حزب الله يطلب تراجع ساركوزي عن وصفه بالإرهابي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
علّق موافقته على المشاركة في اللقاء الحواري في باريس
"حزب الله" يطلب تراجع ساركوزي عن وصفه بالإرهابي
إيلي الحاج من بيروت-وكالات: ربط "حزب الله" ، ومعه حركة "أمل" طبعاً ، مشاركتهما في اللقاء الحواري اللبناني الذي سيضم نحو 40 شخصية من مختلف الأفرقاء في لاسل سان كلو في ضاحية باريس بصدور بيان عن قصر الرئاسة الفرنسية- الإليزيه يتراجع فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن وصفه للحزب بأنه "إرهابي".
وكان ممثل الحزب إلى اللقاء وزير الطاقة المستقيل محمد فنيش صرح بعد كلام ساركوزي سائلاً: " كيف يصفوننا بالإرهابيين ثم يدعوننا إلى فرنسا؟". ومن المتوقع أن يحدد "حزب الله" الأربعاء موقفه بالمشاركة في اللقاء الحواري أو مقاطعته. وكان ساركوزي التقى أهالي الجنديين الأسيرين لدى "حزب الله " ، قبل خمسة أيام من بدء اجتماعات اللقاء اللبناني للحوار في فرنسا وأبلغهم انه سيستغل فرصة وجود وفد من "حزب الله" للمشاركة في اللقاء لإيصال رسالة بشأن الأسيرين المحتجزين . وقال ساركوزي ان هدفه هو ان يتوقف "حزب الله" عن أعماله الارهابية، وان يتحول الى حزب سياسي تقريبا مثل سواه، وان يخوض في اللعبة الديمقراطية البرلمانية.
وردا على سؤال عما اذا كان ساركوزي وصف حزب الله بـ " الارهابي " قال الناطق باسم الرئاسة الفرنسية : " نعم. "... وجاء موقف ساركوزي، الذي تخلله تعهد بعدم استقباله ممثلي "حزب الله "في الاليزيه، تحت وطأة مداخلات وضغوط اميركية تمثلت بمواقف الوزيرة كوندوليزا رايس ، واسرائيلية تمثلت في مواقف تسيبي ليفني ، وفرنسية من خلال المجلس التمثيلي للجمعيات اليهودية في فرنسا، وكلها مواقف احتجت على دعوة موفدين من "حزب الله" الى باريس .
وقبل ذلك ، وفي حفل وداعي أقامه الأحد الماضي رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط في مقره في المختارة للسفير الفرنسي برنار إيمييه وتقصده " مهرجانا شعبيا " ، خرج السفير الفرنسي عن المألوف وعن أسلوب التحفظ الدبلوماسي ليلقي خطابا سياسيا متماهيا مع خطاب جنبلاط وليعلن بالفم الملآن موقفا صريحا لا لبس فيه ولا غموض. قال : "نحن اليوم مع الحكومة الشرعية، مع 14 آذار/ مارس والأكثرية الشجاعة التي لم تتنازل أمام التهديدات والارهاب والتهريب . وأنت يا عزيزي وليد من يمثل هذه الشجاعة مع 14 آذار ".
وكان لهذا الكلام وقع سيىء لدى الرئيس نبيه بري الذي رأى فيه موقفا منحازا وهو في أحسن الحالات موقف ضد لقاء الحوار الذي سيعقد في فرنسا . وأعلن بري ان خير جواب عليه " أننا سنصر على حضور مؤتمر فرنسا وتلبية الدعوة الفرنسية مشكورة في محاولة المساهمة في تخفيف الحدة بين اللبنانيين، وليس زيادة التوتير في ما بينهم ". لكن بري عدل عن موقفه بالمشاركة حتماً في اللقاء الحواري نتيجة لاتصالات به قام بها "حزب الله".
