت اللقطات الصوتية التي اختارها "أنصار الإسلام"، بشأن مقاطع من كلام جورج بوش والملك محمد السادس، الأول باللغة الإنكليزية، والثاني باللغة الفرنسية، وهو الكلام الذي سبقته ولحقته آيات قرآنية وأناشيد دينية، هدفها إثارة عواطف المستمعين ودغدغة مشاعرهم الدينية.

وبدا في الشريط الصوتي أن مضمونه هو نفس ما جاء في البيان المنشور في وقت سابق عبر شبكة الانترنت، وهو البيان الذي ذكر بأنه "على رأس أهدافنا كل من يعمل في الجيش أو ما يتعارف عليه بالمصطلح العامي بـ المخزن وكرواتيا والعاملين في الدرك الملكي والشرطة"، داعيا "عوام المسلمين إلى الإبتعاد عن المباني الحكومية والتجمعات العسكرية أو ما يصطلح عليه بـ الكوميساريات" فإنها هدف لنا".

وكانت الدار البيضاء مسرحا لحوادث في 11 اذار (مارس) وفي 10 و14 نيسان (أبريل)، عندما فجر ستة انتحاريين أنفسهم وقتلت الشرطة انتحاريا سابعا، قبل أن يتمكن من تفجير حزامه الناسف، في حين لقي شرطي مصرعه وأصيب 45 شخصا بجروح، إصابة تسعة منهم كانت خطرة.

وفي هذا الصدد، أشارت وزارة الداخلية، في بيانها، إلى أن "الأحداث التي وقعت في الدار البيضاء أكدت مخاوف السلطات المغربية، وأن النهاية التي عرفتها هذه الأحداث أظهرت نجاح خطة العمل التي جرى اعتمادها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف