موريتانيا: السجناء يواصلون تمردهم على القوانين

سكينة اصنيب من نواكشوط: رغم تأكيدات ادارة السجون الموريتانية باحكام سيطرتها على السجن الذي شهد أول من أمس تمردا للسجناء، أفاد مصدر قضائي أن نحو 10% من سجناء الحق العام بما فيهم بعض سجناء ما يعرف بملف لمغيطي واصلوا العصيان داخل السجن المركزي الجديد بمقاطعة دار النعيم بالعاصمة نواكشوط.

وأكد مصدر في وكالة الجمهورية بنواكشوط أن هذا العصيان بدأته مجموعة السجناء اثر نقلها إلى السجن الجديد، حيث قاموا بتكسير بعض النوافذ والأبواب واحراق بعض أثاث السجن، وأضاف أن فرقة الحرس المكلفة بأمن السجن تمكنت من احتواء هذه الاحتجاجات باستثناء الجيب المذكور.

وقد عاين الإمام ولد تكدي وزير العدل برفقة نظيره وزير التجهيز والعمران والإسكان محمد ولد بلال، الثلاثاء الخسائر الناجمة عن عصيان سجناء الحق العام الذي قالت مصادر إدارة السجن إن سببه "ترحيلهم إلى السجن الجديد بدار النعيم".

وقال بتار ولد باب مدير السجن إن الترحيل تم "بعد تحول ما يعرف بالسجن المركزي القديم في نواكشوط إلى حظيرة يمارس فيها السجناء جميع أعمال الشغب". وأضاف أنه تم "حجز كميات من المخدرات داخل السجن القديم كان بعض السجناء يتعاطونها ويتاجرون بها داخل هذه المؤسسة علاوة على التدخين واستخدام الهواتف المحرمة داخل السجن".

وأوضح أن ذلك هو ما دفع هؤلاء السجناء إلى الاحتجاج على تحويلهم إلى السجن الجديد الذي قال انه مصمم حسب معايير دولية تتماشى مع نظم وقوانين تسيير السجون في العالم، مبرزا أن المحتجين يحاولون من خلال هذا التصرف إرغام السلطات على إعادتهم إلى السجن القديم وأن ذلك "ما دفع وحدة الحرس المكلفة بأمنهم إلى التصدي للشغب بطريقة لم يتم خلالها تسجيل أية خسائر بشرية".

ونفى المستشار الفني لوزير التجهيز والاعمار والإسكان أن تكون أسباب الاحتجاج في تصميم البناية، مؤكدا أنها أول مؤسسة سجنية موريتانية يتم انجازها وفق المعايير الدولية. وأشار إلى أن مشكلة تنظيم السجناء في السجن الجديد هو ما دفعهم إلى العصيان، مبرزا أن زيارة وزير التجهيز تهدف إلى التشخيص والاطلاع على النواقص التي سببتها الخسائر الناجمة عن الاحتجاج.

وأضاف أن شغب السجناء أدى إلى احراق بعض المعدات داخل السجن الجديد وبعض غرفه، وأوضح أنه تم تشكيل لجنة فنية لدراسة الحلول الممكنة وترميم الاضرار الناجمة عن الشغب.

وقالت مصادر قريبة من السجناء "أن سبب الاحتجاج راجع إلى نقص المياه في السجن الجديد والى الظروف العامة للسكن داخله". وتجدر الإشارة إلى أن سجن دار لنعيم يحتضن 604 سجينا منهم 380 محكوم عليهم و324 في السجن الاحتياطي.