ويختلف كلام ساركوزي وسفيره في لبنان إيمييه لا ينسجم عما سمعه بري منموفد الخارجية الفرنسية السفير جان كلود كوسران، عن سياسة فرنسية متوازنة غير منحازة الى فريق لبناني، وما سمعه "حزب الله" من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من اعتراف صريح به كقوة سياسية لها ثقلها وشعبيتها وتمثيلها في البرلمان.
وعلم ان الدبلوماسية الفرنسية بدأت اتصالات مع بري وقيادة "حزب الله" لاحتواء المشكلة وتفادي انعكاسات سلبية على مؤتمر سان كلو بعدما تحول الجهد الى تأمين فرص انعقاده أكثر من تأمين فرص انجاحه . كذلك، اعلن المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون ان حزب الله "ليس مدرجا على اللائحة الاوروبية للمنظمات الارهابية" وفرنسا "لا تنوي" طلب ادراجه على هذه اللائحة.وردا على سؤال حول ما اذا كان من الضروري دعوة حزب الله الى المشاركة في الاجتماع الحواري اللبناني من الرابع عشر الى السادس عشر من تموز/يوليو قرب باريس قال مارتينون "ان حزب الله ليس مدرجا على اللائحة الاوروبية للمنظمات الارهابية".
واضاف "ان فرنسا لا تنوي طلب ادراجه" على هذه اللائحة. وتابع المتحدث الفرنسي "ان حزب الله لاعب سياسي مهم في لبنان وهو احد المكونات الاساسية في الحوار الوطني. وبصفته هذه هو مدعو الى اللقاءات اللبنانية التي ستعقد في سان كلو" قرب باريس.
واعلن مارتينون ان وزير الخارجية برنار كوشنير سيتابع هذا الاجتماع ب"حذافيره" واضاف "بالمقابل لن يعقد اي لقاء بين رئيس الجمهورية وبين المشاركين اللبنانيين". وتابع المتحدث "ان نيكولا ساركوزي يرغب بان يصبح حزب الله حزبا لبنانيا يشارك في لعبة الديموقراطية البرلمانية اللبنانية".
وباتت المسألة حالياً، هل ينعقد مؤتمر سان كلو أو لا ينعقد، بعدما كانت قبل أيام " ينجح او لا ينجح". والأرجح انه سيحصل ولكن من غير الأكيد لا بل من المشكوك فيه انه سينجح في تحقيق اختراقات او نتائج مباشرة على صعيد حل الأزمة في لبنان ، خصوصا ان ما هو حاصل في لبنان من ارتباك وغموض لدى مختلف الأطراف يضاف اليه " ايقاع متأرجح ومرتبك " في التعاطي الفرنسي مع الملف اللبناني ومؤتمر سان كلو ، حيث يكاد دور فرنسا ان يقتصر على استضافة المؤتمر من دون أي تدخل وضغوط او مبادرة وأفكار من جانبها . ويكاد هدف فرنسا ان يتحدد في " انعقاد " المؤتمر وانقاذ ماء الوجه للدبلوماسية الفرنسية الجديدة .
ويلاحظ أن خفض سقف التوقعات والطموحات الذي تعمدته باريس من المؤتمر، قابله في بيروت خصوصا لدى الطرف الشيعي ارتفاع منسوب الشكوك والتحفظات . هذا الانطباع موجود أيضا في دمشق التي تقارب الموضوع من زاوية مختلفة وتتحدث عن تراجع فرنسي في الانفتاح على سورية والمعارضة اللبنانية، وذلك تحت وطأة الموقف الاميركي الذي عرض على فرنسا " تعويضا " لها في مؤتمر دارفور ، باعتبار أن ساركوزي مهتم جدا بالمسألة الافريقية. واستند الأميركيون الى أحداث وتطورات في لبنان خدمت تحفظهم على الانفتاح الفرنسي ، أبرزها اغتيال النائب وليد عيدو ومواجهات مخيم نهر البارد والإعتداء الإرهابي على القوة الدولية في الجنوب ، والذي أوقع ستة قتلى من الجنود الإسبان .